خارطة الطريق ناصر بابكر نتيجة متوقعة * إنتهت مواجهة المريخ ووفاق سطيف في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال بنتيجة منطقية للغاية لم تفاجئني على المستوي الشخصي لقناعتي المسبقة أن مباراة الأمس كانت تقبل كل الإحتمالات، واستناداً إلى حسابات وتفاصيل عديدة فإن تحقيق الفريق الجزائري لنتيجة إيجابية تعد بمثابة تعثر للمريخ على ملعبه كان أمراً متوقعاً. * سأحاول في المساحة التالية تفسير وجهة النظر تلك وتبيين الأسباب التي تجعل النتيجة منطقية بالنسبة لي وأبدأ بالفوارق بين الفريقين مقارنة بمريخ ووفاق الموسم الماضي.. فبطل السودان وبعد خروجه من نصف نهائي النسخة الماضية تعرض لهزة عنيفة على كافة الأصعدة بدءا من الجانب الإداري بإستقالة غير مبررة للمجلس المنتخب الذي يتحمل نصيباً كبيراً من المعاناة التي يعيشها المريخ على المستوي الإداري إلى جانب الدولة التي عينت لجنة التسيير ووقفت مكتوفة الأيدي أمام مشاكلها المالية الجمة وبالمقابل ما زال حسان حمار رئيسا للوفاق رغم الضغوط العنيفة والإنتقادات الهائلة التي تعرض لها العام الماضي والتي ما زالت متواصلة وبالتالي فإن الوفاق لم يعاني من عدم إستقرار إداري كالذي عاني منه المريخ. * على المستوي الفني.. تبدلت الأجهزة الفنية في الفريقين.. لكن النقطة المهمة والمؤثرة أن المريخ فقد عناصر مهمة ومؤثرة للغاية من التي صنعت ربيعه الموسم الفائت بقيادة أيمن سعيد وديديه ليبري إلى جانب جابسون المصاب وهي عناصر كانت تصنع ثقلا كبيرا للمريخ في الوسط سواء على المستوي الدفاعي أو الهجومي وهو ما يفسر الإختلاف الهائل بين أداء منطقة المناورة الحمراء ما بين الموسم الماضي والحالي ويكفي فقط الإشارة إلى ان أعمار ثلاثي وسط المريخ بالأمس (علاء وعمر وراجي) يتجاوز ال(90) عاماً في حين أن أكبر لاعب في وسط الوفاق هو جابو يبلغ من العمر (27) عاماً فقط وبالتالي كان الفرق كبيرا في الحيوية والسرعة والقوة والمهارة والمؤسف أن التفوق كان للضيوف حتي على مستوي (الحنكة) وخبرة التعامل مع مجريات المباراة بسبب الفرق الكبير في العقلية بين اللاعب السوداني (الهاوي) في كل شيء واللاعب الجزائري المحترف. صفحة شبكة المريخ سبورت * وفي الوقت الذي تراجع فيه المريخ بشدة في أهم الخطوط (الوسط).. حدث العكس تماما في الفريق الجزائري الذي أستعاد هذا الموسم خدمات الخطير داغولو الذي كان مصابا الموسم الماضي وجحنيط الذي لم يشارك أيضا في مباراتي المريخ الموسم الفائت بسبب الإصابة إلى جانب الصفقة المهمة والمؤثرة التي تصنع الفارق بالتعاقد مع عبدالؤمن جابو وهو ما صنع فرقا كبيرا في الفريق الجزائري على المستوي الهجومي وهو امر حذرت منه بالأمس وفي حديثي أمس الأول بقناة النيلين حينما أشرت إلى أن المريخ يفترض أن يعمل ألف حساب لخطورة الوفاق الهجومية وأن يخوض المواجهة بإنضباط تكتيكي يعمل من خلاله على الحد من خطورة الضيوف مع إستغلال ضعف دفاعهم بالمرتدات. * إلى جانب تلك الأسباب.. عاني المريخ بالأمس من ظهور عناصر مهمة ومميزة للغاية ومؤثرة في التوليفة الحمراء ممن يعول عليهم كثيرا بعيداً عن مستواهم وخاصة الثنائي أمير كمال في الدفاع وبكري المدينة في الهجوم وكلاهما لم يكن في يومه ولو ظهرا بنفس مستواهما الحقيقي لصنعا فارقا في الأداء الدفاعي والهجومي للمريخ. * الطاقم الفني بقيادة البلجيكي لوك إيمال لا يلام على توليفة البداية رغم أن كثيرون سيهاجمون المدرب على اشراك عنكبة من البداية ووضع تراوري على الدكة ولهؤلاء نشير إلى أن المالي لم يشارك سوي في تدريبين فقط مع المجموعة بمعسكر القاهرة وظل يتدرب بمفرده بينما كان عنكبة من نجوم المعكسر وأفضل لاعب في المباراة الودية. * لكن الجهاز الفني إرتكب خطأ لا يغتفر بتبديل غريب قضي بخروج كوفي أفضل لاعب في الثلث الهجومي للمريخ وعنصر الخطورة الوحيد في مباراة الأمس وهو تبديل قلل كثيرا من فعالية هجمات الأحمر وقلص خطورتها سيما وأن البديل أوكرا قدم كالعادة نفسه بشكل سيء للغاية وأكد صحة كل حرف ذكره عنه غارزيتو من قبل. * وما يزيد من غرابة تبديل كوفي انه لم يكن فقط الأفضل على مستوي الحركة.. لكن لأنه كان يمنح المريخ حلا مميزا في الكرات الثابتة ويكفي أن هدفي الفريق من ركلات ركنية نفذها الغاني.. حيث سنحت للأحمر الكثير من الركنيات بعد خروجه لم يستثمرها بسبب التنفيذ السيئ للغاية من قبل أوكرا. * الحكم البتسواني لم يفاجئني وقسا على المريخ بشدة وهو أمر كان متوقعاً وحذرنا منه منذ مباراة المنتخب امام ساحل العاج ونوهنا لتحركات الوفاق في كل الإتجاهات بشأن التحكيم وأمس الأول كان أحد مسؤولي الفريق الجزائري يتحدي بالصوت العالي وأمام جمع كبير من الصحفيين بأن الحكام سيظلمون المريخ في كلا المباراتين وهو حديث أبلغنا به قادة لجنة التسيير الذين كانوا موجودين في القلعة الحمراء لكنهم لم يحركوا ساكناً معتقدين أنهم يعيشون في المدينة الفاضلة رغم أن القاصي والداني يعلم أن كرة القدم الإفريقية تلعب خلف الغرف المغلقة قبل ان تلعب في المستطيل الأخضر. * بصفة عامة قدم المريخ شوطاً اول سيئ للغاية ثم بدأ الحصة الثانية بقوة ونظم صفوفه وحاصر الوفاق وهدده بوابل من الهجمات المتتالية ليدرك التعادل سريعا وكان بإمكانه الفوز لكن سطيف إمتص الضغط الأحمر بقتل اللعب بالسقوط المتكرر وإدعاء الإصابات وإشاعة التوتر في المباراة بالدخول في إشتباكات مع لاعبي المريخ الذين لم يستفيدوا من سنوات لعبهم الطويلة ووقعوا في الفخ الذي نصبه لهم الوفاق عن عمد حتي لا يستفيد الأحمر من نفاذ المخذون البدني للجزائري في الحصة الثانية.