راي رياضي ابراهيم عوض تسويق الدوري رغم توفر أغلب متطلبات تسويق مباريات الدوري السوداني فضائيا ، الا ان اتحاد الكرة فشل فشلا ذريعا في هذا الأمر ، واضاع على الاندية مبالغ مالية كان يمكن ان تسهم في دعمها و تطوير مستوياتها. لأكثر من ستة اعوام ، اي منذ فك الارتباط مع قناة الجزيرة لم يفلح اتحاد الكرة في توقيع عقد ملزم يحقق الفائدة المرجوة للاندية وللاتحاد، ويروج للدوري محليا وخارجيا. صاحب التعاقد مع تلفزيون السودان وقناة قوون في سنوات سابقة اخطاء كوارثية ، دفعت ثمنها الاندية، التي لم تتحصل على اجزاء كبيرة من حقوقها بسبب عدم التزام القناتين بدفع كل المبالغ المنصوص عنها في العقد. اذا وجدنا العذر لقناة قوون بسبب المشاكل الادارية والازمات المالية التي عانت منها في تلك الفترة، فما هو اذن عذر التلفزيون القومي الذي يتبع للدولة ،ويكتنز المليارات من عوائد الاعلانات التجارية. رفض قادة اتحاد الكرة العرض الذي قدمته قناة الجزيرة قبل ان يتحول اسمها الى (بي ان سبورت) ، رغم انه كان مغريا ، ووقعوا مع تلفزيون السودان الذي يعلمون ان قرار ادارته يكون مرهونبمزاج الاخوة في وزارة المالية. لم تفلح توجيهات النائب الاول السابق لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه في انتزاع حقوق الاندية ، ولم تنجح محاولات بعض المسؤولين الذين توسطوا لانهاء هذه الازمة في استخراج جنيه واحد من المالية. بسبب قصر نظر قادة الاتحاد وافتقاد مؤسستهم الرياضية لفريق متخصص في فن التسويق ، ضاعت عليه ، وعلى اندية الدوري الممتاز مليارات الجنيهات ، وعشرات الفرص الاستثمارية. نعتقد ان الفرصة اصبحت الآن مواتية امام قادة الاتحاد لتصحيح الاخطاء التي ارتكبوها بحق الاندية في اوقات سابقة ، وننتظر منهم ان يقوموا بدراسة العروض المقدمة لهم، واختيار الانسب منها. وحسب ما قرأنا فان هناك اربعة قنوات فضائية تقدمت بشراء حقوق بث الدوري السوداني ، من بينهم قناتين خارجتنين هما (بي ان سبورت) وابو ظبي الرياضية ، فضلا عن قناتي قون والسودان المحليتين. واعتقد انه من مصلحة الاندية والاتحاد ان يتم التعاقد مع قناة (بي ان سبورت) او ابوظبي الرياضية ، وليس هذا تقليلا من قناتي قوون والسودان ، ولكن لانهما تتمتعان بقدرات هائلة وخبرات كبيرة. فالقناتان القطرية والاماراتية ، ستلتزمان بالدفع في الاوقات المحددة، ونراهن على انهما لن يتاخرا عنذلك ، ولن يضير الدوري شيئا اذا اشترطا نقل المباريات التي يكون طرفها الهلال والمريخ فقط. المهم هو قيمة المبلغ الذي ستدفعه القناة الناقلة فعليا، فالاندية الاخرى بخلاف الهلال والمريخ غير حريصة على نقل مبارياتها مع بعضها البعض،بقدر ما هي احرصعلى تسلم أموالها في وقتها. آخر الكلام حازت مجموعة قنوات ام بي سي على حقوق نقل الدوري السعودي لمدة عشرة سنوات بمبالغ قدرت بنحو 30 مليار ريال، لمدة عشر سنوات ، اي بمعدل ثلاث مليارات في السنة. انتزعت ال ام بي سي حقوق البث ، رغم ان القناة الرياضية السعودية التابعة للدولة كانت تحتكر النقل ، منذ دخول الدوري السعودي عالم الاحتراف قبل اكثر من عشر سنوات. رضخت القناة الرياضية السعودية للامر الواقع وانسحبت من المنافسة ، لان قرار تحديد قيمة النقل لم يكن بيد مسؤوليها ، كما هو الحال بالنسبة لقناة النيلين الرياضية والفضائية السودانية. ولأن قنوات ال ام بي سي تملك عقليات استثمارية ومسوقين بارعين ، فقد اعلنت أمسعن موافقتها للقنوات التيترغب في نقل اي مباراة (ديربي) أو(كلاسيكو)في الدوري السعودي شريطة ان تدفع مليون نصف المليون دولار. ورغم كبر المبلغ وضخامته ، الا ان هناك بعض القنوات الفضائية وافقت عليهوابدت استعدادهاللدفع، واولها قناة ابوظبي الرياضية ، التي سبق وان خاضت تجربة ناجحة في نقل بعض مباريات الدوري السعودي. مليون ونصف المليون دولار لمباراة واحدة فقط. اذا فان قناة ال ام بي سي لم تخطيء عندما اشترت حقوق نقل الدوري السعودي بثلاث مليار ريال في الموسم الواحد. هل تستطيع قنواتنا المحلية ان تدفع مليون ونصف المليون دولار لنقل كامل مباريات الدوري السوداني؟. وهل يقل فريقا الهلال والمريخ في الشعبية ، عن الهلال والنصر السعوديين، او الاتحاد والاهلي؟. لو كنا نملك عقليات استثمارية ،وخبراء في مجال التسويق والنقل، لاصبحت انديتنا وخصوصا الهلال والمريخ من اغنى الاندية في الوطن العربي. وداعية : الدفع يا اتحاد قبل رفع شارة البث.
