ضد التيار هيثم كابو عيد ميلاد "الخوض" السنوي * ومن حق الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي و(قروبات الواتساب) أن تمد لسانها ساخرة في وجه صور والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وهو يخوض مياه الأمطار أمس الأول بمحلية أمبدة يرافقه معتمدها عبد اللطيف فضيلي الذي قضى أعواماً عديدة بهذه المحلية أكسبته (خبرة تراكمية كبيرة في خوض المياه)، فالرجل أضحى القاسم المشترك في كل (صور الخوض) ومع كل الولاة، فقط تتغير المياه وألوان الأزياء التي يرتديها بينما (الخيران هي ذات الخيران، والخوض هو ذات الخوض، والكاميرات هي ذات الكاميرات)..! * وحتى لا يظن الناس أننا نتبلى على المسؤولين ولا نحترم (مجاهداتهم وخوضهم) دعونا نقرأ بالنص ما كتبناه عبر هذه المساحة في الأول من أغسطس من العام الماضي في مقال حمل عنوان (وخاضوا مع الخائضين) كان فيه تعليقاً على واحدة من جولات والي الخرطوم (الخوضية) والأستديو (التحليلي) الذي صاحبها..! كتبنا يومها : "بذلت قناة الخرطوم الفضائية طيلة يوم أمس (جهداً أسطورياً) في عكس جولة والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر على بعض المتضررين جراء السيول والأمطار بمحليتي كرري وأم بدة، ولم يفت على الإعلامي مبارك خاطر وضيفه بالاستديو (تمجيد) جولة الوالي (المباركة)، والتغزل في كيفية (التحام القيادة بالقاعدة)، ومطالبة الشباب بضرورة الاستفادة من (الوالي القدوة)، وتعلم كيفية (الخوض في الأمطار) من قيادة الولاية الراشدة.! * لم يفتح المولى سبحانه وتعالى على استديو القناة الفضائية (التابعة) لولاية الخرطوم بطرح تساؤلات (بديهية) من شاكلة : ألم يقل الوالي هذا الحديث الذي أدلى به بعد جولة هذا العام في العام الماضي؟.. ألا يوجد بينكم من يكلف نفسه عناء البحث في المكتبة لإخراج إفادات الوالي ومعتمديه في عيد الفطر من العام الماضي عندما سقطت منازل شرق النيل ومن قبلها واجبات الولاية؟.. ما معنى التهليل لوصول المعونات والإغاثة وكلنا يعرف ما حدث لمعونات العام الماضي التي (تعفنت) في مخازن المحليات غير التي وصلت الأسواق ولم تصل للمتضررين.؟ * بدلاً من تمجيد فضائية الخرطوم للوالي وحكومته وهو (يخوض مياه الأمطار)، كان الأحرى بهم استنطاقه في الإجابة على سؤال: (ماذا فعلتم بعد سيول العام الماضي لتجنب ما حدث هذا العام؟، وماذا ستقولون في العام القادم عندما يتكرر ذات السيناريو؟" . * تلك كانت (الجزئية الأولى من مقال العام الماضي، أما الجزء الثاني فتعرضنا فيه وقتها لإخفاء المعونات الإنسانية من المتضررين حتى جاء تقرير المراجع العام وكشف تلك الفضيحة – ونأمل ألا تأتي مناسبة هذا العام تتطابق فيها الأحداث وتتطلب منا إعادة ذاك الجزء من المقال)..! * لم تكن أمطار أمبدة ترقى لمستوى (خوض والي)، فمنسوبها لا يتجاوز (خوض المعتمد)، ولكن جولة الوالي التي حاول أن يقول فيها إنه (قريب من مشاكل الناس، ومعهم في بركة مياه واحدة) جاءت بمردود عكسي، وحُسبت عليه بدلاً من أن تحسب له ..! * انتهى زمن (الخوض مع المتضررين) في المياه لبضع دقائق ثم الانصراف عنهم لتبقى المياه في مكانها يتوالد فيها البعوض يومياً، وتتكرر ذات مشاهد (الضرر المركب) سنوياً ..! * كانت سماء الخرطوم هذا العام رحيمة بعبد الرحيم فلم يشهد سيولاً جارفة وأمطاراً غزيرة كتلك التي كانت تجعل الخضر ينطر في السماء آناء الليل وأطراف النهار، ولكن الوالي الجديد لم يفوِّت فرصة (المطرة الأولى) وكانت كاميراته حاضرة وخوضه مواكبا، و(جعلها الله أمطار "تصوير وحركة") ..! * النقطة المهمة التي يجب أن يعيها والي الخرطوم جيداً أن الناس لا يريدون والياً يترك الأسباب التي أدت لتجمع المياه ويتفرغ للخوض في المياه، الناس يريدون واليا يجفف المياه بالخوض في عمق المشكلة ..! * الغريب في الصور حقاً أن المتضررين من المواطنين يقفون في الأرض اليابسة، والوالي والمعتمد ومرافيقه وكاميراتهم يخوضون في المياه، و(الكاميراتو في الموية ما زي اليدو في نار المشكلة) ..! نفس أخير * ولنردد خلف محمد طه القدال : شيل شيلتك بقيت لي النص انبليتا أختا الرملة ما تقع المكان الهش دي المطمورة ما بتبالي من الرش !