مامون أبو شيبة قلم في الساحة عملاق البقعة وعملاق الباب � * لا حديث في الشارع الرياضي هذه الأيام إلا عن لقاء الغد بين المريخ والترجي بالقلعة الحمراء في ذهاب دور ال16 لدوري الأبطال الأفريقي. * وحتى الشارع الهلالي يبدو أكثر اهتماماً بمواجهة المريخ والترجي من اهتمامه بمباراة فريقه في الكنغو يوم الأحد!! * في أي مكان نذهب إليه يسألنا الناس عن توقعاتنا لمباراة الغد وهل يستطيع المريخ تحقيق الفوز على الترجي؟ * عادة أقول لمن يسألني عن توقعاتي للمباراة، إن المريخ والترجي فريقان كبيران.. بل عملاقان، فإذا كان الترجي هو (عملاق باب سويقة)، فالمريخ هو(عملاق البقعة) وبالتالي فنتيجة المواجهة بينهما قابلة لكل الاحتمالات، فالمريخ يمكن أن يفوز.. وقد تنتهي المباراة بالتعادل.. وقد يفوز الترجي.. * إذا لم نضع حساباً لكل الإحتمالات في مباراة الغد.. وإذا أصرينا بأن المريخ هو الذي يجب أن يفوز بعيداً عن كل الإحتمالات الأخرى.. فهذا يعني إن الترجي فريق ضعيف.. أو إننا لا نحترمه كفريق بطولات وأحد عمالقة القارة الأفريقية.. وهذا لا يجوز.. * قد تكون هناك عوامل مساعدة للمريخ مثل اللعب على الأرض والمؤازرة الجماهيرية الشرسة.. وهي عوامل قد تساعد الفريق على تحقيق الفوز، هذا إذا أدى اللاعبون بصورة جماعية وبقوة وحماس وإصرار مع احترام الخصم، ولم يقع المدافعون في الأخطاء الساذجة، وإذا وفق الله لاعبي المريخ في استثمار الفرص.. * قد لا يؤثر الحشد الجماهيري الأحمر على فريق الترجي.. فهو فريق كبير معتاد على اللعب في كل أجواء القارة الأفريقية، وكثيراً ما حقق الانتصارات خارج أرضه مثلما فاز على كوسموس الكاميروني في عقر داره في الجولة الفائتة بهدف قبل أن يعود ويكتسحه في تونس بثلاثية. * على جماهير المريخ أن تدخل المباراة وهي تتوقع كل الاحتمالات، لأن الخصم فريق كبير ومتمرس، بل فريق بطولات قارية.. والمطلوب فقط أن يقاتل الجميع بشراسة، فالجمهور الأحمر المطلوب منه تحويل الاستاد إلى بركان ثائر، واللاعبون المطلوب منهم اللعب بروح قتالية عالية مع احترام الخصم وتجنب الأخطاء.. والحرص على الرقابة اللصيقة والضغط الشديد على الخصم.. * والمطلوب من اللاعبين التعاون عند قيادة الهجمات والابتعاد عن الأنانية وتحاشي افساد الهجمات بالوقوع الساذج في مصيدة التسلل.. مع التوكل على الله. * بعكس ما يعتقد البعض، أرى إن الشد العصبي والذهني على لاعبي المريخ سيكون أقل مما كان عليه عند مقابلة فريقي عزام وكابوسكورب.. ففي الدورين الأولين تكون الأعصاب مشدودة خوفاً من الخروج المبكر من المنافسة والذي سيهز ثقة اللاعبين ويعرضهم للهجوم المدمر.. * ولكن في هذا الدور ستتاح للخاسر فرصة المنافسة على دخول مجموعات الكونفدرالية.. فهذا يقلل الخوف والتوتر من حدوث نتيجة سلبية.. * أتمنى أن يكون الجهاز الفني قد لقن اللاعبين على إجادة تنفيذ ركلات الجزاء ووضع ترتيباً لهم.. وأيضاً تدريب حراس المريخ على صد الركلات.. والمطلوب عرض لقطتي ركلتي جزاء الترجي في مباراة كوسموس للحارسين جمال سالم والمعز، ليشاهدا الطريقة التي نفذ بها يانيك نجانغ الركلتين!! * عبر القنوات التونسية شاهدت مباراة الترجي وكوسموس الكاميروني بتونس، وشاهدت أيضاً