رأي رياضي ابراهيم عوض تصريحات الكاردينال عاطفية قال رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال أمس في تصريحات اذاعية اعقبت خسارة فريقه من اتحاد العاصمة 1/2 في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال، ان فريقه قادر على قلب الطاولة في الجزائر. واكد ان الفوز على اتحاد العاصمة في معقله بالعاصمة الجزائر والعودة ببطاقة التأهل للنهائي سيكون سهلا، لافتا الى ان الفريق المنافس ضعيف ومتهالك، وان الهلال لن يجد صعوبة في تجاوزه لأنه اقوى منه. قصد الكاردينال من تصريحاته الاذاعية ان يرفع الروح المعنوية للاعبين والجهاز الفني والجماهير، بعد الخسارة الموجعة 1/2 ، لكنه شطح ، ولم يوفق في توصيل الرسالة بالصورة المطلوبة. حديث الكاردينال الارتجالي عن المباراة، ووصفه للفريق الذي فاز عليه في ارضه وامام جمهوره، بالضعيف والمتهالك،غير متسق مع الواقع، وهو أمر قد يعطي انطباعا سيئا عن الكيفية التي يدار بها الهلال. وربما يرسخ في اذهان الكثيرين من انصار النادي الى ان العمل غير الاحترافي لادارة الهلال، والقفز فوق الحقائق لبعض المسؤولين الكبار فيه، هو من تسبب في خسارة الاحد وليس الجهاز الفني. صحيح ان الهلال كان افضل بكثير من اتحاد العاصمة، وكان بامكانه تحقيق نتيجة كبيرة في الخرطوم اذا وفق اللاعبون في استثمار الفرص التي اتيحت لهم امام المرمى بما فيها ركلة الجزاء. لكن هذا لا يعني ان اتحاد العاصمة فريق ضعيف ومتهالك، كما جاء على لسان رئيس الهلال، فالفرق الضعيفة والمتهالكة، يسهل ترويضها وهزيمتها، مهما كانت درجة توفيق لاعبيها. نتفق مع رئيس الهلال بانه لا مستحيل في كرة القدم، وبامكان الفريق الازرق قلب الطاولة على مضيفه في الجزائر والفوز بهدفين او اكثر ومن ثم التأهل الى نهائي دوري الابطال. ونذكر بان هناك فرقا كثيرة، من بينها الهلال قلبت الطاولة على خصومها في ملاعبهم ، وردت اعتبارها منهم،كما حدث في لوبمباشي عام 2009 عندما فاز الهلال على الغربان بهدفين دون مقابل بعد ان كان قد خسر في الخرطوم 5/2. ونذكر ايضا بفوز الهلال على الاهلي المصري في القاهرة بهدف ريتشارد، وتعادله مع الزمالك 2/2 في القاهرة ايضا، وتفوقه على فرق كبيرة في السنوات الاخيرة كالترجي وناسراوا وغيرها في الخرطوم. لكن الطريق الى تحقيق النتيجة المطلوبة لا يمر بمثل هذه التصريحات العاطفية، وغير المنطقية، وانما باحترام الخصم، لا التقليل منه، ثم دراسة المزيد من نقاط ضعفه وقوته، لكي يسهل التفوق عليه وتحقيق النتيجة المطلوبة. ويلزم ادارة الهلال تهيئة الاجواء المناسبة للاعبيها واعدادهم نفسيا للمواجهة المرتقبة، والاستفادة من المدة المتبقية لمباراة الاياب، لدعم الفريق ، والجهاز الفني حتى لا يقعوا في اخطاء مباراة الذهاب. المدة المتبقية لمباراة الاياب لن تكفي لمعالجة اوجه القصور التي ظهرت على الفريق في مباراة الذهاب، بالصورة المطلوبة لكننا نعتقد ان وفرة البدائل وتراكم الخبرات سيرجح كفة الهلال اذا عرف الكوكي كيف يوظف هذه المكتسبات. وحتى اذا لم يحقق الهلال النتيجة المطلوبة والتأهل الى النهائي وهذا هو المتوقع، فينبغي على الهلاليين وقتها ان يتعاملوا مع الواقع الجديد، بحكمة وعقل، ويعملوا على اعداد فريقهم للسنوات المقبلة. آخر الكلام احتاج رئيس نادي المريخ جمال الوالي الى اكثر من 13 عاما حتى يصل بفريقه الى نصف نهائي دوري ابطال افريقيا. بينما كان الفارق الزمني بين فوز رئيس الهلال اشرف الكاردينال برئاسة النادي ووصول فريقه الى دور الاربعة، حوالي عام ونصف العام. فرق يا مزمل الذين فرحوا لخسارة الهلال، وراحوا يكيلون لادارة ناديه، نسوا ان ادارة ناديهم لم تحقق أي انجاز خارجي طيلة ال 13 عاما الماضية رغم المليارات التي صرفتها. سجل المريخ في الفترة الماضية عشرات اللاعبين الاجانب وجنس العشرات منهم وانفق فيهم ملايين الدولارات ومليارات الجنيهات ، ومع ذلك كانت النتيجة صفر. لا مقارنة بين ما صرفه الهلال على لاعبيه الاجانب، وبين ما انفقه المريخ عليهم، ومع ذلك تأهل الهلال لنصف الابطال 4 مرات مقابل مرة واحدة للمريخ. وحتى المرة الوحيدة التي تأهل فيها المريخ، يعتقد بانه كان للحكام الافارقة دور كبير في ذلك، والدليل ان المريخ منح 6 ضربات جزاء في ملعبه. عندما اسند الاتحاد الافريقي لمباراة المريخ والغربان حكم نزيه وقوي الشخصية، في ام درمان، لم يفز الفريق الاحمر الا بفارق هدف. الكاردينال في اقل من سنة ونصف السنة وصل بالهلال لنصف نهائي الابطال، فكيف سيكون الحال اذا استمر 13 سنة. وداعية : المنطق يقول : الهلال والمريخ خارج المنافسة. [email protected]