زووم ابو عاقلة اماسا مطلقو الكذبة.. مصدقوها..! عندما تتعمد الصحافة الرياضية نفخ أحد اللاعبين أو الإداريين أو حتى شخص عادي من الشخصيات العامة، فإنها تتجاهل كل ما له علاقة بالعقل والمنطق والواقع، وتتجه بكلياته نحو العواطف في تصوير قدرات الشخص وموهبته الخارقة في جعل كل المستحيلات في عداد الممكن.. لدرجة أننا في بعض الأحيان نعيد جرد ما نعرفه في هذا المضمار حتى ننفي عن أنفسنا بعض الصفات مثل: عدم المعرفة والجهل.. وهذا ما فعلناه عندما اندفعت الصحافة المريخية في الكتابة عن اللاعب شرف الدين شيبوب، وعن موهبته الخارقة وأنه الفارس الذي ظهر في نهاية مشاهد مثيرة يمتطي صهوة جواد أبيض ليضفي على الكرة السودانية زخما عالمياً.. وكدت أصدق.. برغم أنني بدأت مشاهدة اللاعب منذ ضمه للخانات الخمسة المخصصة للشباب بفريق المهدية، وتابعت مراحل تطوره عبر دوري الدرجة الأولى، وحتى إنضمامه للموردة واضطراب مسيرته مع ظروف الفريق صعوداً وهبوطاً.. ومعلوماتي ليس فيها شيئاً خارقاً للعادة وإنما هي معلومات عادية بالنسبة لصحفي متابع بحسب مهنته، والفرق بينها وبين تلك التي ضخمت اللاعب وصورته بأنه (لامبارد) الكرة السودانية أن معلوماتي فيها الدقة في المتابعة، ولفترات طويلة.. بينما تم تقييمه بذلك الشكل من خلال مشاهدته فقط في الموسم الأخير له مع الموردة ومع المريخ عبر موسمين غير مستقرين…! نقطتان مهمتان سأرتكز عليهما في تقييم هذا اللاعب وهما موهبته وعمره.. وقد أصيب وأخطيء في هذا التقييم، ولكنني أعتقد أنهما صحيحان بنسبة عالية، وقياساً بالمواهب الموجودة الآن في الملاعب لا أعتبر شيبوب من المواهب التي تدير الرؤوس، بل هنالك أكثر من لاعب حتى في رديف الهلال أميز منه حضوراً وأداءً، وحتى لا يعتقد البعض أن هذا التقييم متأثر بحساسية (هلاريخ) فإنني سأركز في مقارنتي له مع لاعبي الهلال أنفسهم.. بشه الصغير والثعلب ومحمود وغيرهم من نجوم الفريق الأول.. والنقطة الثانية في سن هذا اللاعب الذي قدمته صحافة المريخ على أساس أنه موهبة لم تتجاوز الثالثة والعشرين، وهذا خطأ طبعاً، ومعلوماتي ليست من شهادة ميلاده الحقيقية فحسب وإنما من تحليل مسيرته الرياضية من المهدية وحتى المريخ عبر الموردة.. وليس من المنطق أن يكون في الثانية والعشرين.. بل أن الحقيقة البيضاء أنه قد تجاوز السابعة والعشرين، وبذلك يكون الكثير من أسباب الإهتمام به كموهبة قد سقطت.. إذا حصلنا على تعريف للاعب اليافع الموهوب. قد يكون بين شيبوب ونزار حامد سنتين فقط، وهو ما يجعل تصنيفهما يكون في فئة عمرية واحدة، بمعنى آخر.. لا يمكن تصنيف شرف شيبوب ضمن الفئة العمرية التي يعتمد عليها الهلال في السنوات القادمة.. جيل الثعلب والصيني وبشه الصغير ومحمود وغيرهم من المواهب التي تشكل قوام فريقه الرديف… وفي المريخ كان من الخطل تصنيفه ضمن فئات الشباب مع إبراهومه ويوحنا وغيرهم.. لأنه لاعب ناضج خاض تجارباً قوية مع المهدية في دوري الأولى قبل أكثر من خمس سنوات وكان مؤثراً في نتائج الفريق ورقماً لا يمكن تجاوزه، وكذلك كان مع الموردة من اللاعبين الذين يصنعون الفارق.. ولا يمكن بعد كل هذه السنوات إعتباره موهبة نبني عليها للمستقبل…!! مع تقديري الكامل لكل هذه الضجة فإن شيبوب لاعب عادي .. تجاوز عمره السابعة والعشرين.. وأمثاله في ملاعبنا كثر ينتظرون حظوظهم.. وهو بذلك ليس خصماً على المريخ ولن يكون إضافة للهلال.. بمعنى أنه لن يغير من واقع الهلال شيئاً.. ولن يندم عليه المريخ طالما أن هنالك فرصة لتعويضه من فئاته السنية وإن بقي فإن الحديث عن إيجاد فرصة له ضمن الفريق الأساسي كان سيظل محل جدال.. ولكن الفضيحة أن يتجاوز الكبيرين قيمهما التأريخية من أجل كسب لاعب ينحصر كل تفكيره في المال… والفضيحة الأكبر أن الصحافة أطلقت الكذبة وسبقت الجماهير لتصديقها.