مايحدث في المريخ الآن مأساة بكل ماتحمل الكلمة من معني فالوضع المالي اثر بقوة علي واقع الفريق والواقع الاداري ، خاصة بعد حالات التمرد وسط اللاعبين والتي وصلت الي غياب خمسة من العناصر ( كوفي فرانسيس، جابسون سالمون، جمال سالم، واللاعب الشاب مازن شمس الفلاح، زائدا الغائب الدائم مامادو تراوري ورغم غيابه الطويل من الموسم السابق مازال يحجز مكانه في الكشف الافريقي الذي ارسله المريخ للاتحاد الافريقي) ، وقبل ان نستوعب جيدا الاسباب التي ادت لانفراط عقد الفريق بهذه الطريقة الجماعية، والمؤكد فيها ان نظرية المؤامرة قد قفزت لاذهان الكثيرين بوجود ايادي خفية اثرت علي عودة المحترفين والتحاقهم بمعسكر الفريق الاعدادي. عموما وبعيدا عن نظرية المؤامرة دعونا نقرأ معا تصريحا مهما للغاية للاستاذ محي الدين عبد التام نائب الامين العام بلجنة تسيير نادي المريخ المنشور امس بالزميلة (الصدي) والذي حملت تفاصيله مايلي : ( كشف محي الدين عبدالتام نائب الامين لمجلس ادارة نادي المريخ عن التحركات التي قام بها المجلس من اجل تسوية مستحقات اللاعبين جميع اللاعبين حتي يشاركوا في الاعداد بشهية مفتوحة، واستهجن عبدالتام التصرفات التي بدرت من اللاعب مازن شمس الفلاح ، ذاكرا ان كل اللاعبين تفهموا الظروف التي يمر بها النادي مع نهاية السنة المالية ووافقوا علي علي تسلم جزء من مستحقاتهم المالية باستثناء مازن الذي اشترط ان يتسلم كامل مستحقاته المالية حتي يشارك مع الفريق في الاعداد. وفجر عبدالتام مفاجأة كبري عندما اشار الي ان المجلس السابق تعاقد مع المعز محجوب بمبلغ مليار ونصف ، ولم يتسلم منها اللاعب سوي مائتي مليون، مؤكدا ان المجلس ملتزم بتسوية بقية مستحقاته المادية، لافتا الي ان المجلس نجح في تسوية كل حقوق الاجانب مشيرا الي ان مصعب عمر صاحب اعلي مديونية بين اللاعب علي المريخ ومع ذلك شارك في الاعداد من ضربة البداية) انتهي كلام محي الدين عبد التام نائب الامين العام بلجنة تسيير نادي المريخ ، ورغم ان التصريح في مجمله مهم للغاية وتطرق للازمة المالية وارتباطها بمستحقات اللاعبين ، الا انني توقف عند الجزئية التي وصفت بالمفاجأة وهو يعلن عن تعاقد المجلس السابق مع اللاعب المعز محجوب بملبغ مليار ونصف، استلم منها اللاعب مئتا مليونا من الجنيهات. وهي بكل المعايير مفاجأة من العيار الثقيل، ان يتعاقد مجلس ادارة نادي المريخ بقيادة رئيسه السابق جمال الوالي مع الحارس المعز محجوب بهذا المبلغ الكبير، والكل يعلم ان اللاعب لم يكن جزء من صراع مع الند التقليدي الهلال ، حتي يدخل في حسابات (البدفع اكتر انا بوقع ليهو) بل العكس تماما هو الذي حدث فقد خرج اللاعب من حسابات الهلال في اطار تصفية الحسابات الشهيرة للتضحية بالحرس القديم ، وهذا يعني ان الاتفاق معه يجب ان يكون بمبلغ اقل من الذي تم الاتفاق به، والدليل ان المعز قبل بمبلغ 200 مليون فقط من اجمالي المبلغ الكبير، في انتظار استلام المبلغ المتبقي علي دفعات. مثل هذه التعاقدات مع لاعبين بمبالغ ضخمة ذكرني باتفاق اكثر غرابة من هذا وقعه المحترف النيجيري يوسف محمد مع الهلال ايام فترة صلاح ادريس وكان بمبلغ دولاري ضخم للاعب عائد من اصابة كبيرة وصل 800 الف دولار تقريبا ، تحول بعدها الي ورطة فشل الهلال في التخلص منه الا بعد تسوية ، ليبقي السؤال ماهو المغزي من وراء التعاقدات المالية الضخمة في فترة صلاح وجمال مع لاعبين في محطة الانتظار؟