ابوعاقلة اماسا مريخ الأحلام..!! * مع الدعوات المتلاحقة بأن تكون حقبة آدم سوداكال هي آخر عهود المريخ بالأزمات، أردت أن أصطحب القراء في جولة بين اليقظة والأحلام، حول ما نرجوه في مقبل الأيام والشهور والسنوات وما نتطلع إليه لتجاوز هذه الكبوات، وحتى يكون قادم الأحمر فعلاً خير من ماضيه، خاصة وأننا كسودانيين نعد من الشعوب التي تقيم السرادق وتتوشح بالسواد حداداً على الماضي، ذلك أن ماضيها دائماً أجمل من حاضرها ومستقبلها، والأمر (سيان) في الرياضة والسياسة والمجتمع، وأعتقد أن موطن الداء يكمن في أننا لا نعمل من أجل الأفضل، ندرك تماماً أننا نعيش في مستنقع من التردي والتخلف، ومع ذلك نستغرق في الصراعات والتطلعات، ونتعصب للآراء الجوفاء والمواقف (البليدة) التي لا تخدم أحلامنا ولا تقودنا إلى مستقبل مشرق… أو على الأقل أفضل من الحاضر..!! * من هذه النقاط واجتراراً لماضي انتقاداتنا لمجالس الإدارات المتعاقبة فإن غاية أمانينا أن تأتي مجموعة تؤمن اولاً بأن هنالك أخطاء مفاهيمية ضاربة بجذورها في مجتمع المريخ وتحتاج لثورة عنيفة تزلزل الأرض تحتها وتحدث حراكاً ينقل الناس من حالة الإحباط إلى فضاءات التفاؤل، ولعل من قبيل إفراغ الفكرة من مضمونها عندما نتحدث عن (المال) بذلك النمط الفج في الوسط الرياضي قبل أن نتحدث عن فكرة وبرنامج نوظف فيها هذه الأموال، وأؤمن بشكل قاطع أن المال بدون أفكار توظفها يتحول إلى مفسدة، والأمثلة والنماذج موجودة أمامنا في الراهن الرياضي، وبعضهم لا تظهر قدراتهم المالية إلا في شراء وإفساد الذمم واستمالة القلوب واستعطافها..! * نحلم ان تكون الفكرة الأساسية لإدارة نادي المريخ وكل مؤسسات الرياضة السودانية في التحول المباشر من فوضى الهواية إلى التنظيم الإحترافي العالي، وقبل ذلك نريد من إداريينا أن يؤمنوا بأن الطريقة التقليدية في الإدارة هي التي أفضت بنا إلى الواقع المرير والمأساوي الذي نعيشه الآن، ولابد من التغيير إلى القواعد والمغاهيم الإحترافية ببذل كثير من الجهد في التخطيط والتطبيق ومحاولة الإحتكاك والإقتباس ومحاكاة النماذج الناجحة في محيطنا الإقليمي وحتى على المستوى العالمي لأن ما ينفق في الرباضة السودانية، وفي الفارغات فيها أكبر بكثير من نتائجها. * أتمنى ان نرى مجلساً يخطط ويرسم إستراتيجياته بشكل دقيق لا يترك مجالاً للمفاجآت والإحباطات، وأن يهجر أنماط العشوائية التي نراها في الإدارات التقليدية التي كانت وماتزال عصية على التطوير والمواكبة. * نتطلع لأن نرى (إدارة) تتناسب مع أحلام مؤسسة كبيرة وعريقة مثل نادي المريخ، ترتقي بالمفاهيم والخطط وتعيد صياغة الواقع المؤلم وترتب البيت من الداخل على هدى مفاهيم جديدة، فقد غشيت الديار موجات وعواصف خلفت الكثير من الخراب كان في طليعتها (خراب النفوس).. وصلاحها لا يكون إلا بالتسامح والتواصل الحميم. حواشي * قد أكون أكثر من تشاءم في السنوات الأخيرة من خلال ما كتبت، وذلك لأن للكوارث إرهاصات ومقدمات، كما كان لمآلات الأحداث في المريخ مقدمات واضحة تمثلت في توهان القيادة عن الأسلوب الإداري الإحترافي.. وإنجراف الجماهير مع الشكليات بموجة عواطف بعيدة عن المنطق والمعقول. * الآن… يستقبل