زووم ابوعاقلة اماسا كتلوك.. ولا جوك جوك..! يدرك الأخ جمال الوالي أن الخروج من المريخ بات أصعب بكثير من تعقيدات العمل فيه، ولكن عليه أيضاً أن يتذكر ويقر بحقيقة أنه (شخصه) كان أول الأسباب التي جعلته يتردد كثيراً في مغادرة كرسي الرئاسة بالإستقالة، ويكرر ذلك أكثر من مرتين في الموسم الواحد، منذ أن تم تعيينه للمرة الأولى في التاسع من يونيو 2003 وحتى الآن، ورغم مرور ما يقارب ال(13) سنه ليس هنالك جديد في تفاصيل هذا الفيلم وأحداثه، بل هو تكرار لما يحدث في كل موسم.. إستقالة ثم تدخل العقلاء، وإجتماع في بيت زيد أو عبيد من كبار القادة السياسيين والمريخيين وفي نهاية المطاف إقناعه بالإستمرار في رئاسة النادي دون بحث الأسباب الحقيقية التي تجعله يعيد الشريط كل موسم، وبالتالي دون الحديث عن حلول دائمة لأزمة الإدارة بهذا النادي الكبير. إدارة نادٍ بحجم المريخ.. تأريخ وجماهيرية وقدرات بشرية أكبر من أي نادٍ آخر وبوعي وإحترافية تواكب متطلبات العصر، أمر لا يتم بالبساطة التي يعممها الناس، فالمجاملات هي التي أفسدت على جمال الوالي نجاحات تأريخية كانت في متناول يده لو أنه اهتم فقط بمعيار الصحيح والخطأ، ولم يميل لتلك الأحلاف الخاسرة التي أفقدته الكثير من مكتسباته الشخصية، وأفقدت النادي كذلك هيبته، وشتت جهوده وقدراته بين قضايا خارج مضمار سباق الأفضلية.. لذلك أرى أن الأجدى لكل الوسطاء أن يناقشوا أسباب تردد جمال الوالي في كل عام بين الإستقالة والبقاء، وبين الحماس والإحباط.. وتحديد النقاط التي جعلت مهمته في رئاسة النادي مملة للغاية، ومحاطة بالضغوط والمتاريس أكثر من كونها مهمة ممتعة تضيف له الكثير من الخبرات، وتتيح له فرصة التعرف على عوالم جديدة خارج النطاق الذي كان يعيش فيه من قبل. كل من جلس مع الرجل الآن لإقناعه بالإستمرار كان قد إختفى عندما ظهرت أمامه المتاريس واعتمد النادي عليه كداعم أوحد، وعندما اجتهد البعض على تثبيط موارد أخرى كثيرة كانت لتحمل معه هذا العبء الثقيل، من إستثمارات وغيرها، ولم يظهروا لإعانته عندما اختلط الحابل بالنابل داخل مجلس الإدارة وتداخلت الإختصاصات بين عضويته وحدثت الصراعات وتصفية الحسابات، مع أن التدخل بالنصح كان أفيد للنادي وأسهل لزعماء مجلس الشورى من مهمة إقناعه بالعدول عن رأيه والإستمرار رئيساً لنادي وضع على فوهة بركان. أزمة الرئاسة المريخية أزمة منهج وليست أزمة شخوص وأموال.. بمعنى: أن مهندسي العملية إذا نجحوا في إقناع الوليد بن طلال نفسه بتولي المسألة فإنه سينتهي إلى نفس الموقف، لأن الطريقة مملة للغاية دون البحث عن منهج ينظم دولاب العمل الإداري بحسب القطاعات والإختصاصات، ففي عهد جمال الوالي المليء بالإنجازات كانت هنالك إخفاقات إدارية فاضحة تتمثل في أن حسن يوسف مثلاً ينتخب في منصب مسؤول المناشط، ولكن بعد الإنتخابات نتفاجأ به يركض مع الراكضين خلف فريق كرة القدم، ويشغل أحياناً منصب مدير الكرة، وكذلك فعل معتصم مالك خليفته في الدورة الحالية عندما وجدناه يرابط في معسكر الفريق مع خفوت كامل لأخبار مناشط المريخ، وكذلك رأينا أن منصب واحد فقط مثل مدير الكرة بمهامه المعروفة يتسع إلى ما يقارب ستة أشخاص بمسميات مستحدثة يقوم بها في الأندية الأخرى شخص واحد.. ما يتسبب في زحام وصدامات ومشاحنات تلوث الأجواء حول الفريق… نريد مناقشة منهج إدارة نادي المريخ حتى نسهل مهمة القادمين لشغل هذه المناصب ونفتح قنوات للعمل لينساب بسلاسة.