مباراة الترجي ونجم المتلوي التي كسبها الترجي بهدف على ملعب المتلوي.. والهدف جاء من عكسية ورأسية محكمة لهيثم الجويني في المرمى.. * بصراحة الترجي لم يكن سهلاً في المباراة الدورية على الرغم من أنه أراح بعض الأساسيين.. فتميز لاعبيه بالقامات الفارعة وإجادتهم اللعب من لمسة واحدة يعني إن المريخ سيخوض مباراة صعبة بكل المقاييس.. * هجوم الترجي بقيادة المحترفين الكاميروني الضخم (يانيك نجانغ) والنيجيري القوي السريع (صمويل ايدوك).. يحتاج لتعامل دفاعي يقظ وشرس دون ارتكاب مخالفات جزاء مثل التي ارتكبها مدافعو كوسموس الكاميروني.. * وحتى اللاعب الوحيد القصير النحيف الغاني (هاريسون أفول) يعتبر أخطر صانع ألعاب يأتي من طرف الدفاع الأيمن.. لما يتميز به من سرعة واجادة المراوغة أثناء الجري بالكرة، والمشاركة في الهجوم.. * واللاعب أفول بالذات ينبغي عمل ألف حساب وحساب له.. ويمكن وضع مهاجم سريع جهة الجناح الأيسر يجبر افول على عدم التقدم. * خط وسط الترجي خطير وبه لاعبون يجيدون التسديد من خارج المنطقة خاصة غيلان الشعلالي والعائد أسامة الدراجي (أهداف من طراز ماكسيم جامبو).. فعلى لاعبي المحاور في المريخ ممارسة الضغط الشديد على وسط الترجي وعدم اتاحة مساحات للاعبي وسطه للتسديد من خارج منطقة الجزاء. * إصابة حارس الترجي المعز بن شريفية لن تؤثر على حراسة مرمى الفريق، لأن الحارس الإحتياطي الفارع القامة سامي هلال لا يقل كفاءة.. وقد شاهدناه يفسد حالة انفراد لنجم المتلوي بخروجه السريع لقفل الطريق على المهاجم الذي حاول ارسال الكرة (لوب) من فوقه، ولكن طول الحارس سامي جعله يصطاد الكرة المارة من فوقه ببراعة.. * من المهم جداً أن يشاهد الجهاز الفني ولاعبو المريخ شرائط مباريات الترجي الأخيرة أمام كوسموس الكاميروني ونجم المتلوي والملعب التونسي.. ليقفوا على مكامن قوة الفريق، وطريقة تسجيل الأهداف، وطريقة تنفيذ ركلات الجزاء، حيث سجل الترجي 8 أهداف في المباريات الثلاث.. * في مباراة كوسموس سجل نجانغ هدفين من ركلتي جزاء نفذهما بطريقة واحدة، بيسراه أرضية على يسار الحارس الذي كان يرتمي على يمينه.. وسجل غيلان الشعلالي الثالث بقذيفة من خارج المنطقة.. وفي مباراة المتلوي سجل الهدف الوحيد هيثم الجويني برأسية محكمة إثر كرة عكسية.. وفي مباراة الملعب سجل محمد علي اليعقوبي الهدف الأول من ركلة حرة خدع فيها الحائط البشري عندما أرسل كرة أرضية مرت من تحت الحائط البشري لحظة قفز اللاعبين لأعلى، وسجل أسامة الدراجي برأسية محكمة إثر كرة عكسية.. وأضاف غيلان الشعلالي الثالث بقذيفة تخصصية من خارج المنطقة في مقص المرمى.. ثم يانيك نجانغ بعد دخوله بقليل في نهايات المباراة إثر إنفراد وملاحقة من أحد المدافعين ومراوغة الحارس ووضع الكرة في الشباك الخالية.. وهدفه شبيه بهدف لاعب مريخ الفاشر حسن كمال في المريخ! * في الاجتماع التقليدي اليوم يجب أن يختار المريخ اللعب بالشعار الأحمر الكامل.. وألا يرتدي الترجي الأحمر والأصفر المشابه لشعار المريخ.. ويمكن أن يرتدي الشعار الزيتي الغامق الذي لعب به أمام نجم المتلوي لأن نجم المتلوي شعاره يتطابق تماماً مع شعار الترجي شورتات سوداء وفنائل مخططة بالأحمر والأصفر. �