ضد التيار هيثم كابو وخاضوا مع الخائضين ..!! * بذلت قناة الخرطوم الفضائية طيلة يوم أمس (جُهداً أسطورياً) في عكس جولة والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر على بعض المتضررين جراء السيول الأمطار بمحليتي كرري وام بدة، ولم يفت على الأعلامي مبارك خاطر وضيفه بالإستديو (تمجيد) جولة الوالي (المباركة)، والتغزل في كيفية (إلتحام القيادة بالقاعدة)، ومطالبة الشباب بضرورة الإستفادة من (الوالي القدوة)، وتعلم كيفية (الخوض في الأمطار) من قيادة الولاية الراشدة ..! * لم يفتح المولى سبحانه وتعالى على استديو القناة الفضائية (التابعة) لولاية الخرطوم بطرح تساؤلات (بديهية) من شاكلة : ألم يقل الوالي هذا الحديث الذي أدلى به بعد جولة هذا العام في العام الماضي ؟؟ .. ألا يوجد بينكم من يُكلِف نفسه عناء البحث في مكتبة القناة وإخراج إفادات الوالي ومعتمديها في عيد الفطر من العام الماضي عندما سقطت منازل شرق النيل ومن قبلها واجبات الولاية ؟ .. ما معنى التهليل لوصول المعونات والإغاثة وكلنا يعرف ما حدث لمعونات العام الماضي التي (تعفنت) في مخازن المحليات غير التي وصلت الأسواق ولم تصل للمتضررين ..؟ * بدلاً من تمجيد فضائية الخرطوم للوالي وحكومته وهو يخوض مياه الأمطار، كان الأحرى بهم إستنطاقه في الإجابة على سؤال : (ماذا فعلتم بعد سيول العام الماضي لتجنُب ما حدث هذا العام، وماذا ستقولون في العام القادم عندما يتكرر ذات السيناريو ؟ ..وهل وصلت المعونات العام الماضي للمتضررين حتى ينتظر المغلوبين على حالهم وعدكم هذا العام ..؟) ..! * مشكلة إنهيار المنازل وتوقف الحركة بسبب السيول والأمطار لا تحل بارتداء الوالي لجزمة (سبورت) في كل عام وخوضه المياه، وكاميرات اعلامه ترصد (خوضه الميمون) ..! * أنقذ (شباب النفير) العام الماضي الاف الأسر، وقدموا مساعدات غير مسبوقة، وتدافع أهل الخير من بلادي لمد يد العون لإخوانهم، لكن الملاحظ الان ضعف (حركة النفير الشبابي) بسبب المضايقات التي وجدوها السنة الماضية، كما أن كثيرين فقدوا الثقة في وصول مساعداتهم فأختار بعضهم أما أن يحملها ويسلمها بنفسه او يحجم عن تقديمها ..! * مُخجِل حد الفجيعة ما جاء قبل فترة في تقرير المراجع القومي بولاية الخرطوم الذي قدمه للمجلس التشريعي بالولاية عن مساعدات متضرري السيول والأمطار والفيضانات.. أمر لا يمكن لعاقل أن يصدقه البتة.. مساعدات من جهات شعبية وأفراد وجماعات ومنظمات مجتمع مدني وبعض الجهات الحكومية تذهب إلى المخازن بكميات كبيرة وتظل حبيسة بين جدران يمسك بمفاتيح أبوابها أناس (منزوعو الإنسانية).. التلف يصيب كثيراً من الأغذية التي جمعها الناس لمساعدة إخوانهم المتضررين و(تسلطت) عليها حكومة ولاية الخرطوم يوم أصدرت قراراً لتنظيم الدعم عبر مخازن لجنة الإيواء والمعالجات الإنسانية بأرض المعارض ببري وخمس من محلياتها.. وضعت حكومة الولاية يدها على المساعدات التي جاءت للمنكوبين بحجة تنظيم عملية التوزيع، وظلت (المشمعات والأغذية والبطاطين) حبيسة، وليذهب للجحيم من جمعت باسمهم من المتضررين ..!! * قلنا من قبل أن الأزمة ليست في الأرقام المهولة التي أوردها تقرير المراجعة لجوالات الذرة والفول المصري والبقوليات والمعلبات التي لم يتم توزيعها على من جمعت لهم.. القضية الكبرى أن نشر (فضيحة التقرير) وإلمام الرأي العام بالتفاصيل جعل بعض الناس يحجمون عن مساعدة أصحاب الحاجات في (ساعة النفير) خشية أن تتدخل المحليات مرة أخرى، فلا تصل الخيام والمشمعات لمن افترشوا العراء، بينما يعاني الأطفال من البرد القارس و "5.174″ بطانية حبيسة المخازن بقرار من حكومة الولاية منذ العام الماضي..! * مؤسف الا يجد الناس بعضهم بعضاً في الملمات ويتردد المرء عشرات المرات قبل أن يساهم في (كارثة إنسانية) لدعم مخازن المحليات، ويكفي ما حدث من جريمة لا تغتفر في مساعدات متضرري السيول والأمطار والفيضانات.. وهنيئاً لحكومة الولاية ب(الأغذية العفَّنت والمكرونة القطَّنت) ..!! * لم تقم حكومة ولاية الخرطوم بواجبها قبل حدوث الكارثة السنة الماضية، وتكاسلت في مد يد العون عندما جاء عيد الفطر المبارك وآلاف الأسر تعاني من سقوط مبانيها غير تدهور صحة البيئة، بينما تقلصت أعداد بعض الأسر التي فقدت أرواحاً غالية.. تسابق المجتمع السوداني بمختلف قطاعاته لجمع الدعم وتقديم المساعدة للمتضررين وتفرغت حكومة الولاية للجمع والتخزين!.. * المصيبة الكبرى ليست في تخزين مساعدات من تهدمت منازلهم و(دست منهم المحليات الخيام والمشمعات).. المصيبة في انهيار جدران الثقة عند الناس، مما يدفعهم مجبورين للإبتعاد عن تقديم الدعم في وقت الشدة، والإحجام عن المساعدة في ساعة النفرة، وليس في إبتعادهم ووقوفهم على رصيف الفرجة مستقبلاً ما يدعو للعجب.. (والله يجازي الكان السبب)..!! نفس أخير * ولنردد خلف محمد طه القدال : شيل شيلتك بقيت لي النص إنبليتا اختا الرملة ما تقع المكان الهش دى الممطورة ما بتبالي من الرش!..