إعترض نادي الهلال على مبدأ تعيين كل مساعدي رئيس إتحاد كرة القدم السوداني من الكوادر المعروفة بميولها المريخية، ورغم أنني أعترض دائماً على تصنيف المناصب بهذا الشكل أو بحسب الأندية، مع إهمال معيار الكفاءات، إلا أنني أجد نفسي منتقداً القرار من زاوية أنه امتداد لموجة الموازنات والإرضاءات التي تجتاح الكرة السودانية على هدى التعصب والعنف اللفظي الذي يسيطر على مجريات الأمور في الوسط الرياضي ويتحكم في بعض الموجهات المصيرية، فالأخ حسن عبد السلام مثلاً.. والذي سبق له أن كتب متهكماً عبر زاوية كان يكتبها في إحدى الصحف سراً أن مراسل مجلة سوبر الإماراتية من السودان لا يسهم في تحريرها إلا بمقدار خبر صغير في إحدى أبوابها.. وكنت أنا المقصود بذلك الغمز.. هو نفسه اليوم وبعد مرور ما يقارب العشر سنوات يكتفي بمنصب مساعد رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم برغم أنه رئيس إتحاد الخرطوم، وعندما نقول رئيس إتحاد الخرطوم فذلك يعني الكثير.. وفي أقل تقدير يعني التأريخ الذي منح الخرطوم مكانة حصل من خلالها على أحد عشر صوتاً في الإنتخابات، والمنصب الجديد ليس أكثر من محطة صغيرة من محطات القطار التي تتناثر على طول الخط الحديدي ولايشترط الوقوف عندها، وبغض النظر أيضاً عن الكوابح التي تمنع الرجل من تقلد مناصب أخرى أكبر، فإن مساعد الرئيس هذه قد تكون إضافة لرئيس إتحاد كبير مثل الخرطوم في حالة أنه كان دون قامة المنصب الأول..! في الأيام القليلة الماضية تسربت أخبار عن محاولات لإبعاد الأستاذ طارق عطا صالح عن منصبه كنائب للأمين العام، وأشارت بعض الصحف إلى أن هذه (المؤامرة) يعكف عليها رئيس إتحاد الحصاحيصا المعروف بطموحاته العارمة في تقلد مناصب مثل السكرتير وأمين عام نادي المريخ، وهو في هذه النواحي لا يقبل بفتات الموائد.. ومن أجل ذلك جاءت الترضيات لتأخذه على جناح التخدير إلى شيء جديد إسمه مساعد الرئيس، أما المساعد الثالث للرئيس الذي فاز بشق الأنفس وما تزال استمراريته مشكوك فيها فقد كان هو الفريق عبد الله حسن عيسى، نائب رئيس نادي المريخ السابق، والرئيس في حقبة من الحقب، رجل صامت لا ينكر أحد كفاءته، ولكن أن يكون مساعداً لإبن عمه الدكتور معتصم جعفر، فهذه لا معنى لها في ظل غياب الوصف الوظيفي أو الصلاحيات للمنصب في مؤسسات عانت وماتزال تعاني من ضعف المنهج الإداري وبطء ردود الأفعال في القضايا الكروية الكبيرة التي تتطلب القرارات السريعة والمعالجات الناجعة.. المهم أن الأمور سارت على أقدام الترضيات على هذا النحو، وكذلك جاءت القرارات الأخيرة في إتجاه أقرب لأن تكون ردود أفعال سريعة للإنتخابات التي جرت قبل ما لا يزيد عن الشهر، فمثلاً صدرت القرارات التأديبية في حق نادي النسور الذي كان من الأندية المؤيدة لشداد.. سريعاً دون أن يمنح الناس مساحة لتأمل القضية والإستماع لأطراف أخرى.. ويبدو أنهم لا يخافون من مآلات الظلم… ما إذا تعرض أحد المعاقبين له جراء هذه القرارات المتسرعة، خاصة وأن هنالك حالة أخرى قد تكون أوضح، حيث كان مدرب مريخ الفاشر قد تجرأ وصفع مساعد حكم مباراة فريقه أمام المريخ في كأس السودان، ولكنهم برروا ذلك بأنه محول للجنة التدريب المركزية.. وتلك اللجنة قد تجتمع بعد شهر أو شهرين.. أو بعد سنة لو شئتم.. ما يعني أن القرار ميت ولا طائل من إنتظاره.. مع أن الحادثة كانت صفع واضح وبائن لأكثر من عشرة آلاف شاهدوا المباراة من داخل إستاد المريخ.. ومع ان هذه اللجنة لا تتبع لإتحاد (هاييتي) وإنما هي من لجانه المساعدة وممكن إستعجال قراراتها..! هؤلاء يديرون شؤون إتحاد كرة القدم السوداني بفقه (صلات القربى) والشلليات والموازنات والترضيات بصورة واضحة لا تقبل التشكيك والمواربة.. أما المنتوج الفعلي من كل تلك التجمعات فهي دائماً مزيد من الصراعات وكثير جداً من الهزائم في انتظارنا مستقبلاً..!