خارطة الطريق ناصر بابكر حصد النقاط والتغلب على الصعوبات * على الرغم من تميز نتائج المريخ في الجولات التي لعبت من دوري سوداني .. وعلى الرغم من جلوس حامل اللقب على صدارة الترتيب بعد خوض ست مباريات .. وعلى الرغم من أن النتائج التي تحققت وبلغة (الأرقام ) أفضل بكثير من النتائج التي حققها المريخ في نفس الفترة من الموسم الفائت والتي كان الأحمر خلالها قد حقق ثلاثة إنتصارات فقط مع هزيمتين أمام مريخ الفاشر والأهلي شندي وتعادل مع الأهلي الخرطوم جامعاً وقتها (10 نقاط من أصل 18 نقطة ممكنة ) في وقت جمع فيه الفريق حالياً (16 نقطة من أصل 18 نقطة ممكنة ) .. إلا أن تسليط الضوء على القطاعات الحمراء المختلفة يوضح وجود نسبة عالية من عدم الرضا على مردود الفريق . * ومع التأمين الكامل والإتفاق بنسبة مائة بالمائة مع الرأي القائل إن الشكل العام للفريق حتى اللحظة أقل جودة بكثير من النتائج .. إلا أنني أختلف تماماً مع من يحملون مسئولية عروض الفريق للطاقم الفني وأعتقد أنهم يظلمون البليجيكي إيمال وطاقمه المعاون بإغفال الكثير من الأسباب والعوامل التي تجعل الأداء أقل بكثير من الشكل المطلوب وهي عوامل لا يد للطاقم الفني فيها . * فالربكة الإدارية التي حدثت بعد تنحي المجلس الفائت وتعيين لجنة تسيير في وقت حساس للغاية بشكل أثر على حصاد المريخ في فترة الإنتقالات وبالتالي على فريق الكرة أمر لا يلام عليه الطاقم الفني .. والربكة الإدارية التي حدثت وأدت لتأخير إنطلاقة إعداد الفريق وإنضمام اللاعبين ب ( القطاعي ) للتحضيرات والذي جعل إعداد العام الحالي أقل وبكثير من إعداد الموسم الماضي أمر لا يسأل عنه الطاقم الفني . * والنقطة السابقة المتعلقة بالإعداد أثرت سلباً على جاهزية اللاعبين وإنعكست في الكم الكبير من الإصابات التي تعرض لها عناصر الفريق خلال الفترة الفائتة إلى جانب عوامل أخرى على غرار سوء أرضيات الملاعب سيما وأن المريخ خاض نصف مبارياته السابقة في النقعة وإستاد الخرطوم إلى جانب عنف المنافسين وإستفادتهم من ضعف شخصية الحكام وتهاونهم الشديد مع حالات العنف والتصفية الجسدية التي تحدث في المباريات . * وعندما نتوقف عند نقطة الإعداد وما ترتب عليها من إصابات وغيابات بسبب نقص الجاهزية .. وعندما نتوقف مع حقيقة إفتقاد المريخ لخدمات أيمن سعيد وشيبوب وديديه دون تعويضهم بعناصر تغطي الفراغ الذي خلفوه .. وعندما نربط واقع الفريق الحالي الذي يفتقد منذ بداية الموسم لخدمات رمضان عجب وراجي الذي شارك للمرة الأولى في الشوط الثاني لمباراة النيل الأخيرة وجابسون الذي شارك في أول جولتين فقط قبل أن تتجدد إصابته التي كان يعاني منها في خواتيم الموسم الماضي . * عندما نربط تلك الأحداث بقناعة المدير الفني السابق غارزيتو الذي كان يرى أن العناصر المميزة والقادرة على تحقيق نتائج رائعة في كشف الفريق لا تتجاوز ( 13 لاعباً ) وهم (جمال سالم، رمضان عجب، أمير كمال، علاء الدين يوسف، مصعب عمر، جابسون، أيمن سعيد، شيبوب، راجي، ضفر، ديديه ليبري، كوفي وبكري المدينة ) والذين غادر ثلاثة منهم الكشوفات مع غياب بعضهم للإصابات وعدم الجاهزية، فإن تراجع مستوى الفريق يبقى منطقياً مع الإشارة إلى أن النتائج الجيدة التي تحققت في الفترة الماضية تحسب للطاقم الفني الذي يظهر حتى اللحظة نجاحاً لافتاً في التعامل مع الظروف الصعبة والقاسية التي يعمل فيها . * ولا ننسى أن المريخ يعاني وبشدة من الفراغ الإداري في محيط فريق كرة القدم بغياب رئيس القطاع الرياضي منذ معسكر الدوحة وعدم حسم ملف مدير الكرة بعد إعتذار محمد موسى ليبقى حاتم محمد أحمد وحيداً في الجهاز الإداري للفريق منذ بداية الموسم وهو أمر خطير وله آثار سالبة للحد البعيد وواقع لا يلام عليه الطاقم الفني . * وما زاد من صعوبة المهمة أمام إيمال ومعاونيه البرنامج الضاغط والماراثون المرهق لنسخة الممتاز الحالية بسبب زيادة أندية المسابقة وهو ما فرض على المريخ خوض (ست مباريات في 18 يوماً فقط ) بمعدل (مباراة كل ثلاثة ) أيام وهو برنامج يقلل بشكل كبير من قدرة الطاقم الفني على إجراء معالجات علي الشكل العام لعدم وجود المساحة الكافية لأداء تدريبات لتلقين اللاعبين فلسفة اللعب حتى يصلوا مرحلة الإجادة لأن الفريق يلعب اليوم ويؤدي تدريباً خفيفاً للإستشفاء في اليوم الذي يعقب المباراة ثم تدريباً رئيسياً لا يتجاوز ساعة أو ساعة ونصف في اليوم التالي لأن الفريق يكون مواجه بمباراة أخرى غداً وهو ماراثون يحتاج إلى تفهم وقدر كبير من الحكمة من قبل الأنصار لأن النتائج في ظروف مثل هذه تكون أولوية قصوى والبلجيكي ناجح حتى اللحظة في تحقيقها . * أما الملف الأخطر والمشكلة الأكبر التي نوهت لها مراراً وتكراراً وأشرت لأنها تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنسف موسم المريخ في أيَّة لحظة فتتمثل في (أزمة المستحقات ) وخصوصاً متأخرات النجوم الجدد واللاعبين الذين أعادوا قيدهم على غرار راجي ومصعب إلى جانب اللاعبين الأجانب الذين حصلوا على جزء فقط من مقدمات عقوداتهم وما زالوا في إنتظار الحصول على بقية المستحقات وهو أمر أعود لتناوله بتفصيل أكبر غدا