نادي المريخ مجلس إدارة جديد بقيادة رئيس يعتبر وجه جديد.. وبطموحات جديده ووثابه، ولكن الحقيقة أنهم سيرثوا أطلالاً وخراباً يفوق الخيال. * نعم.. حازم مصطفى ورفاقه سيرثوا خراباً يفوق الخيال، ويتطلب الأمر منهم خطة محكمة لإعادة ترتيب البيت وإعادة المريخ الكبير الذي نعرفه ويعشقه الملايين. * كتبت من قبل أن أسم المريخ الكبير والتأريخ التليد يصبح أكذوبة كبرى عندما تلقي نظرة إلى داخل النادي وكيف يفكر الناس في أبسط القضايا وكيف يديرون الملفات المهمة… وحقيقة هي مأساة نريد أن نتحرر منها ونغير تفاصيلها. * كنت من الذين أتيحت لهم الفرصة للجلوس مع الرئيس الجديد قبل ما يقارب العامين في الإمارات قبل المستجدات التي طرأت مؤخراَ على الساحة المريخية ودفعت به إلى المقدمة، وناقشته في كثير من القضايا، وأصبح بيننا تواصل ونقاش مستمر في قضايا النادي جعلني أقف على مستوى القدرات الفكرية التي يتمتع بها، وهل بمقدوره قيادة المريخ في الفترة القادمة لإحداث النقلة المنتظرة؟ * أما بقية أعضاء مجلسه فليس منهم قادم من خارج مجتمع النادي، كلهم معروفون على عكس من كان يقحمهم سوداكال في مجالسه، على الأقل نشهد على مريخيتهم وحماسهم في خدمة ناديهم..! * سأخصص مقالاً للأخ محمد سيد أحمد الجكومي حتى لا يركز الناس كثيراً على مسألة الإندفاع واجترار صراعات الماضي، خاصة وأن الرجل سيكون في وجه المدفع تماماً في واحدة من أعقد الحقب في عمر المريخ..!! * قبل أن نتحدث عن قدراته في قيادة المريخ يجب علينا التطرق بقوة وشجاعة لأدوار أعضاء مجلس الإدارة، فإذا انحصر دورهم في التغزل والتأمل في شخصية الرئيس وتملقه فإننا سنكون على مشارف تجربة مستنسخة من تجربة بعض الإداريين الذين عملوا مع جمال الوالي في مجالسه خلال السنوات الأربعة عشر، ولم يفلحوا في شيء غير الحديث عن الرئيس بنوع من الإنبهار في قدراته وأسلوبه في الحديث وكذا، بينما كان الرئيس نفسه يشكو ويعاني من سلبيتهم في المواقف والمبادرات..!! * فريق كرة القدم يعتبر عنوان كل شيء، ولكن التركيز عليه يجب أن يكون بخطة مدروسة بعمق، وليس بالطريقة التقليدية التي تكون أضرارها أكثر من منافعها. * في السنوات الماضية كنا ننتخب مجلس إدارة قوامه ما بين 13 شخصاً في الحد الأدنى، وفاق عددهم العشرين في مجلس (بص الوالي)…. وكانت معظم العضوية تتكالب على فريق كرة القدم وتبحث عن أدوار لها بشكل عشوائي يربك المسؤولين الأساسيين ويشيع حالة من التخبط..! * في مثل هذه الأيام، والتسجيلات على الأبواب تسود حالة من الفوضى، ويظهر الإداريين الخنفشاريين والإنكشاريين الباحثين عن الشهرة والأضواء وادعاء البطولات، وتكون النتيجة أن هنالك أكثر من 100 لاعب تمت مفاوضتهم بإسم المريخ..! * توزيع الأعباء واحترام التخصصية، ومنهجة العمل، ومتابعة الملفات عبر الإجتماعات الدورية التي تعرض فيها التقارير وتناقش بأستمرار يمكن ان يخرجنا من حالة الهلع والفوضى لتجاوز بركة الفشل التي نقبع فيها. * لم أتطرق لمجلس سوداكال في هذا المقال بسبب أنني مؤمن بأنه أصبح جزءً من الماضي الأليم في تأريخ هذا النادي، ومهما تمسك وعاند وأصر، فإن إصرار الشعب المريخي أقوى لطي الصفحة واستشراف عهد جديد..!