* شاع بالأمس خبر مفاده أن محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) ألغت قرار التجميد المفروض على مجلس المريخ بقيادة القنصل حازم مصطفى. * حظي الخبر بذيوع كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن نشره الشقيق محمد سيد أحمد (الجكومي)، النائب الأول لرئيس المريخ، في أحد المواقع الإلكترونية. * الخبر غير صحيح، لأن محكمة كاس لم تجمد مجلس حازم أصلاً، كي يقال إنها نزعت عنه التجميد. * ثانيها أن المحكمة الدولية غير معنية بتجميد المجالس أو فك حظرها، لأن أصل النزاع المعروض أمام المحكمة لا صلة له بما تم ترديده أمس. * المحكمة الدولية معنية بالبت في الدعوى التحكيمية المعروضة أمامها، ولا تتجاوزها إلى ما سواها. * الدعوى متعلقة بقرار اتخذه الاتحاد السوداني لكرة القدم يوم 8 سبتمبر الماضي، وقضى باعتماد تقرير اللجنة الثلاثية المكلفة بالإشراف على تنفيذ خارطة الطريق المقترحة من قبل الفيفا لحل أزمة نادي المريخ. * تلك الدعوى ما زالت مستمرة ولم يتم البت فيها بعد، وهي تتصل بادعاء قدمه آدم سوداكال، وزعم فيه أن الاتحاد السوداني لكرة القدم انتهك المادة 17 من النظام الأساسي للاتحاد بإجازته لتقرير اللجنة الثلاثية، زاعماً أن الاتحاد تدخل في شئون نادي المريخ وانتهك استقلاليته. * في طلب الوقف المؤقت الذي قدمه سوداكال للمحكمة قبل أيام من الآن ادعى سوداكال أن اعتماد المجلس لتقرير اللجنة الثلاثية أوقع بمجلسه ضرراً لا يمكن تداركه، وطلب وقف تنفيذ القرار. * استجابت المحكمة للطلب مؤقتاً بادئ الأمر، وطلبت من مجلس سوداكال تقديم مذكرة دعوى استئنافية حوله ففعل، وأملهت الاتحاد عشرة أيام للرد عليه فلم يفعل. * أمس بتت المحكمة (ممثلة في قسم التحكيم الاستئنافي) في الطلب ورفضته. * لذلك ذكرنا أن أي حديث يزعم مردوده أن محكمة كاس رفعت التجميد عن مجلس حازم غير صحيح، لأنها لم تجمده أصلاً. * ذلك الحديث مشابه لما زعمه سوداكال عندما ادعى أن كاس جمدت مجلس حازم، وطلب من الاتحاد اعتماد مجلسه وتمكينه من إدارة النادي، وقد سخرنا من طلبه في وقته، وذكرنا أنه أنكر أحقية الاتحاد في التدخل في شئون نادي المريخ، ثم طلب تدخله لتمكينه من إدارة النادي. * سبق لنا أن كتبنا في هذه المساحة منتقدين التصريح الذي أطلقه طه فكي، الرئيس المكلف لاتحاد الكرة، عندما تحدث لبرنامج الرياضة التلفزيوني، زاعماً أن محكمة كاس منعتهم من التعامل مع مجلس حازم. * طلبنا وقتها طه فكي بأن يورد النص الذي اعتمد عليه في حديثه غير الصحيح، وذكرنا أنه أسند إلى المحكمة ما لم يصدر منها، لأنها غير معنية بعلاقة الاتحاد السوداني لكرة القدم بأعضائه. * شرعية مجلس حازم ليست موضوع نزاع في الطلب المرفوض أمس، لأن القرار الذي صدر بالأمس يتعلق بطلب مؤقت، استهدف وقف قرار اللجنة الثلاثية. * خلال الأيام الماضية اقترحت على مجلس إدارة الاتحاد ومجلس المريخ أن يستعينوا بشهادة سارة سوليمالي، مسئولة قسم الحوكمة في الفيفا في جلسة السماع المتعلقة بالقضية يوم 17 فبراير الحالي. * بالعدم يمكن للاتحاد أن يرسل إلى المحكمة ملخصاً للاجتماعين الذين عقدهما الفيفا مع الاتحاد السوداني ومجلس سوداكال بخصوص القضية. * لا أدري هل استجابوا للنصح أم لا. * شهادة سوليمالي ستؤكد لمحكمة كاس أن الاتحاد السوداني لكرة القدم لم يتدخل في شئون نادي المريخ، ولم ينتهك استقلاليته، لأن إشراف اللجنة الثلاثية على أزمة النادي تم بمقترح قدمه الفيفا لتنفيذ خارطة طريق محددة، بعد أن اجتمع بالاتحاد ومجلس سوداكال (بكامل أعضائه)، بمن فيهم سوداكال نفسه. * في ذلك الاجتماع وافق المجلس على تنفيذ خارطة الطريق، وبصم عليها بالعشرة، وبالتالي لم يعد بمقدوره أو مقدور سوداكال أن ينكص