لدغة عقرب النعمان حسن ونحن نحتفى بطردهم نعترف و نحييهم فهم صناع الرياضة اذا كنا نحتفل هذه الايام بالذكرى ال59 للاستقلال وبعيدا عن ما سطرته حول فشل الحكم الوطنى الذى افرغ الاستقلال من مضمونه خاصةعندما صادر الحكم الاول استقلالية الخدمة المدنية واخضع سلطات الوكيل للوزير السياسى ثم كانت النهاية الماساوية للخدمة المدنية على يد الانقاذ التى حولت الدولة كمؤسسة خاضعة للحزب الحاكم اداريا وماليا خصما على حقوق الاغلبية العظمى من الشعب السودانى صاحب الحق والذى كانت تحفظه له الخدمة المدنية قبل ان يلغى الحزب الحاكم اهم مؤسسات الخدمة المدنية وعلى راسها المسئولة عن المال العام مثل ادارات الحسابات والمشتروات والاشغال والمخازن والمهمات اما على مستوى الرياضة لابد ان نذكر ونحيى ذلك الجيل من المناضلين والقادة السياسيين الذين اسسوا الحركة الرياضية وارسوا قيمها الاخلاقية قيل ان تنهار وتفقد كل قيمها الا اننا ولكى نكون منصفين وجديرين بالاحترام يجب الا ننكر دور الانجليز فهم الذين ادخلوا الرياضة المنظمة فى السودان وعرفوه بها فى مطلع القرن العشرين وتمتد الاشادة باندية الجاليات الاجنبية ولم يكن هذا المسلك غريبا على الانجليز لانهم هم صناع الرياضة على مستوى العالم بصفة خاصة كرة القدم فلقد كان من الطبيعى لمن اسس الرياضة عالميا ان يفعل ذات الشى عندما استعمر السودان ليس معنى هذا ان السودان لم يكن يعرف الرياضة قبل ذلك فالسودان عرف من قديم الزمان رياضات بيئية بحكم طبيعته من سباق الخيل والالعاب المائية والجرى والمصارعة ولكنها لم تكن رياضات منظمة تحكمها نظم ولوائح وانما كانت ممارسات تقليدية املتها طبيعة السودان. وحتى لا نكون منكرين فالعالم يعترف للانجليز بانهم مؤسسى رياضة كرة القدم تحديدا يؤكد ذلك ان الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) عندما اعلن تاسيسه منظمة عالمية فان التنظيم الرياضى العالمى يقف على راسه مجلس رياضة اعلى من الفيفا خاصة فى المسائل الفنية و يتكون من اربعة اعضاء واحدة منهم الفيفا وثلاثة اعضاء هم انجلترا واسكتلندا وايرلندا وهى دول بريطانيا الثلاثة المؤسسة لاول تنظيم كروى ويختص هذا المجلس بقانون اللعبة تحديدا وتصدر قراراته بثلاثة ارباع عضويته وليس بالاغلبية العادية لهذا شهدت بدايات القرن العشرين فى السودان وبسبب اهتمام الانجليز بالرياضة وعلى راسها كرة القدم فانهم كانوا يمارسون كرة القدم وغيرها من الرياضات حيث شجعوا من بداية عام 1917 تكوين اندية سودانية فى احياء العاصمة كان بدايتها نادى بري لقربه من مساكن الجيش الانجليزى ولعل ما يستجق الدراسة فان قادة الانجليز بادروا بتكوين اندية تحمل اسماءهم الشخصية الا ان اللافت انها كلها فى مدينة الخرطوم بحرى وهى نادى(استاك) التحرير فيما بعد و(سلاطين (الاتحاد) وعقرب (والذى بقى منه اسم الميدان) ونادى الكوكب عفوا ان لم تسعفنى الذاكرة باسمه واحسيه ونجت فلقد كانت هناك اندية باسما اخرين بعضها فى بورتسودان . بجانب ذلك فان الانجليز ادخلوا منافسة كرة القدم فيما عرف بكاس المصالح الحكومية وكان كاس المصالح من اقوى المنافسات التى افرزت نجوما كبار مثل عبدالخير وادم الجراح والجعيص فى حراسة المرمى وكلهم لعبوا للاندية فى ذلك الوقت. ولما تم تكوين اول اتحاد للخرطوم ضم مناطق العاصمة الثلاثة كان مامور المركز هو رئيس الاتحاد بحكم المنصب وثلاثة ممثلين لمناطق العاصمة المثلثة بالانتخاب وثلاثة اعضا يعينهم مامور المركز ورئيس الاتحاد وكانت مضابط الاجتماعات و بعد الاستقلال شهدت الرياضة التدنى فى كل مناحيها بعد انصراف القيادات الوطنية لادارة شئون الدولة (عفوا لست موثقا قهذا ما اسعفتنى به الذاكرة والمعذرة ان كان فيه ما يجانب الحقيقة فللعمر ايضا كلمة)