أمير عوض ليلة حمراء .. باذخة الجمال، طغي فيها عنفوان الأحمر الوهاج لتطبق فكيه الفولاذيتين علي ضحية جزائرية جديدة أضافها الأحمر لسفر انجازاته المتفردة و الرائعة . ليلة زأر فيها الضرغام السوداني معلنا عن نفسه و مكررا التفوق علي أندية شمال أفريقيا التي روضها المريخ بكل مسمياتها و سحناتها و تأريخها القديم . و ليلة .. و يا لها من ليلة، كانت ليلة ما منظورة في عشق الأحمر و التبتل في محرابة الفخيم في حضرة زلزال الملاعب و نجوم الأحمر بقيادة المدير الفني الزولفاني الذي يسير بفريقه بخطي واثقة نحو المجد و السؤدد . شوط أول مثالي، عنوانه الأبرز تألق هداف العرب محمد عبد الرحمن الذي صنع الأسست في الهدف الأول و أكمل الإبداع بإحراز الهدف الثاني الرائع من الصناعة البديعة لقائد فرقة النصر رمضان عجب . الزولفاني إحترم العميد، و بدأ المباراة بواقعية كبيرة و بتركيز علي حماية الخط الخلفي أولا و من ثم الدخول في أجواء المباراة بالهجوم المتوالي علي المرمي الجزائري من واقع أن المباراة مباراة كؤوس و الحذر فيها هو الأهم منذ البدايات . تشكيلة المريخ ضمت أبوعشرين في حراسة المرمي، و أمامه نمر و أمير في قلب الدفاع، و التاج ابراهيم و بيبو علي الأطراف، مع وجود ضياء و التكت و محمد الرشيد و عجب في وسط الملعب، و ميدو و العقرب في الخط الأمامي . المريخ كسب معركة الوسط، و رويدا رويدا بدأت الطلعات المريخية في تشكيل الخطورة علي مرمي المولودية حتي حانت الدقيقة 24 ليحرز محمد الرشيد الهدف الأول بقذيفة صاروخية في الشباك الجزائرية من العكسية التي أخطأ فيها الحارس و خطفها منه العجب قبل أن يحسنها ميدو للرشيد الذي أطلق رصاصة الرحمة علي الآمال الجزائرية . بعد الهدف، دانت السيطرة لأبناء الزولفاني، و قبل أن يسترد الجزائريون أنفاسهم باغتهم العجب بباص نموذجي ليضع ميدو في إنفراد بالحارس الذي تقبل الهدف بين قدميه من هداف العرب و جلاد الحراس المرعب . في الشوط الثاني قتل الزولفاني الكرة في وسط الملعب بعد أن ضمن العبور، و لعب فريقه علي الهجمة المرتدة حتي قتل عقروب المولودية بتمريرة استثنائية لميدو في حدود الدقيقة 68 ليحرز الأخير هدفه الثاني و الثالث لفريقه . بكري برغم آلام الاصابة تحامل علي نفسه حتي ضمن لزملائه الانتصار بتمريرة تخصصية نقلت الأحمر للدور نصف النهائي و رفدت الخزانة الحمراء بأربعين مليار من الجنيهات الحلال . و حتي لحظة اطلاق صافرة النهائي فكل لاعبي المريخ لعبوا بثياب الأسود و جسارتها حتي حققوا حلم جمهورهم الذي عاش لحظات الفرح الخرافي بمعيتهم في ديار الفرحة التي تبرجت في ليلة الحب و المجد المجيد . * نبضات متفرقة * الحمدلله حمد الشاكرين .. و الشكر لله شكر الحامدين . جمهور المريخ كان في الموعد، و لوحات التشكيل الحمراء لفتت الأنظار و أبهرت العالم أجمع . ميدو هداف العرب .. أتخم الشباك الجزائرية بخماسية مرعبة، و حارقة، و قاتلة . الزجاجي أمسك المجد من أذنيه و لفت أنظار العالم بأسره بالإبهار الفني الذي ينثره علي سفح الملعب و هو يصنع هدفا و يحرز مثليه . أبو عشرين زاد عن مرماه .. و نال شهادة الجودة و الحب . بكري المدينة، بخبرة الكبار قاد فريقه للانتصار . بيبو و التاج أغلقا المنافذ .. و نمر و امير قتلا كل الهجمات الجزائرية . التكت و ضياء و محمد الرشيد فازوا بمعركة الوسط و مكنوا فريقهم من السيطرة علي كل ارجاء الملعب . شكرا الزولفاني، شكرا كنة، شكرا للطاقم الفني و الطبي و دائرة الكرة و القطاع الرياضي . شكرا جمهور المريخ .. و شكرا جميلا لنجوم الأحمر الأبرار . * نبضة أخيرة * هيبة يا المريخ، هيبة يا النجمة .