عماد الدين عمر الحسن كلمة الوجود الأجنبي بالخرطوم .. الخطر المرتقب..والحذر المطلوب مثل شعبي سوداني قديم يقول أن ( الضيف برشو مطوي ) بما يعني أنه مهما مكث معك و طالت إقامته فهو في اخر المطاف مغادر لا محاله ولن يقيم معك الي الابد ، وكان المثل يقال بهدف تقبَل كل ما يصدر من الضيف من سلوك غير مقبول أو تصرفات غير لائقه وعدم التضجر من ذلك بشكل واضح ، باعتبار أن ذلك الوضع انما هو وضع مؤقت ولابد من القبول به ولو علي مضض . غير أن بعض الضيوف لا تطوي بروشهم سريعا مما يجعل أمر التذمر منهم في حكم الضروره الواجبه ، بل يكون أحيانا التخلص منهم هو الأوجب وليس التذمر ، وذلك حينما يتسبب الضيوف في الضرر وجلب الأذي لاصحاب الدار . شهدت البلاد خلال السنوات الاخيره الماضيه تدفقا للاجئين من دول الجوار بأعداد مهوله ، ومن وجنسيات وأعمار مختلفه من الجنسين ، منهم الوافدون بالطرق الرسميه المسموح بها لأسباب أو لاخري ، ومنهم الذين يدخلون عن طريق التهريب مستغلين طول الشريط الحدودي بيننا وبين بلدانهم وصعوبه مراقبه تلك الحدود بشكل مستمر، وقد أدي هذا التواجد الكثيف للأجانب بالضروره إلي الكثير من الاثار السالبه في مختلف مناحي الحياه ، حيث يأتي القادمون بعاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم المختلفه والتي قد يكون لها تأثيرها المباشر علي المجتمع دون شك ، هذا غير تأثيرهم علي سوق العمل بالبلاد وسيطرتهم علي بعض المهن والمجالات ، كما تعدت هذه الاثار في بعض الأحيان التأثير الاقتصادي إلي مجالات اخري أكثر خطوره وأدق حساسيه . والذي لا شك فيه أن هذا الوجود الأجنبي الكثيف الذي تشهده الخرطوم تحديدا – ينذر بخطر حقيقي يهدد المجتمع السوداني في أعز ما يملك من أخلاق وعادات وتقاليد . الجريمه كان لها حظوظا مقدره من تأثير وجود الأجانب بالبلاد فلا تكاد تفتح صحيفه إلا وتقرأ من أخبار الجرائم التي يرتكبونها ، حيث ينقل بعضهم فنونه وأساليبه في هذا المجال ويحترفها بمهنيه عاليه ترفع من معدلات الجريمه حسب السجلات الرسميه للشرطه . بالامس القريب استطاعت الشرطه أن تقبض علي عصابه كبيره تعمل في ترويج المخدرات بالخرطوم وأعلنت عن أن العصابه قوامها أجانبا من الوافدين إلي البلاد بالطرق غير الرسميه ، وقبل ذلك تم القبض علي عصابه من ثلاثه أجانب قاموا بالاحتيال علي عدد من تجار الذهب واستولوا منهم علي ذهب بقيمه تسعين الف جنيه ، كما انتشر ايضا في الايام القليله الماضيه عبر وسائط التواصل الإجتماعي خبرا مدعما بالصورعن الأجنبي الذي احتال علي إحدي الاسر بالتغيير في بعض ملامحه مغيرا بذلك جنسه ومحولا شكله الي شكل فتاه ليعمل معهم كخادم أو خادمه – أيهما أصح – قبل أن يكتشفوا أمره بطريقه أو باخري ويقوموا بتسليمه للشرطه دون أن يفلح في إنجاز المهمه التي من أجلها قام بالتزوير في جنسه وملامحه ، وهي المهمه التي لا يعلم عنها احد حتي الان . صحيح أن الشرطه نجحت في التعامل مع كل تلك الحالات التي ذكرناها وغيرها ، واستطاعت أن تلقي القبض علي الفاعلين بجهودها المعهوده والمقدره ، ولكنَ أنجح طرق حل المشاكل والمعضلات هي تجنب الوقوع فيها ابتداءً بمعالجه أسباب حدوثها وذلك فقا للقول المعروف والمحفوظ أن الوقايه خير من العلاج . جنسيات معينه كذلك تفننت في وسائل إغواء الشباب وجذبهم عن طريق إداره بعض المقاهي التي لا تخلو من شبهات داخل الأحياء وهي تقدم المشروبات البارده والساخنه بل والشيشه في بعضها متحديه بذلك كل قرارات ولايه الخرطوم وواليها ، وتستخدم تلك المحلات بعض الفتيات من الحسان لتقديم الخدمات للزبائن وهن يرتدين بعض الأزياء مما كانت تستوجب إقامه الحد حتي وقت قريب في هذه البلاد وكثيرا ما نفذت عقوبه الجلد بسببها علي من كنَ اكثر منهن حشمه ووقارا . من الأسواق التي شهدت تأثرا كبيرا بوجود الأجانب في البلاد سوق ايجار العقارات حيث يدفع الوافدون مبالغا كبيره لاستئجار المنازل وذلك بسبب أنهم يسكنون بأعداد كبيره في المنزل الواحد مما يجعل نصيب الفرد منهم في قيمه الإيجار مبلغا يسيرا ولا يكلفه الكثير ، ورغم أن أصحاب العقارات قد استفادوا كثيرا من هذه الميزه إلا ان ذلك سَبب ندره في المعروض من العقارات من ناحيه ، وأدي الي تفضيل الاجنبي في كثير من الحالات علي المواطن من ناحيه اخري ، حيث أصبح هذا الأخير يعاني كثيرا للحصول علي مسكن مناسب يستأجره بالقيمه المناسبه . أمثله قليله ونماذج بسيطه فقط هي التي استعرضناها لسبب لفت الانتباه وليس لسبب الحصر ، والملف يحتوي علي ما هو أخطر منها في بعض الأحيان بما يستدعي الحرص والحذر والتعامل الحاسم من الاسر من ناحيه ، ومن الجهات المسئوله من الناحيه الاخري سواء كان ذلك بإعاده النظر في الموافقه علي استقبال المذيد من اللاجئين ، أو باحكام الرقابه والتشدد في لوائح ونظم إقامتهم بالبلاد بعد دخولهم ، وقبل ذلك وأهمَ منه محاربه الطرق الاخري التي يدخل بها المخالفون منهم عن طريق التهريب ، ثم ملاحقتهم اذا نجحوا في الدخول حيث أن هذه الفئه هي الأكثر خطوره ، إذ أنهم بغير حصر ولا سجلات تفيد أي معلومات عنهم ولا بيانات تقود للتعرف عليهم عند الحوجه .