قلم في الساحة مامون أبو شيبة وقفة مع الأحداث * لابد من الوقوف أمام الأحداث الغريبة وغير المسبوقة التي واكبت فترة الاستراحة لمباراة المريخ ومريخ الفاشر وعطلت إنطلاقة الشوط الثاني لأكثر من 45 دقيقة، وذلك كي لا تتكرر مستقبلاً! * حسب أقوال بعض المشجعين الذين التقينا بهم صباح أمس.. ذكروا إن هناك فرد أتى بحركة غير كريمة تجاه المشجعين مما تسبب في استفزازهم.. * ثار المشجعون تجاه ذلك الشخص وحصبوه ومن بجواره بالقارورات.. مما اعتبرته القوة المكلفة بحفظ النظام شغباً فكان الرد بالغاز المسيل للدموع مما قاد لوقوع إصابات.. * إطلاق الغاز (الممنوع استخدامه أثناء المباريات) زاد من حالة الهياج الجماهيري.. ليندفع الجمهور داخل الملعب ويدخل في مواجهة احتجاجية ساخنة مع قوة حفظ النظام.. * كان يمكن لقوة حفظ النظام التعامل مع الجمهور الذي نزل الملعب بالقوة والعنف، ولكن ذلك إذا حدث كان سيقود لعواقب وخيمة لا يحمد عقباها مثل سقوط ضحايا.. ومن ثم إلغاء المباراة.. وإعتبار المريخ مهزوماً.. ثم انسحاب المريخ من الدوري لتتفاقم الأزمة كثيراً.. أو تصدر قرارات عليا بتعطيل الدوري إذا سقط ضحايا مثلما حدث في مصر.. * نشيد بالتصرف العاقل والحكيم لقادة قوة حفظ النظام في الاستاد بقرار سحب القوة.. وتحاشيها لأي مواجهة عنيفة مع الجمهور يمكن أن يحول الإشكالية التي حدثت إلى مآساة.. * قبل إطلاق الغاز المسيل كان يمكن لقادة قوة حفظ النظام سماع أقوال المشجعين ومعرفة ما حدث بالضبط وقاد لإنفعال المشجعين.. وبعدها التحفظ على الفرد الذي تسبب في ثورة الجمهور واخراجه من الاستاد لتحقيق السلامة العامة واحتواء الهيجان الجماهيري دون اللجوء لإطلاق الغاز المسيل.. وفيما بعد يمكن التحقيق مع ذلك الفرد لمعرفة إن كان مذنباً أم بريئاً.. * المشكلة التي حدثت كانت بين المشجعين وقوة حفظ النظام ولا علاقة لها بالفريقين المتباريين ولا بالتحكيم ولا الأجهزة الفنية أو اللاعبين. * للأسف بعض الأقلام الزرقاء أوردت معلومات كاذبة ولا علاقة لها بالحقيقة وغرضها تجريم المريخ والتشفي.. بالقول إن جمهور المريخ أحدث شغباً بسبب الهزيمة في الشوط الأول واحتجاجاً على التحكيم!! وهذا لم يحدث بدليل إن الفريقين والحكام خرجا من الملعب إلى الغرف الخاصة بهدوء عقب انتهاء الشوط الأول.. بينما اندلعت الأحداث أثناء فترة الاستراحة. * استفزاز الجمهور لجره إلى الشغب تصرف خطير وغير مسئول.. ويجب أن توقع عقوبات صارمة على كل من يحاول استفزاز الجمهور.. سواء كان لاعباً أو مدرباً أو إدارياً أو أي شخص مهما كانت صفته.. * وأذكر جيداً أحداث مباراة المريخ وسيمبا التنزاني في بطولة سيكافا بالخرطوم عام 1994م وكيف اندلعت الشرارة عندما أحرز فريق سيمبا هدفاً في مرمى المريخ بعد أن كانت المباراة متعادلة 1/1 فعندما التف لاعبو المريخ حول الحكم الزنزباري في الجهة الجنوبية للملعب محتجين بسبب مخالفة سبقت الهدف، كان لاعبو سيمبا يرقصون هنا وهناك ورأينا أحدهم يذهب جهة كنبة احتياطي المريخ ويأتي بحركات سخيفة حتى قذفه إبراهومة بكوب الماء فهرول اللاعب.. ومن جهة المدرجات الشعبية كان هناك لاعب آخر من سيمبا يأتي بحركات مستفزة تجاه الجمهور فقذفه أحد المشجعين بحجر، فالتقط اللاعب الحجر الذي سقط بجواره وألقاه بطريقة مستفزة تجاه الجمهور الواقف على السياج.. وهنا قفز مشجع من فوق السياج وطارد