خارطة الطريق ناصر بابكر التأهل القاري.. صنع في مصر * واجه المريخ قبل إنطلاقة الموسم الحالي ظروفاً صعبة للغاية بدأت بإستقالة المجلس المنتخب والتي أحدثت فراغاً إدارياً لفترة ليست قصيرة قبل أن يتم تعيين لجنة تسيير وجدت الكثير من الملفات العالقة والمعقدة والشائكة مع غموض وعدم وضوح للرؤية في الكثير من التفاصيل وهو ما ترتب عليه صعوبات في ملف التسجيلات ليدخل الأحمر الموسم الجديد بعد أن خسر كلاً من أيمن سعيد وديديه ومن بعدهما شيبوب من العناصر التي تواجدت الموسم الماضي إلى جانب وجود مشكلة متأخرات اللاعبين والطاقم الفني ووجود مستحقات متأخرة لبعض العناصر من الموسم الماضي ووجود إصابات من الموسم الفائت لم يتم علاجها إلى جانب رحيل الطاقم الفني الفرنسي. * ثم واجه المريخ صعوبات على مستوى الإعداد بمشاركة اللاعبين ب(القطاعي) خلال معسكري أديس أبابا والدوحة وهو الأمر الذي ترتب عليه إصابات متلاحقة لنجوم الفريق من أسبابها أيضاً برمجة ضاغطة فرضت على الفريق خوض ثماني مباريات في ظرف (25) يوماً بشكل خلّف إرهاقاً لا مثيل له للاعبين وجعل من العسير جدًا للجهاز الفني أن يقوم بتلافي الأخطاء وتثبيت فلسفته وأفكاره لأن معظم التدريبات كانت تركز على الإستشفاء لضيق الوقت بين المباراة السابقة والتالية. * وإستناداً إلى تلك الظروف.. كان من الممكن جداً أن يودع المريخ المسابقة القارية من الدور الأول وهو أمر إن حدث كان سيكون منطقياً ومتوقعاً سيما وأن الأحمر نفسه كان يغادر الأبطال كثيراً من الأدوار الأولية حتى وهو يتعاقد مع أفضل النجوم من الوطنيين والأجانب وهو يقيم أفضل المعسكرات ولا يعاني في الجانب المالي. * وحتى ما بعد مباراة النسور في الجولة التاسعة.. كان الشعور العام لأهل القبيلة الحمراء أن وداع المريخ للأبطال مسألة وقت لا أكثر.. غير أن إقامة معسكر تحضيري لمدة أسبوع بفندق موفمبيك بمدينة 6 أكتوبر جاء ليحدث تغييرا هائلاً ومحورياً على مردود الأحمر ويمنحه حظوظاً كبيرة في التأهل. * شخصياً، ومن خلال معايشتي لمعسكر موفمبيك أيقنت تماماً أن هذا المعسكر سيمثل نقطة تحول بالنسبة للمريخ قبل مباراتي الفريق النيجيري وذلك من خلال العمل الضخم الذي تم خلال الأيام الستة على كافة الأصعدة. * فالجانب البدني شهد إرتفاعاً مذهلاً من خلال البرنامج المكثف الذي وضعه الطاقم الفني والذي إهتم حتى بجانب التغذية وذلك بإستعانة المدير الفني لوك إيمال بصديقه ومواطنه خبير التغذية البلجيكي لوسيان كارتل في وقت إجتهد فيه المعد البدني د. عبدالعظيم جابر إلى جانب بلهوشات بشكل كبير في رفع المخزون البدني للاعبين وهو عمل كان أبرز ثماره تجهيز عناصر على غرار راجي وكريم اللذان لم يشاركا في الدوري بإستثناء مشاركتين كبديل لراجي وواحدة لكريم.. وبخيت خميس وعبده جابر اللذان شاركا منذ البداية في مباراة واحدة بالممتاز إلى جانب العائد رمضان عجب الذي لعب أساسياً مرتين الى جانب رفع لياقة الفريق ككل. * وخلال تلك الفترة.. وجد المدير الفني لوك إيمال وطاقمه أخيراً المساحة لإنجاز عمل تكتيكي وفني كبير جني المريخ ثماره في مباراتي الذهاب والإياب وهو ذات العمل الضخم الذي قام به التونسي مراد سالمي في تدريب الحراس مقدماً نفسه كأحد أفضل مدربي الحراس الذين عملوا بالمريخ إن لم يكن الأفضل على الإطلاق. * المعسكر أفاد المريخ كثيراً في الناحية النفسية والذهنية وأبعد اللاعبين عن الضغوط وكل ما من شأنه تقليل التركيز إلى جانب توفر الراحة الكاملة في غير أوقات التدريبات والأهم صناعة أجواء أسرية مميزة وروح جماعية مهمة ومطلوبة في أندية كرة القدم. * ولا يمكن إغفال عطاء الطاقم الطبي بقيادة دكتور عماد عابدين وأخصائي العلاج الطبيعي أحمد العابد في محاصرة وعلاج الإصابات وتأهيل المصابين وتجهيزهم بصورة مثالية إلى جنب الدور الكبير للمدلك حبشكة في عمليات المساج والدلك وتجهيز حمام الثلج للاعبين لإزالة تعب وإرهاق التدريبات.. مع همة ونشاط لا يستغربان من قبل مسئول المعدات سليمان بشير. * شخصياً، ومن خلال فترة المعسكر ومن ثم رحلة نيجيريا، وقفت على العمل الكبير الذي يقوم به رئيس القطاع الرياضي عادل أبوجريشة الذي يصنع علاقة قوية مع لاعبي الأحمر دون أن يتهاون في فرض الإنضباط على الجميع وفي فرض هيبة الإدارة مع تميزه بحكمة ملفتة في التعامل مع مختلف المواقف وسرعة تصرف لمعالجة أي مشكلة تنشأ إلى جانب إهتمامه بكل التفاصيل صغيرها وكبيرها. * وبإعتباري شاهداً على معسكر موفمبيك.. فإنني أجزم وأؤكد على أن الأحاديث التي يروج لها البعض حول تدخل أبوجريشة في الأمور الفنية والإستشهاد بكريم الحسن لا أساس لها من الصحة لا من قريب ولا من بعيد وتلك الإدعاءات فيها ظلم شديد للمدير الفني إيمال الذي لا يسمح لأحد بالتدخل في خياراته وظلم لأبوجريشة الذي يدلي بآرائه الخاصة دون فرض أي رأي على المدرب وظلم على كريم نفسه الذي إستحق دخول التوليفة الأساسية بعد أن كان من أفضل اللاعبين في المعسكر ومن نجوم التجربة الودية إن لم يكن النجم الأول وكل من يشكك في هذه الجزئية يمكنه سؤال كل من تواجد في المعسكر سواء عضو جهاز فني أو إداري أو طبي أو لاعب من لاعبي الفريق الذين تسابقوا لتهنئة كريم الحسن لحظة خروجه مستبدلاً في نهاية التجربة الودية. * تضافر الجهود الإدارية والفنية والطبية ساعد المريخ على قهر واري وولفز على أرضه قبل أن تستكمل المهمة بالخرطوم لينجح الزعيم في التأهل الذي يمكن أن يحصل على ختم (صنع في مصر).