خارطة الطريق ناصر بابكر انتقاد إيمال وداء الإستعجال * خلال الموسم الماضي، وصل المريخ لمستوى مدهش وبات يقدم عروضاً ممتعة للحد البعيد وذلك بعد أن قام المدير الفني الفرنسي غارزيتو في بداية الموسم بتجريب العديد من الخيارات قبل أن يتوصل للعناصر التي يعتمد عليها بشكل كامل. * العناصر التي كان يعتمد عليها الفرنسي كانت تتمثل في )جمال سالم.. رمضان عجب.. أمير كمال.. علاء الدين يوسف.. مصعب عمر.. جابسون.. أيمن سعيد.. راجي.. ضفر.. كوفي.. بكري المدينة ثم شيبوب وديديه في النصف الثاني من الموسم ( وتلك المجموعة قدمت أفضل وأمتع وأقوى عروض المريخ ربما في تاريخ مشاركاته الأفريقية بصورة جعلت كل القارة تتحدث بإعجاب عن مردود الأحمر. * لكن الحقيقة التي يذكرها الكل جيداً.. أن المريخ وفي الموسم الفائت تحديداً إستحق لقب )ذو الوجهين ( لأنه كان يظهر بوجه غاية في الإمتياز أفريقياً ووجه آخر غاية في النشاز محلياً لدرجة التعثر في )أحد عشر مباراة ( منها خمسة تعادلات وست هزائم قبل أن يكسب بعض النقاط التي خسرها في الملعب بمجهودات إدارية عن طريق الشكاوي. * والحقيقة التي لا يجب نسيانها أن الكل كان يتذمر من أي تغييرات يجريها غارزيتو على التوليفة وأن الكثيرين كانوا يمتعضون من إراحته لبعض العناصر الأساسية في مباريات الممتاز بسبب المردود غير الجيد الذي يقدمه الفريق حينما يغيب خمسة أو ستة من أعمدته الأساسية أو يشاركون تحت تأثير الإرهاق. * لذا وقبل أن نبدأ في وضع الأشواك في طريق البلجيكي إيمال وقبل أن نحاصره بالإنتقادات بسبب الشكل العام للمريخ في الجولتين الأولى والثانية دعونا نقلب أولاً وضعية الأوراق التي صنعت القوة الضاربة لمريخ غارزيتو قبل أن نحكم على المدير الفني الحالي سلباً أو إيجاباً. * ونبدأ بالعناصر التي لم تعد موجودة ممثلة في الثلاثي أيمن سعيد والكل يدرك درجة تأثيره في أداء الوسط والحيوية التي كان يضفيها على منطقة المناورة والروح القتالية التي يتميز بها والمجهود الوافر الذي كان يبذله.. ثم شرف شيبوب الذي فرض نفسه أساسياً منذ اللحظة التي دخل فيها كبديل في مباراة إتحاد العاصمة حيث قدم إضافة كبيرة لوسط المريخ.. وثالثهم )المظلوم ( ديديه ليبري الذي كان يتعرض لهجوم مجحف بحجة إهداره للفرص رغم أنه أصلاً ليس مهاجماً ورغم أنه كان يقوم بدور تكتيكي مميز للحد البعيد في ربط الوسط بالمقدمة عبر ذكاءه الشديد في التحركات وإجادته لصناعة اللعب سواء عبر التمريرات أو الكرات العرضية المتقنة وإجادته المدهشة لتبادل المراكز مع بقية العناصر الهجومية وهو الدور الذي يفتقده المريخ في الوقت الحالي رغم وفرة الخيارات الهجومية وتميزها لكن أي منها لا يتميز بذات الخواص والمزايا التي كان يتمتع بها ليبري. * وننتقل بعدها لتسليط الضوء على وضعية مجموعة من العناصر المؤثرة في الموسم الفائت الموجودة بالكشوفات ونشير إلى أن رمضان عجب يعاني من إصابة منذ التجربة الودية الأولى أمام نجوم أديس.. وعلاء الدين يوسف كان مصاباً ومتوقفاً عن اللعب لوقت ليس بالقصير نهاية الموسم الماضي والتحق بالتحضيرات في خواتيمها.. وضفر أيضاً إلتحق بالإعداد متأخراً بسبب الزواج.. وراجي ظل مصاباً ويخضع لتدريبات تأهيل لفترة طويلة خلال أيام الإعداد.. وجابسون فاتته الكثير من أيام التحضيرات بسبب مشكلة المستحقات في وقت تعرض فيه بكري المدينة لإصابة بعد وصول المريخ للخرطوم أبعدته عن المشاركة في الجولة الإفتتاحية. * تلك المعطيات التي تكشف خسارة المريخ ل )ثلاثة ( عناصر مؤثرة ومعاناة)ستة ( لاعبين آخرين من ظروف مختلفة على غرار الإصابات والنقص الشديد في الجاهزية بسبب تأخر الإنضمام للإعداد من جملة )ثلاثة عشر (لاعباً كان يعتمد عليهم الفرنسي الموسم الماضي تؤكد أن إنتقادات توجه لإيمال بسبب مظهر المريخ في الجولتين الفائتتين تمثل إجحافاً شديداً وظلماً بائناً للمدرب البلجيكي دون أن ننسى سوء تحضيرات الأحمر التي سبقت إنطلاقة الموسم ودون أن ننسى أزمة المستحقات التي تؤثر على الوضع النفسي للاعبين. * مريخ الموسم الفائت كان يظهر بوجه شاحب للغاية ويتعثر بسهولة في أغلب المباريات المحلية التي يقوم فيها غارزيتو بإراحة أربعة أو خمسة من العناصر الأساسية وذلك حتى بعد وصول الفريق لقمة الجاهزية فكيف نسمح لأنفسنا بالحكم على إيمال من جولتين وأغلب العناصر المؤثرة بعيدة كل البعد عن الجاهزية لأسباب وعوامل لا يد للبلجيكي فيها مع التنويه إلى أن الأخير يتعامل بذكاء مع ذاك الواقع الصعب وينجح في حصد النقاط