اللاعب الذي هرول بسرعة تجاه دكة احتياطي فريقه.. وتصدى بعض رجال الشرطة للمشجع الذي كان يطارد لاعب سيمبا وجلدوه بالقاشات، وهنا قفزت أعداد أخرى من المشجعين فوق السياج مهرولين تجاه دكة احتياطي سيمبا ربما قاصدين اللاعب الذي ألقى بالحجر تجاه الجمهور، وبعدها اختلط الحابل بالنابل بعد أن تزايدت أعداد الجماهير التي نزلت الملعب، وهرب لاعبو سيمبا تجاه صالة الاستاد واحتموا بالغرف الداخلية وطاردت الشرطة الجماهير كما عملت على حماية الحكام وأخرجتهم ثم اطلقت الغاز المسيل. * تلك الأحداث اندلعت شرارتها بسبب حركات استفزازية من قبل أحد لاعبي سيمبا تجاه الجمهور وقذفه للحجر الذي سقط بجواره، إلى الجمهور بطريقة استفزازية.. * كان يفترض أن تعاقب اللجنة المنظمة فريق سيمبا مباشرة بسبب تسبب أحد لاعبيه في استفزاز الجمهور وجره للشغب.. لكن يبدو إن المراقب لم يرصد ما فعله لاعب سيمبا فرجعت اللجنة للائحة المنافسة ولم تجد نصاً يدين الجمهور صاحب الأرض فقررت إعادة المباراة.. * وكانت اللجنة قد أخطأت بتعيين حكم زنزباري للمباراة.. وزنزبار تابعة لتنزانيا..!! وكان الحكم مستفزاً للعيبة المريخ الذين قالوا إنه كان يتحدث مع لاعبي سيمبا بالسواحلية ويتضاحك معهم!! * يذكر إن هناك صحفي تنزاني مريض بالسكر كان قد أصيب بكومة سكر قبل 48 ساعة من موعد مباراة المريخ وسيمبا، وتم نقله من الفندق للمستشفى وتوفى، وتم ترحيل الجثمان إلى بلاده قبل أن تلعب مباراة المريخ وسيمبا بيوم.. * لكن بعد مرور سنوات طويلة على تلك الواقعة جاء أحد كتاب التهريج الأزرق ليفتري بالقول إن جماهير المريخ قتلت الصحفي التنزاني في الاستاد..! ثم سايره في ذلك الإفتراء بقية كتاب التهريج وبعضهم لا زال يردد تلك الفرية حتى اليوم. * إذا كان الجمهور قد قتل أحد الضيوف لألغيت المنافسة ولحدثت أزمة دبلوماسية.. ولكن كتاب التهريج الأزرق لا يراعون المنطق عند إطلاق الإفتراءات.. * بعد بطولة سيكافا 1994 بأسابيع سافر المريخ إلى تنزانيا وتبارى مع سيمبا في البطولة الأفريقية بصورة عادية، فهل كان المريخ يستطيع السفر إلى تنزانيا بعد أسابيع من بطولة سيكافا إذا كانت جماهيره قد قتلت مواطناً تنزانياً يا كتاب الإفك؟! * ينبغي وضع كاميرات مراقبة في كل أنحاء الاستادات لضبط أي تفلتات ومعرفة مرتكبيها، لمعاقبتهم لاحقاً.. ولا شك إن الكاميرات ستكشف الكثير من الحقائق وما يحدث داخل الاستادات. * ويمكن وضع كاميرات أيضاً داخل الصالات والغرف وأماكن مرور اللاعبين والحكام.. وفي الخاطر حادث الإعتداء على الحكم الجزائري جمال الحيمودي دون أن يعاقب المعتدي!! زمن إضافي * سقط برشلونة في عقر داره أمس أمام مالقا بهدف جاء في الشوط الأول وفشلت كل جهود لاعبي برشلونة بقيادة ميسي ونيمار في معادلة النتيجة ناهيك عن تحقيق الفوز.. * علينا تقبل نتائج الكرة بحلاوتها ومرارتها.. ونطلب من جمهور المريخ مسامحة لاعبيه ومساندتهم في المباراة الأفريقية القادمة، وبعدها مباريات الدوري وأولها أمام الأهلي في شندي.. * وليبذل لاعبو المريخ جهوداً مضاعفة من أجل التعويض.. وبعدها مهما كانت النتائج سنرضى بالمكتوب.. * الذين يريدون استغلال الإخفاقات لتحقيق أجندتهم وإرغام رئيس المريخ على الابتعاد.. نقول لهم وفروا جهدكم فرئيس المريخ قرر الابتعاد نهائياً بعد شهرين ونصف.. وبعدها سترون الفارق وسيبدأ البكاء والندم..