مع بلوغ البطولة المحلية نهايتها فإنها لا تستحق أكثر من بضع كلمات نزف فيها التهنئة للمريخ لأنه توج بالبطولة المحلية وهاردلك للهلال وهو ما ظللنا نشهده تبادل البطولة بين الفريقين. هكذا يجب أن نقفل ملف هذه البطولة المحلية لأنها لا تستحق اكثر من هذا حيث يتعين علينا أن نطوى الصفحة وأن ينصرف المعنيون بها على كل المستويات من إدارة وجماهير وصحافة للمرحلة الأهم للحديث عن ثم ماذا بعد وما هي المحصلة المتوقعة لمن تاهلا لتمثيل السودان في البطولة الإفريقية الأهم والأكبر والمؤهلة لكاس العالم للأندية. أمر عجيب ما تحظى به هذه البطولة المحلية وكلا المركزين الأول والوصيف أيا كان معروفان من بداية الدوري حيث يتبادلان البطولة ون تو وكلاهما يتأهلان لتمثيل السودان خارجياً في البطولة الكبرى. ولكن ما نشهده وشهدناه هذه المرة إن البطل على كل مستوياته بالغ بالاحتفال بهذه المناسبة التي هي بحساب المنطق اقل من عادية ولا ادري كيف سيكون الاحتفال لو إننا حققنا البطولة الإفريقية الكبرى كما إن الهلال الوصيف بالغ في الانفعال والعمل على تبخيس انجاز المريخ مع إنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها البطولة المحلية من المريخ ولن تكون الأخيرة كما إنها لن تدوم للمريخ فلماذا لا تتقبل إدارة نادي الهلال النتيجة بروح رياضية ويكون اسبق في تهنئة شريكه وغريمه في البطولة . صخب جماهيري وإعلامي وأدارى تفرغ قبل وبعد انتهاء البطولة من الجانبين للتهليل وللتبخيس مصحوبا بتفرغ الإعلام لهذه الظاهرة الغريبة مع إن السودان الرياضي لا يزال يدور في هذه الحلقة المفرغة من أي قيمة مستحقة سواء بالتهليل أو التبخيس وهذا وحده يؤكد إلى أي مدي إن الرياضة السودانية( برة الشبكة ).ويا لها من مفارقة فالبطولة المحلية التي استحوذت على هذا التهليل والتبخيس كل حسب مصالحه هي النسخة الثامنة من البطولة المحلية التي ظل فريقا القمة يتبادلاها ون تو وسيظلان يتبادلاها إلى أن يقضى الله أمراً جديداً ليس في الأفق ما يشير إليه. المفارقة انه وفى ذات الوقت حقق الأهلي المصري فوزه بالبطولة الإفريقية الأولى للمرة الثامنة من تاريخ البطولة مؤهلا مصر بهذا الانجاز لنهائيات كاس العالم للأندية فانظروا لثمانية الأهلي وثمانية المريخ لتقفوا على الفارق.. ومع هذا فان الأهلي إدارة وجماهير وصحافة لم يتفرغوا لمثل هذا التهليل والتطبيل لأسابيع قبل وبعد انجاز الأهلي الكبير بكل المقاييس . فأين فوز الأهلي للمرة الثامنة ببطولة إفريقيا المؤهلة لكاس العالم للأندية من فوز المريخ بالبطولة المحلية الثامنة المؤهلة للبطولة الإفريقية التي ظللنا نغادرها من الأدوار التمهيدية. وهل يعلم مصمموا هذا الهرج تهليلا وتبخيسا في لبطولة محلية لا أهمية لها مع إن فوز الأهلي المصري بالبطولة المحلية في مصر لم يقابل بواحد في المائة من هذا الزخم وهذه البدعة التي نبالغ فيها بهذا الانجاز العادي حيث إنها لم تستحوذ على خبر قبل وبعد الفوز بيوم واحد ناهيك عن الحقيقة الأكبر وهى إن فوز الأهلي بالبطولة الإفريقية والتأهل لكاس العالم للأندية لم يحظى بهذا الهرج على كل المستويات الإدارية والجماهيرية والإعلامية بل أن مصر انصرفت للتطلع لان يعود لها الأهلي بانجاز رقم عالمي في الكرة العالمية وهكذا تكون النظرة لصناع التاريخ. حقا شتان بين السودان ومصر:.لهذا فان السؤال الذي تصعب الإجابة عليه متى يفوق السودان ومتى تخرج نظرتنا للرياضة من هذا الهرج المحلى تطلعا لإفريقيا ولا أقول العالم ذمتي يسجل السودان اسمه ولو مرة واحدة في تاريخه بين الأندية التي توجت نفسها بالبطولة الكبرى ولن أقول متى نبلغ ما بلغه الأهلي المصري بل وأندية مصر التي كنا شركاء معها في تأسيس الكرة الإفريقية والعربية. وتستوقفني بهذه المناسبة المفارقة الأكبر والتي تستحق أكثر من دراسة فالتاريخ يحدثنا إن أندية مصر التي حققت هذا التقدم درجت تاريخيا على التعاقد مع محترفين من السودان حيث احترف العشرات من نجوم الكرة السودانية في أندية مصر وعلى رأسها الأهلي والزمالك والمقاولون وغيرها بينما لم يحدث أن استجلبت أندية السودان أي لاعب من مصر مما يؤكد إن الكرة السودانية ساهمت في نهضة الكرة بمصر بينما فشلت في تحقيقها للسودان فمصر لا تزال تذكر الكباتن سيلمان فارس والاسيد وأمين ذكى وشطة في الأهلي وعمر النور والرشيد المهدية في الزمالك وقلة في المقاولين وغرهم من لا يسع المجال ذكرهم وها نحن الآن نحشوا أنديتنا بالمحترفين الأجانب بملايين الدولارات ومع هذا لمي حققوا للسودان أي انجاز خارجي أو يضيفوا للكرة السودانية ومع هذا يتمتعون بالأضواء والهرج والتطبيل ومضاعفة الدولارات بسبب انجازات محلية والتي لم تكن أنديتنا بحاجة إليهم لتحقيقها. يا جماعة ما تفضوها سيرة الكرة السودانية وبلاش متاجرة بواقع زائف مخجل. فلماذا المبالغة في الاحتفال ولماذا المبالغة في الانفعال حقا قمة فشنك وان أصبحت سوقا رائجة تداخلت فيها المصالح ما عدا مصلحة كرة القدم.