كلمة عماد الدين عمر الحسن المريخ ومازيمبي ..التحدي القادم وأخيرا ، انجلت الرؤيا وتم فرز الكيمان ، الهلال للاتحاد بعد التعادل المتوقع مع سموحة ، ومازيمبي للمريخ بعد الفوز المخيف علي التطواني ، وهي نتائج لم تبعد كثيرا عن التوقعات وترشيحات المراقبين بعد سحب قرعة دور المجموعتين والتي ذهبت في معظمها لمصلحة مازيمبي والهلال عن المجموعة الاولي بينما كانت اغلب التوقعات تشير الي تأهل الاتحاد والوفاق عن المجموعة الثانية قبل أن ينتفض الزعيم ويعلن عن نفسه بشكل قوي ويفرض نفسه مرشحا ليس للتأهل الي دور الاربعة فقط بل للوصول الي النهائي والفوز بالبطولة . صحيح أن فريق المغرب التطواني لا يمكن مقارنته بالمريخ لا من حيث الخبرة ولا النواحي الفنية ولا مستويات اللاعبين ، ولكن تبقي النتيجة التي خسر بها أمام مازيمبي مقلقة بعض الشئ وتشير بشده الي خطورة الفريق الكنغولي والذي ظل مستواه يرتفع كل ما تقدم في البطولة ، حيث بدأ مشواره من دور ال 32 بلقاء صن داونز الجنوب افريقي وتأهل بفارق الاهداف بعد أن فاز في لوممباشي بثلاثة اهداف مقابل هدف وخسر بهدف دون مقابل في جنوب افريقيا ، ثم التقي في دور ال16 بفريق الملعب المالي وتعادلا في باماكو بهدفين لكل فريق قبل أن يكسب مازيمبي مباراة الاياب بهدفين مقابل هدف وينتقل الي دور الثمانية . في مرحلة المجموعات بدأ مازيمبي مشواره في معقله بنتيجة مخيبة لانصاره وتعادل بدون اهداف مع الهلال قبل أن يتعادل مع التطواني المغربي ويخسر أمام الهلال بامدرمان ، ثم كسب سموحة المصري ذهابا وايابا وأخيرا حقق الفوز الكبير علي المغرب التطواني والذي بلغ خمسة أهداف نظيفة . وصحيح أيضا أن المريخ تفوق علي مازيمبي بحساب النقاط المحصلة خلال دور المجموعات حيث جمع ثلاث عشرة نقطة مقابل احدي عشرة نقطة جمعها مازيمبي ،كما أنه تفوق ايضا بعدم التعثر علي الارض حيث كسب جميع مبارياته داخل استاده بينما تعادل مازيمبي مع الهلال بارضه كما تقدم . وصحيح كذلك أن المدير الفني للمريخ كان قد أعلن قبل تأهل الفريق الكنغولي بأنه يفضل ملاقاته في دور الاربعة علي ملاقاة الهلال لاعتبارات ربما يحتفظ بها لنفسه حيث يعرف الفرنسي الهلال بنفس درجة معرفته لمازيمبي وقد سبق له أن أشرف علي كليهما في وقت سابق ، الا أنه وعلي الرغم من كل تلك المعطيات فان مازيمبي يظل رقما لا يمكن تجاوزه في خارطة الكرة الافريقية نظرا للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها خصوصا علي مستوي بطولة الاندية الابطال وهو احد ابطالها السابقين . المريخ اذا اراد أن يتخطي مازيمبي ليصل الي النهائي – وهو يريد ذلك دون شك – فعليه الاستعداد المبكر وبالشكل الجاد والقوي بما يضمن له الوصول الي تلك الغاية المشروعة ، وهو تحديدا ما صرح به السيد رئيس النادي وأعلن عن الاستعداد التام لمجابهة التحدي القادم مع اعترافه بأن تخطي مازيمبي يحتاج لبذل المزيد من الجهود ،كما أعلن عن وضعهم جميع الامكانات تحت تصرف الجهاز الفني للفريق حتي يكتمل الاعداد بالشكل المطلوب . نقول ، التاريخ ما عاد يفيد صانعيه ، والأسماء الكبيرة ما عادت تفيد حامليها وإلّلا لكان مربع الكبار في هذه النسخة من البطولة الافريقية للأندية يضم الاهلي المصري والترجي التونسي والنجم الساحلي ووفاق سطيف الجزائري وخلافهم من الفرق التي تشرفت بالفوز بلقب البطولة من قبل . لذلك فلا يوجد ما يمنع المريخ او يحول دون طموحه في تخطي الفريق الكنغولي العنيد والوصول الي المحطة النهائية ثم التفكير في الفوز باللقب متي ما استعد لذلك وأعد له العدة . مباراة الذهاب ستقام في استاد المريخ علي أن تكون مباراة الاياب في لوممباشي وذلك حسب النظام المعمول به للبطولة حيث ينال بطل المجموعة امتياز اداء مباراة الحسم علي أرضه ، وهي ميزة كنا نتمني لو أنها توفرت للزعيم ولكن هكذا صارت الامور بما يجعل التحدي أكبر ، كما أن المريخ استطاع أن يعبر من خلال المباراة الثانية في مرحلتين من هذه النسخة للبطولة ، كانت الاولي عندما اقصي كابو سكورب من أرضه بالفوز في الخرطوم بهدفين دون مقابل ثم الخسارة بهدفين لهدف ، والثانية عندما اقصي الترجي التونسي والغريب أنه خسر ايضا بنفس النتيجة بعد أن فاز بهدف وحيد أحرزه علاء الدين يوسف بالخرطوم . ختاما نقول أن الفريق الذي يسعي لنيل بطولة لايهتم بمن سيلاقيه ، ولا أين سيلعب معه أولا ، ولكن يجب أن يكون مستعدا في كل المراحل لمواجهة خصمه مهما بلغت قوته ومهما كان تاريخه . كلمة أخيرة : تواجد المريخ والهلال في المراكز الثانية لمجموعتيهما سلاح ذو حدين فهو من ناحية جنبهما المقابلة المبكرة بما كان سيعني بالتاكيد مغادرة احدهما ولكنه قد يؤدي الي ضياع فرصة السودان في الفوز باللقب اذا خسر الفريقان لا سمح الله .