آبري أبيض محمد علي سيد احمد الموظفين والحكم الغاني واحد * يجد المواطن السوداني المغلوب علي أمره نفسه مجبرا علي التحلي بصبر أيوب وترك كرامته بداره أو تعريض نفسه لخطر الجلطات الدماغية والسكتات القلبية حالما اضطرته الظروف للوقوف أمام موظف عام لإنجاز معاملة ما ! * نقصد بالموظف العام كل من يتقاضي راتبه من خزينة الدولة بما فيهم الوزراء والنظاميين بمختلف رتبهم – من جندي الي مشير – والضباط الإداريين بالمحليات المختلفة فضلا عن الموظفين بالخدمة المدنيةبمؤسساتهاالمختلفة . * لندع الوزراء جانبا ( شعرا ما عندنا ليهو رقبة ) ولنبدأ بفئة النظاميين الذين يتعاملون مع المواطنين ( الملكية ) وكأنهم مجندين أو مستجدين ومن منكم لم يلعن اليوم الذي فرض عليه الذهاب لإدارة الجوازات والسجل المدني أو الإحصاء لإستخراج/ تجديد جواز أو الحصول علي تأشيرة خروج ( بدون عودة ) ! بل يعاني المواطن – العادي – حتي في سبيل الحصول علي شهادة الميلاد والوفاة والأخيرة حدث عنها ولا حرج ! بالأضافة للعنت المعتاد في سبيل فك أسر مقتنيات المغتربين سواء كانت سيارات أو مجرد هواتف وكمبيوترات محمولة ويستثني من تلك المعاناة المواطنين الخمسة نجوم وأولئك الذين ينحدرون من نسل الضباط ذوي الرتب العظيمة ! * بالنسبة للمحليات نجدها تحتل المرتبة الأولي في جباية أموال ( محمد أحمد )حيث لا تستثني تلك الجهة أي كان بدءا من عمال الدرداقات وستات الشاي والويل كل الويل لمن حدثته نفسه بفتح ( طبلية ) بدون دفع المعلوم وحتي المعلوم يجد المواطن مشقة في دفعه والحصول علي مايثبت ذلك بدون ( مسح شنبات ) البعض من منسوبي تلك الإمبراطورية . * الفئة الأخيرة الموظفين ( أصحاب الاسم ) في الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة ولا داعي لترديد أسطوانة الفطور ( ساعتين ) والصلاة ( تراويح ) والخزنة قفلت ( منذ الثانية عشرة ) وشخصيا تلاسنت مع موظفي الخدمة المدنية عدة مرات بسبب البيروقراطية المذكورة وفي جميع المرات كنت الخاسر الوحيد بتعطيل مصالحي والفشل في الحصول علي ماقدمت من اجله وضياع يومي وأجزم بأنه مصير كل من يحاول التحدث مع ( جناب الباب العالي ) من الموظفين ليحثه علي إنجاز ماعليه من مهام ! * جميع موظفي الحكومة كوم ونظرائهم في مصلحة الأراضي كوم آخر ، فكثيرا ماسمعت شكوي وتذمر الذين قادهم ( أجلهم ) للذهاب لذلك ( الغول ) وكنت أظنهم يبالغون الا أن ساقني ( يومي ) لزيارتهم بغرض الحصول علي شهادة بحث لقطعة أرض بامدرمان وساتجاوز عن الكمية المهولة من الايصالات والملفات والمستندات وأبدا بعنجهية مهندسي المساحة الذين يفرضون علي المواطن إيجار عربة أمجاد علي حسابه لتقلهم لقطعة الأرض خاصته ، وكنت شاهدا علي صراخهم في وجه عدد من الغلابي الذين جاءوا يمتطون ظهور ( ركشاتهم ) ورفضوا ركوبها بدعوي انهم لا يركبون الركشات ! وحينما يخرج أحدهم لإحضار الامجاد يأتي أحد ( المرطبين ) بعربة فارهة ليلملم المهندس أوراقه علي عجل ويحشر جسده في الفارهة تاركا المواطن المسكين في حيرة من أمره ! * بدأت إجراءات تسجيل القطعة المذكورة في العام 2013 وبعد عدة زيارات ميدانية و ( مساسقات ) و ( المعلوم ) كنت قريبا من الحصول عليها في العام ذاته إلا أن تسبب خفير إحتال علي عميد وسجل القطعة خاصته بإسمه بتغيير اللوائح لتنص علي زيارة مشتركة من مهندسي الاراضي والمساحة بدلا عن المساحة فقط ويتم إلغاء جميع الإجراءات السابقة – بدون تعويض المتضررين – لتبدأ ( حجوة أم ضبيبينة ) من جديد وآخر مرة ذهبت فيها كانت قبل شهر ليتم إبلاغي بأنهم ( عزلوا ) الي سوبا فشددت الرحال الي هناك وبعد عناء وجدت بنايتهم الفاخرة كما وجدت ( حضرة سيادتهم ) جالسين قبالتها ورفض اي منهم الدخول بحجة أن الكهربا قاطعة والدنيا سخانة وعدت أدراجي خالي الوفاض ومقسما علي عدم العودة مرة أخري ! * لن نناشد الدولة بمحاسبة المقصرين منهم فقط نطالبهم بأن يخافوا الله في المواطنين وأن لا يكونوا كالحكم الغاني الذي منح المريخ ركلتي جزاء وطرد لاعب الوفاق !!