زووم ابوعاقلة اماسا سوداكال.. والتبريرات العنصرية…! لو سألني أحدهم عن رأيي الخاص في إمكانية أن يكون آدم سوداكال رئيساً لنادي المريخ في الفترة القادمة، عبر جمعية عمومية التي تتوافر فيها كل أسباب الفوضى في السنوات الماضية، فإن إجابتي لن تكون إيجابية بأي حال من الأحوال، ليس لسبب إلا لأنني قد إجتهدت من خلال أكثر من عشرين سنة من الإهتمام بشؤون النادي الأحمر في الوصول لمواصفات عصرية لرئيس نادٍ جماهيري بحجم المريخ لا تتوفر في الرجل إلا من حيث أنه يملك قدرات مالية، ولكن من حيث أنه يستطيع أن يحقق تطلعات وأحلام القاعدة الجماهيرية ذات الطبيعة المضطربة والتنشئة المغلوطة والثقافة التقليدية التي تهتم بالمظاهر أكثر من الإهتمام بأصول الأشياء وجوهرها وعمقها، وفي ذات الوقت إسكات الآلة الإعلامية التي تبدو في كل الأحوال أنها لا تستند على مباديء ومعايير وثوابت تستدل بها لإطلاق الأحكام في القضايا المريخية فإن الأمر يختلف، خاصة من حيث المفاهيم الرياضية الواضحة التي تحكمها ثوابت ومباديء عالمية لا تختلف بعوامل الجغرافيا والتأريخ. أرى أن المريخ يمر بتوقيت حساس لا يحتمل رئيساً في مستوى خبرات آدم، ولا شخصيته وخلفياته وإن كان يملك أموال قارون.. فهنالك مشكلات معقدة جداً وضعت المريخ في حالة رهن مستديم للأفراد، ولما كانت الأخطاء الإدارية هي قاصمة الظهر في السنوات الأخيرة فنحن بحاجة إلى نشاط ممنهج لكشف مواطن الخلل الإداري الذي أقسم بأنه كان كبيراً في العشرين سنة الماضية، وتعمقت في فترة جمال الوالي لأن غياب المنهجية في الإدارة في عهد ماهل أبوجنة ومحمد إلياس كانت مرتبطة بفقر وصراعات لا تقارن بما كان في عهد الوالي، بل يشهد الجميع بأن جمال الوالي أكثر رئيس إلتف حوله الناس واتفقوا عليه واحتفوا به.. والمكان لا يتسع للتفصيل، ولكننا نود الإشارة إلى أن مشكلة المريخ أعمق من قدرات سوداكال.. ومن أسباب تعقيدها إعتقاد الغالبية داخل النادي في أن الأزمة كلها ملخصة في المال، إن هو وجد إنتهت وعبر المريخ إلى بر الأمان. إلتف الناس حول جمال الوالي في 13 سنة مضت، ولكن أسباب الإلتفاف كانت متفرقة، بعضهم معجب بشخصيته من حيث أنه بن ناس مثلاً بحسب التعبير، والبعض الآخر معجب بمظهره ولبسه وهيأته كشاب تبدو عليه بعض ملامح المعاصرة.. والبعض الآخر وهم في نظري أغلبية كانوا يركزون على جمال الوالي رجل الأعمال الثري.. وما أن يجتمعوا في مكان ما إلا ويسوقوا الحوار والنقاش نحو دهشة مضاعفة بقدراته المالية دون التطرق لجوانب أخرى مهمة في أي رئيس يتولى رئاسة نادي المريخ أو أي مؤسسة جماهيرية أخرى.. مثل الحنكة والصرامة في حسم مظاهر الفوضى أينما وجدت.. في الأيام القليلة الماضية إستمعنا من داخل نادي المريخ وخارجه وحتى عبر بعض الكتابات للكثير من الآراء التي ذهبت معظمها في إتجاه الإعتراض على فكرة أن يصبح آدم رئيساً للنادي.. وبنفس التفصيل أعلاه ظهرت بعض العبارات العنصرية كمعيار في التقييم والحكم.. وظهرت ملامح وعبارات جهوية أيضاً.. ربما تكون المرة الأولى التي نسمعها صراحة ولكنها كانت موجودة بشكل أو بآخر بحسب نوعية البشر المتواجدين على مسرح الأحداث.. وهذه إمتدادات جديدة لأزمات المريخ برغم أن القدامى من الرعيل الأول كانوا قد حددوا نطاقاً للإختلاف وهو كيف يحكم المريخ وتدار شئونه… وليس: من يرأس أو يدخل مجلس إدارته.. ويبدو أننا قد ضللنا طريق المباديء وفتحنا الأبواب على مصراعيها لأشياء أخرى. نريد أن نتفق من حيث المبدأ على أن آدم سوداكال له حق التنافس في رئاسة نادي المريخ والترشح حتى لرئاسة الجمهورية كطموح وحق يكفله الدستور وتحكمه القيم.. ومن ثم نختلف فيما بعد على قدراته وهل يستطيع الإبداع في هذا المجال أم أنه سيكون مثل بعض من تسللوا إلى مجالس الإدارات السابقة وشحنوا ساحته بالمشكلات وغادروا دون أي أثر إيجابي يذكر.