وقالَ لي : هلْ ها هُنا الألَمْ ؟ قُلتُ له: نعَمْ فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي وأخرَجَ القَلَمْ! هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ .. ومالَ وابتَسمْ وَقالَ لي : ليسَ سوى قَلَمْ فقُلتُ : لا يا سَيّدي هذا يَدٌ .. وَفَمْ رَصاصةٌ .. وَدَمْ و… روائح خلافات لجنة تطبيع الهلال تزكم الأنوف ، قلنا وحذرنا من حرب (المحاور ) التي بدأت تطل برأسها من جديد ، انتهت حكاية إقالة (زوران) ، تلك كانت البداية ، ثم استمرت حرب المحاور في رحلة السيد الهلال إلي تنزانيا ، وفيها (المحور) الأول يرى ان المنسقية الإعلامية أنها لم تخطئ ، لان ما تم نشره لم يكن (قرآنا) يتلي ، ترى إنها أخطاء عادية تحدث في (ارقي العائلات) ، ما قد حدث بعدها من ردود أفعال اعتبرها (المحور) الأول ماهي إلا مؤامرة من قادة (المحور ) الثاني ، والمحور الثاني اعتبر ما حدث ماهو إلا تقصير يجب ان تتم معاقبة ما قام بالفعل ، وحدث ما حدث. المحور الأخر من الصراع الهلال اجتمع ، وقرر ان يتولى المهندس رامي كمال بعثة الفريق التي توجهت إلي بريتوريا استعدادا لمواجهة صن داونز الجنوب إفريقي في الثالث عشر من فبراير الجاري ، الاختيار لم يرض (المحور ) الأول بادعاء ان تجربة رامي لا تمكنه قيادة البعثة ، كان رائ المحور الأول إتاحة الفرصة لرامي باعتبار انه لم يقد أي بعثة خارج السودان بعد اعتذار نزار عوض مالك ، المحور الأول يعتقد ان قيادة البعثات الخارجية مسئولية (القطاع الرياضي) فيما يرى المحور الثاني ان تسمية رئيس البعثة هو قرار مجلس الإدارة ولا علاقة للقطاع الرياضي به ، المحور الأول قرر ان يسافر الطاهر يونس رئيسا للبعثة على ان يكون رامي نائبا له ، وافق رامي على ذلك حتى لا يحدث شرخا في اللجنة رغم ان القرار صادر من اجتماع مجلس الإدارة ، ثم كان قرار ان يقود رامي البعثة من الخرطوم على ان يلحق به الطاهر يونس بعد يوم واحد فقط ليتولى قيادة البعثة . المحور الثاني اجتمع ، شكل لجنة تحقيق مع المنسق الإعلامي الذي اقر بالخطأ ، صدر قرار توجيه الإنذار له مع الحرمان من السفر إلي جنوب إفريقيا رفقة الفريق ، تم تسليم المنسق القرار ، غادر رئيس الآلة الإعلامية مع الفريق (كمنسق) ، ليبقى السؤال أين رئيس لجنة التطبيع مما يحدث داخل لجنته ؟ وهل هو راض بما يحدث ، ولماذا وافق على سفر الطاهر يونس رئيسا للبعثة بعد ان اختار المجلس رامي رئيسا لها ؟ والي متى يظل هكذا ممسكا عصاه من الوسط في تلك الأحداث الجارية داخل لجنته ؟ هل هي (مسكنة) منه أم انه يسعى على الدوام ان يلعب دور (الوسيط) دون قرار حاسم منه ؟ الأمور لن تسير بهذه الوضعية المخلة ، لابد من فك هذا الاشتباك بين (المحاور) المتصارعة ، وفك الاشتباك لا يحتاج بالطبع من السيد الرئيس ان يكون (وسيطا) على الدوام ، حل الاشتباك يحتاج إلي قوة قرار حتى يدرك أي عضو داخل اللجنة دوره الحقيقي لتنتهي تلك الظاهر ة القبيحة ، ظاهرة (صراع المحاور) وحتى لا يجد الرئيس نفسه يوما ما منحازا لاحد المحاور المتصارعة . قناعتي الشخصية ان الإجماع الذي قوبلت به هذه اللجنة لم يحدث من قبل ، ولا اعتقد انه سيحدث ، وربما لهذا الإجماع الذي قوبلت به هذه اللجنة أسبابا أخرى على شاكلة تلك المآسي التي عاشها الهلال إبان حكم الكاردينال ، لكن رويدا رويدا بدأت تلك اللجنة تفقد هذا الإجماع الهلالي بسبب تلك الصراعات التي اذكت نيرانها أطراف متعددة . أخيرا اخيرا ..! المحنا خلال المرة الماضية لتلك (المحاور) والأضرار التي يمكن ان تحدث للهلال ان هي تفاقمت ، وطالبنا أعضاء اللجنة بضرورة الترفع عن الصغائر والعمل من اجل الهلال لا (الانتخابات) لكن لم لا حياة لمن تنادي ، إلي ان وصلت الصراعات داخل لجنة التطبيع الآن مرحلة صعبة للغاية ، بل بات التوافق بينهما من جديد ضربا من ضروب المستحيل . محور من تلك المحاور المتصارعة يعمل من اجل الانتخابات ، والمحور الأخر لا يرغب في خوض الانتخابات ، وبين صراعهما سيضيع الهلال . أخيرا جدا ..! أعلن حمدوك عن حكومته ، ولا احد متفائل بها في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيش فيه المواطن جراء تلك السياسات التي وافق عليها حمدوك ، وكأن أمر المواطن لا يهمه ، ان عاش حمدوك انقطاع الغاز عن منزله لشعر بمعاناة المواطن ، وان أضاءت لمبة عربته كتحذير لدنو انتهاء الوقود لشعر حقيقة بمعاناة المواطن ، وان حدثته زوجته إنها لا تجد خبزا لتضعه على مائدته لشعر بمعاناة المواطن ، لكنه لم يعاني لذا يتحدث إلي المواطن في كل لقاءاته ببرود غريب . أكثر ما استفزني واستفز الشعب السوداني حديثه عن التطبيع وعن دور المجلس التشريعي لحسم هذا الملف (المحسوم) أصلا ، حسم ملف التطبيع حينما غادر الفريق البرهان سرا إلي كمبالا والتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي ، حسم التطبيع حينما سمحتم كحكومة للطيران الإسرائيلي بعبور الأجواء السودانية ، حسم التطبيع حينما استقبلت رئيس المخابرات الإسرائيلية بالخرطوم ، فماذا أبقيتم للتشريعي ليحسمه ؟؟؟؟ اذهبوا فانتم الطلقاء