كلمة عماد الدين عمر الحسن الأمن والمريخ توأمان.. * كما كان متوقعا – تراجعت اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم عن قرارها الغريب القاضي بالغاء مباراة ختام الممتاز بين المريخ والهلال ، ومباراة الصعود او الهبوط بين النيل شندي والامل عطبرة ، وقبلت باقامة المباراتين بعد يومين فقط من الموعد الذي كان محددا من قبل . * لا ندري حقيقة ما الذي يمكن أن يتغير خلال يومين ، وكيف ستكون الشرطة قادرة علي تأمين المباريات المذكورة يوم الاحد بينما كانت عاجزة عن القيام بذلك يوم الجمعة ، وهل من تعزيزات واليات وصلت اليها لتعينها علي ذلك أم أنها قبلت بقيام المباريات في ظل استمرار التهديد الامني والخطر علي الارواح . * قرار اللجنة الأمنية جاء غريبا حتي من حيث الصياغة ، فلو طالب البيان بتأجيل المباريات حتي يتم الاستعداد – أمنيا – بالشكل المطلوب ربما يكون مقبولا بعض الشئ ، ولكن أن ياتي البيان بكلمة ( الغاء ) فذاك يشكك إما في قدرات وامكانات الشرطة ، أو في الهدف الذي صيغ من اجله القرار . * المباريات المراد الغاؤها هذه كانت معلنة في قلب العاصمة الخرطوم ، وليس في غزة أو العراق أو سوريا ، حيث لا وجود لتهديدات داعش ، ولا وجود لميليشيات مسلحة أو عمليات انتحارية تهدد قيامها في الوقت المحدد . * واقع الأمر يقول أن هذه اللجنة الأمنية لم تكن صاحبة الحق من الأساس في اصدار مثل هذا القرار ، لذلك كان لابد أن يتم الغاءه ، إذ لايصح الا الصحيح ، فبرمجة مباريات الممتاز وتعديل مواعيدها هو حق أصيل للجنة المنظمة باتحاد الكرة ولاتنازعها أي جهة في هذا الحق ، وحتي الأمن كان من المفترض أن يخاطب الاتحاد بمخاوفه هذه ليقرر الاخير في هذا الشأن . * قمة الظلم أن يتم التعامل مع أحداث متشابهه بمعايير مختلفة ، فالسماح للهلال باقامة مهرجان صوري يتباهي فيه بتحديه للقانون ويعلن من خلاله انسحابه من المنافسه الرسمية الاولي بالبلاد كان يعني ومن باب أولي السماح للمريخ بالاحتفال بتتويجه بذات البطولة . * الانفلات الأمني كان الاقرب للحدوث خلال المهرجان الوهمي الذي أقامه الهلال للاحتفال بالانسحاب والسب والقذف الذي مورس فيه من الحدوث في احتفال المريخ بالبطولة . * جمهور المريخ الصفوة لايعرف الشغب ولا اتلاف الممتلكات ، وحضوره للاستاد كان بهدف الاحتفال بفوزه بلقب الممتاز وبالنجاحات الادارية التي حققها مجلس ادارته المستقيل . * أكبر دليل علي ما ورد بالنقطة السابقة هو ما حدث في مباراة المريخ ومريخ الفاشر في هذا الموسم حين أجبر جمهور المريخ الشرطة علي الخروج من الملعب بعد الحركة السوقية التي قام بها واحد من قوة حفظ الامن بالملعب تجاه الجماهير، لتستكمل المباراة دون وجود عسكري واحد في الاستاد ويخرج الجميع في سلام رغم أن المريخ خرج مهزوما في تلك المباراة . * نقول للسادة باللجنة الأمنية : لايوجد تهديد للأمن حيثما وجد جمهور المريخ الواعي ، ونستأذن الدكتور عمر محمود خالد شاعر المريخ لنقول : العصر والتاريخ يشهدان الأمن والمريخ توأمان . * أثبت الاستاذ اسامة ونسي رئيس لجنة التسيير المريحية أنه رجل جدير بالاحترام وهو يتحدث من خلال برنامج الرياضة بالتلفزيون القومي عن عدم تفريطهم في أي حق من حقوق المريخ مهما كان صغيرا . * رئيس لجنة التسيير ذكر أنهم جاءوا الي ادارة المريخ في ظروف صعبة ، وهي حقيقة توجب الشفقة ، حيث وجدت اللجنة نفسها مطالبة بالتعامل مع مشكلة لم تكن مواكبة للكثير من حيثياتها وتفاصيلها . * الطريقة المحترمة التي تحدث بها ونسي ، وتأكيداته علي احترامه ومجلسه للقوانين ذكرتنا بالفروقات الكبيرة بين من يشغل منصب رئيس المريخ ومن يشغل نفس المنصب في الفريق المنسحب . * كذلك كان الاخ مزمل ابوالقاسم موفقا للحد البعيد في اجابته لمقدم البرنامج حبن سأله عن رأيه في طريقه للخروج من هذا النفق ، فأجابه الاستاذ مزمل أنه لايوجد نفق أصلا لنخرج منه . * الحقيقة أن الأنفاق توجد فقط حيث تكون العشوائية ، وحين يغييب القانون وحيث توجد نوايا الانحياز والظلم ، وإلا فالحل شديد الوضوح وهو في الالتزام باللوائح والقوانين . * نبارك للمريخ انضمام المدرب الممتاز فاروق جبرة للجهاز الفني ، ونتمني له التوفيق في مهمته ونتوقع أن يشكل جبرة اضافة قوية للفريق ولجهازه الفني .