� لدغة عقرب النعمان حسن لا نريد بهرجة واحتفالات قبل احراز الكأسات بينما كنت على غير العادة أشاهد إحدى القنوات التلفزيونية السودانية استضافت القناة الاستاذ محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة الرأي العام في استعراض للصحف السياسية اليومية وفي ختام اللقاء جاء دور الحديث عن ما تناولته الصحف الرياضية حول تأهل الهلال والمريخ لدور ال16 في البطولة الافريقية وكانت المفاجأة في تعقيب الاستاذ محمد عبدالقادر حول ما جاء في الصحف حول هذا الموضوع كانت المفاجأة مطالبته للصحافة الرياضية ان تكف عن الهرج والتهليل لتأهل قمتنا للبطولة الافريقية واوضح في حديثه ان تأهل قمتنا على حساب فرق متواضعة المستوى يجب الا يدفع الصحافة لهذا التهليل واختتم تعقيبه بجملة يفترض ان تكون المحطة التي تقف فيها الصحافة الرياضية عندما قال في كلمات بسيطة: ( لا نريد بهرجة واحتفالات قبل احراز الكأسات) وعلى طريقة الزميل( سابقا ) طلحة الشفيع الذى فارق معشوقته الصحافة لسبب لا أعلمه رغم انه كان من روادها فان رئيس تحرير الرأي العام وضع النقاط فوق الحروف بكلمته هذه هي حقاً نقطة يجب الا تعلو عليها نقطة أخرى وهي ان تكف أنديتنا وصحفنا عن البهرجة لمجرد ان فرقنا تخطت الادوار التمهيدية وتقيم كرنفالات الفرح واستعراض العضلات الهشة التي سرعان ما تتكسر عندما تواجه الأقوياء من أجل الصراع على البطولة. وما قاله السيد محمد عبدالقادر ظللنا نردده لسنوات حتى تكف قمتنا عن البهرجة والتفاخر رغم انهم في نهاية الأمر لا مردود لهم والنتيجة صفر كبير على الشمال، أكثر من نصف قرن من الزمان لم يسجل التاريخ اسم ناد سوداني بطلا للبطولة الكبرى بل لم يسجل التاريح اسم السودان غير مرتين بلغ فيها الهلال النهائي وخرج بخفي حنين أمام الترجى التونسى وأهلي القاهرة وقبل اكثر من ربع قرن كما ان السودان لم يسجل اسمه الا مرة واحدة في البطولة الثانوية التى يتنافس فيها فقدوا التأهل للبطولة الكبرى حيث حقق المريخ كأس الكؤوس الافريقية (كأس مانديلا) وباستثناء ذلك فمحصلة السودان صفر كبير على الشمال. صدق الاستاذ محمد عبدالقادر وهو يؤكد انه لا يحق لأي نادٍ ان يهلل ويتبهرج ويريدنا ان نفرح ونهلل معه مالم يحقق للسودان ولاول مرة في تاريخه البطولة الكبرى والا فليصمت الجميع دون أي مزايدة وتهليل زائف طالما ان رموز الفشل في احراز البطولة الكبرى ان يهللوا ادارياً وجماهيرياً وإعلامياً بل وبتطبيل من المسئولين على كل المستويات. يجب الا نهلل (للتعيس وخايب الرجا) فلا فرق بينهما مادام أي منهما لم يحقق الكأس الكبرى حتى يسجل اسم السودان ولو مرة واحدة في تاريخه وتاريخ السودان حتى يكون مستحقاً للتهليل. ولكن العلة ان صحافتنا يهمها ان تتاجر بالهزيمة لمن يتعرض اليها اكثر من غريمه حتى لو كان احدهم الطيش ومنافسه ثاني الطيش فيقيم الاخير كرنفالات الفرح لأنه تانى الطيش لهذا السبب كان من الطبيعي ان تنتنافس قمة مصر الاهلي والزمالك بل وأندية مصر لتحقيق البطولات الافريقية ورفع علم مصر في كأس العالم للاندية مع اننا ظللنا نكابر اننا أنداد لأندية مصر حتى تصدر الاهلي قائمة افضل الاندية افريقياً بل وعالمياً بينما قبعنا نحن في مؤخرة الاندية افريقياً فمصر لا تشهد احتفالات الا يوم تتوج بالبطولة الكبرى اما نحن فنهلل لأننا تاني الطيش طالما كان غريمنا الطيش. مرة واحدة اقفلوا البهرجة مالم لم تعودوا ببطولة افريقيا حتى تكونوا جديرين باقامة الاحتفالات ليشارك كل شعب السودان في الاحتفال لأنه انجاز بلد قبل أن يكون انجاز نادٍ بعينه.