خارطة الطريق ناصر بابكر المسمار الأسود..المدينة أم الإتحاد؟!!! * دقت مدينة (بوانت نواغ) الساحلية وألتى تعني (المسمار الأسود) النعش الأخير في جسد (المسمار الأسود) الجاثم على صدر الكرة السودانية ممثلاً في الإتحاد العام الذي تواصلت سلسلة فضائحه المدوية من خلال مهزلة جديدة بالأمس ستجعل السودان مثار تندر وسخرية من كل الدول. * فوصول بعثة منتخبنا الوطني ل(برازافيل) بالأمس جاء ليؤكد ان (الإدارة في وادي) و(إتحاد الكرة في وادي ثاني) وجاء ليثبت أن فشل اتحاد معتصم ومجدي ولجنة الطريفي الصديق للمنتخبات الوطنية تخطي حدود الممكن وألمعقول في إرتكاب الأخطاء الساذجة التى تؤكد على حقيقة أن واحدة من أكبر أسباب تخلفنا في كل المجالات أننا لا نضع الشخص المناسب في المكان المناسب وان الوصول للمراكز القيادية لا يتم بمعيار الكفاءة والتخصص والتأهيل وإنما يعتمد كلياً على معيار (المصالح والإعتبارات الحزبية). * اذ أثار وصول المنتخب لبرازافيل دهشة القنصل السوداني ودهشة الإتحاد الكونغولى ودهشتنا بعد أن إستمعنا لحديث القنصل لإذاعة (هوي السودان) المميزة بالأمس عندما أكد أن مسئولى اتحاد الكرة لم يتواصلوا معهم نهائيا لتنسيق وترتيب أمور المنتخب قائلاً انهم إستغربوا لحضور السودان لبرازافيل رغم ان المباراة تلعب في العاصمة الاقتصادية للكونغو (بوانت نواغ) والتى تبعد قرابة 400 كيلومتر عن العاصمة مع الإشارة الى أن مدينة (المسمار الأسود) التى تستضيف المواجهة بها مطار يعتبر الأفخم والأكثر استقبالا للرحلات بجمهورية الكونغو وهو ما رسم الدهشة على وجوه قادة الإتحاد الكونغولى ايضاً الذين ابدوا استغرابهم الشديد لعدم حضور السودان مباشرة للمدينة التى تقام عليها المباراة. * الطريف والمضحك والمبكي أن الدهشة لم تقتصر على القنصل أو مسئولى الإتحاد الكونغولى فحسب وإنما شملت البعثة الإدارية للمنتخب نفسها والتى يرأسها طارق عطا والذي تفاجأ هو الآخر بعد أن وضح انه وبقية مسئولى الاتحاد السوداني لا يعلمون اصلاً بالمدينة التى تقام عليها المباراة (رغم ان الاتحاد الكونغولى أخطرهم رسمياً) وهو ما جعلهم يحجزون للمنتخب ليطير الى برازافيل ب(إفتراض) أن المباراة (يتوقع) ان تلعب فيها رغم ان مكان وزمان اللقاء محددين قبل وقت ليس بالقصير. * سافر المنتخب ب(القطاعي) الى لوساكا ومر الأمر مرور الكرام..سافر المنتخب ب(القطاعي) الى برازافيل ومر الأمر مرور الكرام.. لكن كل ما حدث سابقاً في كفة وما حدث بالأمس في كفة اخري لأن الأهمال وأللامبالاة وعدم الجدية والإستهتار لا يمكن أن يصل مرحلة عدم معرفة مكان اقامة مباراة معلنة منذ وقت طويل ولا يمكن أن يصل مرحلة تعريض المنتخب لإرهاق لا مثيل له وإجباره على رحلة مرهقة للحد البعيد لينتقل من مدينة الى مدينة تبعد عنها أكثر من 400 كلم وهو المنهك اصلاً من سوء ترتيبات رحلات لوساكا وبرازافيل. * (المسمار الأسود) في نظري ليس المدينة الساحلية الجميلة التى تطل على المحيط الهندي ولكنه (إتحاد الكرة السوداني) الذي لا يعرف أين يلعب منتخب بلاده و(المسمار الأسود) هو الإتحاد الذي يصبح الناس يومياً على فضائحه ومهازله واخطاءه الكارثية التى تطعن في جسد الكرة السودانية الممزق سلفاً. * الإتحاد الكونغولى بإمكانه الاستفادة من هذا الخطأ الشنيع والإكتفاء بتوفير (باص) لنقل المنتخب من برازافيل الى (بوانت نواغ) لأن مكان المباراة معلن منذ وقت طويل ولأن المدينة التى ستقام عليها المباراة بها مطار دولى يستقبل الرحلات الدولية وبالتالى فإن السوادن هو وحده المسئول عن حضوره الى برازافيل لكنني اعتقد أن الكونغوليين لن يفعلوا ذلك ولن يتأخروا في نقل المنتخب بالطائرة حيث تستغرق الرحلة (43) دقيقة بالطيران رثاءاً لحالنا وقناعة منهم أن (الضرب على الميت حرام). * لو كان هنالك أمر إيجابي وحيد (محتمل) في ألمهزلة التى حدثت والتى جعلتنا محل تندر وسخرية الكونغوليين انها يمكن ان تكون سبباً اضافياً (ربما) يقود اصحاب الأرض لخوض اللقاء بدرجة عالية من الإستهتار وعدم أحترام المنافس لأن عدم معرفة مكان إقامة المباراة حدث يغري للتراخي أكثر من الخسارة على أرضنا بثلاثية امام جنوب افريقيا. * لكن السؤال الذي يفرض نفسه حاليا هو هل بمقدور منتخبنا (صاحب الإعداد الضعيف والمنهك برحلات ما انزل الله بها من سلطان) ان يحقق نتيجة ايجابية حتي لو حدث ما نتمناه وخاض الكونغولى المباراة بأطراف الاصابع مع ألعلم أن المنتخب لم يؤد اي تدريب منذ مباراة جنوب افريقيا سوي (تدريب للبدلاء الذين لم يشاركوا) وحتي التدريب الذي كان يفترض ان يؤديه بالأمس الغي بعد أن (اخطأ المنتخب في العنوان) وبالتالى فإنه سيلعب مواجهة الغد بتدريب جماعي وحيد خلال خمسة أيام لن يتجاوز الساعة الواحدة وهو الذي يؤديه اليوم في ملعب المباراة. * مشهد الأمس ألكوميدي أثار دهشة القنصل ودهشة إتحاد الكونغو ودهشة بعثة منتخبنا نفسها ودهشتنا لكننا حتماً لن نندهش لمواصلة لجنة الطريفي الصديق للمنتخبات الوطنية كأن شيئاً لم يكن ولن نندهش لإستمرار قادة الإتحاد في مواقعهم لأننا نعلم جيداً أن تلك الفواجع لا تحرك في رفاق معتصم جعفر ومجدي شمس الدين والطريفي الصديق ساكناً. * سفر بالقطاعي وسفر بالغلط..(المسمار الأسود) دمر البلد. * الكورة في مدينة ومنتخبنا في مدينة..وتتواصل حكاوينا الحزينة.