راى حر صلاح الاحمدى قالها : محمد احمد محجوب مضت تسعة وخمسون عاما على استقلال السودان وهذه الايام تعود الذكرى ويعود الاحتفال بها نال السودان استقلاله الاول فى عام 1885بقيادة الزعيم محمد احمد المهدى وقد رفع رايته فوق السارية معلنا استقلال البلاد من المستعمر .وجات المرحلة الثانية من الاستقلال عام 1953وفى يناير 1953وقعت اتفاقية الحكم الذاتى وتقرير المصير للسودان وبين برطانيا ومصر وتعهدت الدولتان ان ينهيا فترة الانتقال باسرع ما يمكن وفى عام 1954انتخب اول برلمان سودانى فى فترة انتقالية ثلاثة اعوام وخلالها تنتخب حكومة وطنية .وقد تحدد لهذه الحكومة ثلاثة مهام رئيسية :سودنة الخدمة المدنية وقوة الدفاع السودان والبوليس تنظيم اجراءات تقرير المصير عن طريق جمعية تاسيسية منتخبة اجلاء قوات دولتى الاحتلال من السودان فى نوفمبر –ديسمبر1953اجريت اول انتخابات برلمانية حرة ففاز فيها الحزب الوطنى بالاغلبية وشكل اسماعيل الازهرى الحكومة فى ابريل عام 1954شكلت لجنة قومية لسودنة الوظائف واستمرت هذه اللجنة فى عملها ونجحت فى مهمتها واصبحت كل الوظائف المدنية العسكرية سودانية كان ذلك فى اول اغسطس من عام 1955وفى تلك الفترة كان لابد للمثقفين وبعدتكوين الحكومة ان يتناقشوا فى كيفية تكوين الحكومة المصير وفى احد جلسات البرلمان قدم السيد اسماعيل الازهرى رئيس الوزراء ووزير الداخلية اقتراحا يوضح فيه عن رغبة اعضاء المجلس النواب المجتمعين لوضع التدابير لتقرير المصير فورا وفى نفس الجلسة تحدث السيد صديق المهدى يقول فى حديثه ان الشعب منعقد على الجلاء والاستقلال فشاءوا او لم يشاءوا فى مجلسهم . وتحدث مرغنى حمذة كما تحدث ايضا الطاهر زروق فطالب فى حديثه بتعديل الوضع التشريعى وقانون عقوبات السودان وقانون التحقيق الجنائى .وقال محمد احمد محجوب زعيم المعارضة . مما يشرف هذه البلاد ان ابناءها يقفون دائما كتلة واحدة كلما حزب الامر وجد الجد وذلك لانهم يضعون مصالح ىبلادهم فوق مصالحهم وهؤلا المتحدثين كان لهم دور بارز فى سياسة السودان فقد خاضوا المعارك بازلين الجهد . نافذة كان يوجد فى تلك الفترة اكبر حزبين فى السودان وهما حزب الامة وطائفة الختمية الاول بقيادة عبد الرحمن المهدى والثانى بقيادة على المرغنى وايضا كان لهم دور كبير فى عملية الاستقلال . فى يوم الاربعاء 28ديسمبر 1955بدات التمكنمن لحظة الاستقلال وكان لابد لقوات المستعمر ان تغادر ارض السودان وعلى الحاكم البريطانى ومساعديه ان يغادرواارض الوطن وبدات الاستعدادات للاحتفال بهذا الحدث التاريخى والذى كان ينتظر بشقف . فى يوم الخميس 29ديسمبر كانت اجهزة الدولة كلها تركض ركضا حتى تستطيع ان تلاحق خطى الاستقلال وفى يوم السبت 31/ديسمبر بدات المشاورات والكيفية والشكل التى يكن عليها علم السودان . فى تمام الساعة الثامنة صباحا افتتح بابكر عوض الله الجلسة وطلب من رئيس الوزارء بان يتقدم فنهض واتجه نحو الاميرلاى عبد الفتاح حسن فتسلم منه خطابا وتقدمى نحو المستر دودزباركر وتسلم منه خطابا اخر فتلا الخطابين فكان اعتراف الدولتين باستقلال السودان . وفى نفس اليوم وهو الاحد 1/1/1956بدا ثلاثة من ضباط الجيش ينزلون العلمين من ساريتهما فيتسلمهما رئيس الوزراء ويسلمهما لمندوبى مصر وبريطانية . نافذة اخيرة وقف رئيس الوزراء اسماعيل الازهرى ومحمد احمد محجوب ورفعا علم السودان فوق سمائه عاليا خفاقا فلم يتمالك الجميع دموعهم وازرفت الدمعات فرحا بالاستقلال . والكل ينشد اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا . خاتمة تلك روعة الاستقلال ورفع العلم عاليا خفاقا بيدى الازهرى والمحجوب معارضة وحكومة وفى تلك اللحظات ازرفت الدمعات فرحا بالاستقلال ولم تفر معارضا او جالسا على الحكم وهنا تجلت عظمة السودانيين فى الزمن الجميل معارضة وحكومة من اجل السودان لينشد الحرية .قالها محمد احمد محجوب ما يشرف البلاد وقفت ابناءهاكتلة واحدة وكانت الوقفة وكان الاستقلال الذى نحتفل به فى عامه التاسع والخمسون .