محمد الجزولي اصبروا ما تشفقوا..!! الشعور العام وسط جماهير الهلال تجاه الفريق ايجابياً للغاية وبدأ الجميع يتفهم إن العافية درجات وأن الفريق لا يمكن أن يصل إلى المستوى الذي يريدونه بين ليلة وضحاها. ما قدمه الهلال في المباريات الودية الثلاثة التي اداها أمام الاشانتي كوتوكو الغاني (مباراتين) وضد سيمبا التنزاني، يبشر بالخير ويؤكد أن الفريق يسير نحو الأمام بخطوات واثقة. وقد كشفت الوديات الثلاث التطور الكبير الذي حدث في مستوى الفريق خاصة على مستوى الدفاع، ويكفي أن فوفانا لم يعترض لأي اختبار في المباريات الثلاث. فالشاهد هنا أن الكونغولي فلوران ابينيجي رتب الدفاع بشكل جيد وجعل المدافع الانغولي فيدينهو يقلل من التقدم بالكرة الا عند الضرورة، وهذا سر تميز دفاع الهلال. كما أن الفريق أصبح يتحرك ككتلة واحدة ويترك الكرة لمنافسه ليستحوذ في منطقته ولكنه عندما يصل إلى منطقة الهلال يفشل في الاستفادة منها وفي نفس الوقت تكون هجمة مرتدة سريعة للهلال وربما تنتج هدفاً. الأداء الجماعي للفريق أصبح جيدا وكان واضحاً في مباراة سيمبا ويكفي أن الهدف الذي سجله جون مانو نتج عما يقارب العشر تمريرات وهذا دليل على العمل التكتيكي الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني. وبرغم من هذا التطور الذي حدث في مستوى الهلال ولكن هناك بعض الجماهير ترى أن الفريق لا زال يحتاج للكثير وأنا معهم ولكن عليهم إدراك أن الايجابيات أكثر من السلبيات. استحواذ سيمبا مثلاً كان في منطقته طوال زمن المباراة ولم يستفيد من أي هجمة لأن الدفاع كان صاحيا والوسط يضغط باستمرار والعبرة بالخواتيم. الهلال الحالي يحتاج للصبر فقط من الجماهير التي عادت لدعم الفريق وبعد اداء خمس مباريات تنافسية سيبدأ الحديث عن الفوز بالالقاب الأفريقية ووصيتي لجمهور الهلال (أصبروا ما تشفقوا). الهلال الذي شاهناه أمام الاشانتي وسيمبا سيكون الرهان عليه كبيراً في المرحلة القادمة، ولكن التفكير الآن في كيف يتخطى الهلال سانت جورج الاثيوبي؟. كل شئ في الهلال يبشر بالخير، فالمدرب على أعلى مستوى والمحترفين الأجانب هم الأفضل في السنوات الأخيرة والمحليين جودتهم عالية ويبقى التوفيق من عند الله تعالى. فكرة المعسكر الداخلي اتت اكلها تماماً وعلينا أن نصفق للمهندس محمد ابراهيم العليقي رئيس القطاع الرياضي الذي وفر كل معينات الاعداد. ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه مدير الكرة (الشاطر) عبدالمهيمن الأمين الذي يعرف اسرار النجاح وبفضله عادت الهيبة للفريق والانضباط وسط اللاعبين. اذا كان البعض يعتقد أن فوز سانت جورج على المريخ دليل على قوة بطل اثيوبيا فإن هذه الانتصار جعل الهلال يهتم أكثر بمواجهة سانت جورج ويعمل له ألف حساب. اراد المريخ ان يخدم نفسه ويساعد سانت جورج ولكنه قدم خدمة كبيرة للهلال الذي سيذهب إلى بحر دار بحذر شديد حتى يعود بالنتيجة التي تضعه على بعد خطوة من دور ال32. فاعداد الهلال سار كما يشتهي الجهاز الفني الذي خطط بعناية لهذه المرحلة وخالف العادة وتبارى مع فرق أفريقية كبيرة، ولم يهتم بالنتائج ولكنه نجح في تحقيق كل الأهداف. المفيد في الأمر ان الانطباع الجيد الذي تركه الفريق وسط الجماهير جعلها تدفع 50 مليار في المباريات الودية الثلاثة لذلك يبقى الانبطاع الأول مهم جدا في ضروب الحياة. أعود وأقول أن مستوى الهلال في تصاعد مستمر واللياقة البدنية عالية وهذا أكبر دليل على المعسكر الداخلي وستكون النهاية سعيدة باذن الله. خلاصة القول: مطلوب من جماهير الهلال أن تواصل حضورها في الودية التي سيلعبها الهلال يوم 5 سبتمبر الجاري أمام هلال الساحل وتودع اللاعبين قبل سفرهم إلى بحر دار. وفي الختام.. نحن حالنا كدا.. انتو حالكم كيف.. والسلام.