مثل (جنازة البحر) التي يترقبها ذووها لتطفو في اي وقت لتاكيد الوفاة ومواراتها الثري ، يترقب الوسط الرياضي ختام الدوري الممتاز اليوم الذي مات وشبع موتا وينتظر فقط تشييعه الي مثواه الاخير باعلان ختام الموسم بدون تتويج في سابقة قد تكون هي الاولي من نوعها للدوريات المحلية في العالم من حولنا وبعدنا ، فقد تاجل اللقاء المعلن بين الهلال والمريخ من الجمعة الي اليوم لاسباب (امنية)، لتتحول فرحة التتويج بالدوري الممتاز الي حزن وتوتر و غضب هنا وهناك، حالة من الاحتقان حكت عنها الحشود الجماهيرية التي منعت تواجدها الشرطة من الطرفين، وربما امتد المنع لليوم حول الملعبين والناديين وربما لايام اخري. نهاية دراماتيكية لموسم فاسد اداريا ، فساد اداري ازكمت رائحته الانوف ، ضاع فيه القانون واصبح الحكم للتقاطعات والمصالح والنفوذ والعلاقات الخاصة، بدأ الانهيار والدمار بتهديد ووعيد من رئيس نادي المريخ السابق باشراك اللاعب الموقوف لسؤ السلوك بكري المدينة رضي الاتحاد ام ابي كما قال، لينتهي بدون تتويج،ربع ساعة فقط يعلن بعدها الحكم نهاية المباراة ، ويغادر المريخ ملعب الخرطوم وسط اجراءات امنية مشددة، قد تنتقل هذه الاجراءات الامنية المشددة الي ملعب الهلال والمريخ لمنع اي مظاهر للاحتفال من جانب المريخ او الاحتجاج من جانب الهلال. تتجه بعدها الانظار الي الجمعية العمومية الطارئة التي ستنعقد (لشنو ماعارف) كما ذكرت في هذه المساحة من قبل فقد انسحب الهلال وينتظر تقرير المراقب والحكم في المباراة الاخيرة، وهبط الامل في انتظار تقرير الحكم والمراقب ، وصعد نيل شندي لانسحاب الامل، واجتاز هلال كادوقلي محطة النهضة ربك وبقي بالدوري الممتاز ، والحكومة كما قال معتصم جعفر لم تضغط علي الاتحاد والجمعية العمومية لاتستطيع قانونا مراجعة قرارات لجنة الاستئنافات، ولا اعتقد ان الاتحاد يبحث من خلالها عن دعم لشرعيته او قراراته، فهو اجبن من مواجهة السلطة السياسية وتحديها بعد ان جاءت به الي مقاعد حكم الكرة السودانية، ولم يقصر الاتحاد في المقابل في دفع فاتورة الوصول وسلمها مفاتيح قيادة الكرة السودانية وتحول الي منفذ لرغبات منسوبيها وجهاتها العليا . الحقيقة الثابتة الآن ان الامر خرج بالكامل من اطار التنافس والمنافسة ، وفقد الجميع الثقة في قدرة هذا الاتحاد علي قيادة النشاط الرياضي في السودان ، وتحول الامر الي اشياء اخري تدار وتطبخ في الغرف المغلقة، لذا يجب ان نتوقع كل السيناريوهات من خلال الجمعية العمومية الطارئة، فقد تصدر قرارات استثنائية تحت دواعي حفظ استقرار الوسط الرياضي ، منها تجميد الهبوط لهذا الموسم ليبقي الامل عطبرة بجانب هلال كادوقلي ، وصعود النيل شندي واستثناء النهضة ربك بالابقاء عليه في الممتاز ، ورفع عدد اندية الممتاز كماكان مقررا في جمعية عمومية سابقة بالزيادة التدريجية لعدد اندية الدوري الممتاز. والاكتفاء بالعقوبات التي اوقعت علي الهلال ، اذا جرت الامور علي هذا النحو فهذا يعني ان الاتحاد السوداني لكرة القدم قد سقط سقوطا مدويا ، مؤكدا من جديد انه عبدالمأمور.. عموما دعونا ننتظر ونتابع.