على عقبيه ليدعي أن الاتحاد انتهك استقلالية النادي. * علماً أن تدخل الاتحاد اقتصر على مراقبة طريقة تنفيذ تلك الخارطة، والتأكد من انعقاد الجمعية العمومية للنادي وفقاً لما تم الاتفاق عليه مسبقاً، وأن النادي أجاز نظاماً أساسياً متوافقاً مع النظام الأساسي للاتحاد. * ذاك عين ما فعلته اللجنة الثلاثية، وبصم عليه الاتحاد لاحقاً. * لم يتدخل الاتحاد في شئون نادي المريخ، ولم يشرف على الجمعية العمومية الانتخابية التي جرت بإشراف اللجنة القانونية للنادي، برئاسة الدكتور علي البلولة. * بخصوص الدعوى الرئيسية التي قدمها سوداكال نذكر أنها ما زالت قيد النظر، ولم يتم البت فيها بعد. * خلاصة الأمر أن مجلس حازم لا يحتاج إلى اعتماد من محكمة كاس. * كاس لم تجمده ولم ترفع عنه التجميد، وهي ليست معنية باعتماده أو رفضه، لأن القضية التي رفعها سوداكال تتصل بطعن مقدم في مشروعية اعتماد تقرير اللجنة الثلاثية فحسب. * شرعية المجلس الحالي للمريخ لن تتأثر حتى لو قبلت كاس الدعوى التي رفعها سوداكال، وقضت بعدم شرعية قرار اعتماد اللجنة الثلاثية، لأن المريخ عضو مستقل في الاتحاد السوداني لكرة القدم، ومجلسه لا يحتاج إلى اعتماد من الاتحاد. * انتهى البيان. آخر الحقائق * عندما استجابت محكمة كاس ابتدءاً للطلب المقدم من سوداكال لتعطيل القرار الصادر من الاتحاد بخصوص قرار اللجنة الثلاثية أصدر سوداكال بياناً طويلاً ومملاً، زعم فيه أن كاس نزعت شرعية مجلس حازم. * مضى أبعد من ذلك وطلب من الاتحاد اعتماد مجلسه وتمكينه من إدارة سيستم الانتقالات الخاص بالنادي. * بالطبع لم يكن لما ذكره أي نصيب من الصحة. * لو أخذنا بما ورد في البيان الفارغ سنذكر أن قرار الأمس نزع الشرعية عن مجلس سوداكال وأعادها إلى مجلس حازم! * لا حدث هذا ولا ذاك. * المجلس الشرعي مستمر في أعماله وهو المسئول عن إدارة النادي الأحمر. * ومجلس سوداكال في الباي باي بأمر الجمعية العمومية للنادي. * بحمد الله وتوفيقه أفلح المريخ في استهلال مشاركته في دوري 2022 بفوز عريض على هلال الساحل. * فاز بثلاثية ولا أروع. * أتى الهدف الأول بنيران عكسية إثر مجهود فردي رائع من الموهوب عزام عادل. * الثاني تمريرة ذهبية من النجم الجديد محمد المصطفى لزميله القوي محمد موسى الضي، الذي تقبل الهدية شاكراً حامداً ووضعها على يسار الحارس بكل تمكن. * الهدف الثالث تمريرة بالغة الروعة من محمد المصطفى (رجل المباراة) للواعد الجزولي نوح، الذي ترجمها في الشباك بسهولة. * تفوق المريخ على ظروفه قبل خصمه. * خاض المباراة بتوليفة اضطرارية قومها البدلاء وبعض لاعبي الشباب بعد أن ترك فريقه الأساسي في معسكر القاهرة. * غامر وكسب. * الفوز مفرح لكنه لا يعني أن قرار المشاركة بالبدلاء كان صائباً. * حديثنا انصب على عدم جواز الاستخفاف بالدوري، ورفض التعامل معه على أنه بطولة ثانوية. * الصحيح أن يخوض المريخ كل مباريات الدوري بكامل توليفته الأساسية، ويمنحها الاهتمام الذي تستحقه. * الأصح أن يخوض المباراتين بالتوليفة التي سينازل بها صن دوانز والهلال في البطولة الإفريقية. * الحديث عن أي تشكليلة من المريخ قادرة على تحقيق الفوز في الدوري لا يعني صحة القرار المتهور. * عندما نتحدث عن الفريق الأول فإننا نتحدث عن الفريق بكامل قوامه وكل لاعبيه. * ونتحدث عن الجهاز الفني بكامله، علاوةً على الجهازين الإداري والفني، والفريق الطبي. * تفوق المريخ على أي فريق في الدوري بأي تشكيلة ليس غريباً، لأن معظم فرق الممتاز ضعيفة الإعداد. * على العموم سلمت الجرة، وحقق المريخ الفوز. * ذلك هو المهم. * نتوقع من نجوم الأحمر أن يكرروا التألق والفوز على الخرطوم الوطني في اللقاء المقبل. * آخر خبر: استهلالية مفرحة للزعيم.
