عماد الدين عمر الحسن كلمة قرعة في غاية الغرابة تابع أهل القبيلتين الحمراء والزرقاء نهار الأمس باهتمام شديد وقائع إجراء قرعه دور الثمانيه لدوري افريقيا للأنديه الأبطال ، والتي أسفرت كما يعرف كل المهتمون عن وقوع المريخ في المجموعه الأولي الي جانب الفرق الجزائريه الثلاثه المشاركه في دور الثمانيه ، وهي وفاق سطيف حامل اللقب ، واتحاد العاصمه ومولوديه العلمه ، بينما أهدت القرعه الهلال التواجد في المجموعه الثانيه إلي جانب تي بي مازيمبي ، والفريقين المغمورين سموحه المصري والمغرب التطواني . أقدار المريخ هي التي جعلته يواجه الأقوياء منذ بدايه الدوري الافريقي الحالي وهو يواجه عزام التنزاني في التمهيدي ثم كابواسكورب القوي في الدور الأول وأخيرا الترجي صاحب الاسم الكبير والبطولات علي مستوي القاره في دور الستته عشر ، وقد استطاع المريخ التغلب علي كل من واجههم وقام باقصائهم جميعا الواحد تلو الاخر ، ولكن كنا نتمني أن يميل الحظ شيئا قليلا الي جانب الزعيم ويريح المارد من عناء المقابلات الصعبه قبل ان تفاجئنا القرعه القاسيه بهذه المجموعه . نحن لا نخشي الاقوياء ، ولا نهاب مقارعه الكبار فمن يواجه الفرق الكبيره يعتاد علي ذلك ، فرقه المريخ الحاليه هي التي واجهت نجوم الكره العالميه ببايرن ميونخ وشالكا ، ثم واجهت المحترفين الافارقه في كابو اسكورب والترجي ونجح لاعبو الزعيم في التعامل معهم بالشكل المطلوب وحققوا افضل النتائج بدليل تواجدهم في هذه المرحله ، ولكن أكثر الذي نخشاه علي الزعيم هو ما يمكن ان يحدث من مؤامرات وتواطؤ بين أبناء البلد الواحد خصوصا اذا تقدمت المنافسه وظهرت ملامح الفرق فاقده الامل والتي اصبحت خارج المنافسه فحينها يصبح بالامكان منح النقاط بكل سهوله للتأثير علي مواقف فرق اخري ، وهو أمر كان من الضروري الإنتباه له من قبل الاتحاد الافريقي إذ أن وجود ثلاثه فرق من دوله واحده يعني بدون شك أن أحدهم سيغادر لان المطلوب اثنان فقط من كل مجموعه فالثالث الذي سيفقد الامل سيكون خارج المنافسه وبامكان أي فريق من الاثنين الاخرين ان يظفر بست نقاط دون عناء . عموما ليس أمام المريخ الان بعد أن اصبح هذا واقعا غير أن يعد نفسه بالشكل السليم ويحتاط جيدا لمثل تلك المؤامرات الغير مستبعده والوارد حدوثها وبشده ، وحتي يؤمن المريخ موقفه ويطمئن لاستمراره في البطوله فلابد من الفوز في مباراتين علي الأقل خارج الارض وهي مهمه ليست بالسهله ، خصوصا وأن خارج الارض هذه تعني الفوز في الجزائر وليس يوغندا أو كينيا ، ومعروفه جدا الأنديه الجزائريه ، ومعروف كذلك الجمهور الجزائري وعشقه للعبه وتعصبه الشديد لفرقه ، وهو جمهور لايقل شراسه عن جمهور الترجي التونسي صاحب الاحداث المعلومه في مباراه المريخ الاخيره برادس .هذا خلاف أنه لاتوجد جاليه سودانيه بحجم كبير في الجزائر للمؤازره والوقوف خلف المريخ . وبالنظر في ملفات الفرق الجزائريه التي سيواجهها المريخ نجد أن فريق شباب العلمه وصل الي هذه المرحله بعد ان أقصي سانت جورج الاثيوبي من الدور التمهيدي بالخساره أمامه بهدف مقابل هدفين ثم الفوز بهدف وحيد بالجزائر ، ثم اقصي الاشانتي كوتوكو الغاني بالتعادل السلبي خارج الارض ثم الفوز بهدف وحيد داخلها وفي دور الستته عشر فاز علي الصفاقسي التونسي بهدف وخسر بمثله ليتأهل عن طريق ضربات الترجيح بعد أن أبعد اثنين من ابطال القاره السابقين . أما اتحاد العاصمه والذي يدربه الالماني اوتفستر مدرب المريخ سابقا فقد تخطي بطل تشاد بفارق هدف وحيد من مجموع مباراتيه معه خلال الدور التمهيدي قبل ان يقصي جمعيه بكين السنغالي بالتعادل الايجابي معه بالسنغال ثم الفوز بخمسه اهداف مقابل هدف في الجزائر ، ثم التقي بفريق كالوم الغيني في دور الستته عشر وفاز عليه بهدفين مقابل هدف بالجزائر وتعادل معه بهدف لكل بغينيا . أما وفاق سطيف فهو حامل لقب النسخه السابقه وهو فريق معروف جدا في السودان وقد سبق والتقي الهلال وفاز عليه باستاده بامدرمان بهدفين لينسحب الهلال من من مباراه الرد . بدأ سطيف مشواره من دور ال 32 حيث التقي ببطل غامبيا وفاز عليه بهدفين نظيفين بالجزائر وتعادل بهدف لمثله في مباراه الرد ثم التقي بالرجاء البيضاوي في دور الستته عشر وتأهل علي حسابه عن طريق ضربات الترجيح بعد أن تعادلا بهدفين لكل ذهابا وايابا . وتوضح الإحصائيه السابقه أنه ولا واحد من الأنديه الثلاثه المنافسه للمريخ قد خسر مباراه علي أرضه وبين جماهيره خلال كل مراحل البطوله ، كما انها استطاعت ان تحقق نتائج ايجابيه بالتعادل خارج الارض في أربع مباريات ، وهو التحدي الحقيقي الذي سيواجهه المريخ المطالب بفوز وحيد علي الاقل بالجزائر ليستطيع التأهل لدور الاربعه . اذن ، فالمهمه في غايه الصعوبه ولكنها تبقي ممكنه اذ لامستحيل في عالم كره القدم ولكنها ستضاعف المسئوليه بشكل كبير أمام كل الفريق اداره وجهاز فني ولاعبين وجمهور . الاداره مطالبه بدعم الفريق بعناصر جديده وعلي مستوي عال تصنع الفارق وترجح كفه الفريق ، كما عليها توفير الجو المناسب وتجهيز المعسكرات والمباريات الاعداديه مع فرق قويه تقدم الفائده للجهاز الفني وللاعبين . والجهاز الفني عليه مد الاداره باحتياجات الفريق الفنيه وتجهيز اللاعبين بالشكل المطلوب بدنيا ونفسيا وفنيا . واللاعبون عليهم تنفيذ تعليمات الجهاز الفني والالتزام التام بالتمارين والانضباط في المعسكرات .اما الجمهور فعليه المساهمه الفاعله في حسم كل المباريات التي تقام علي ارضه . كلمه اخيره : الشعب الجزائري يحترم السودانيين كثيرا وعلي الاقل لن يواجه الزعيم بحملات الاساءه العنصريه التي تعرض لها في تونس . اخر كلمه : أسوأ ما في وجود غارزيتو بالمريخ أن تعاقده لعام واحد فقط ..