د. مزمل أبو القاسم نفس المصير! * ننصح مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم بإلزام الأستاذ معتصم عبد السلام وكل أعضاء لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين، ورئيس وأعضاء لجنة الاستئناف، ورئيس وأعضاء اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني بمطالعة حيثيات قرار محكمة كاس في قضية نادي فاركو واللاعب سيف تيري، بعد ترجمتها لهم من الإنجليزية إلى العربية، لمساعدتهم على استيعابها وتنفيذ ما فيها. * تقع تلك الحيثيات بقرارها (28) صفحة، وتحوي سرداً تفصيلياً القضية وتفنيداً كاملاً لحجج كل طرف فيها، علماً أن محكمة كاس تعاملت معها بنظام (2 في واحد)؛ لأنها دمجت شكوتي فاركو وتيري في قضية واحدة. * الغريب في الأمر أن نادي فاركو رفع دعواه التحكيمية لكاس ضد نادي المريخ والاتحادين السوداني والمصري واللاعب سيف تيري نفسه، كما فعل تيري الأمر نفسه، ورفع دعواه ضد المريخ والاتحادين السوداني والمصري، ونادي فاكو كذلك، بمناورة ساذجة لم تؤت أكلها، لوضوح المخالفة وبساطة القضية. * لم يكلف الاتحادان السوداني والمصري نفسيهما عناء الرد على الدعوتين، ولم يبديا أي اهتمام بها، بينما دفع المريخ بعقده الساري والملزم مع تيري، وأبرز المستندات التي تؤكد أن اللاعب وقع عقداً لمدة ثلاث سنوات ونال مبلغ مائتين وخمسين ألف دولار. * أما فاركو وتيري فقد رددا نفس الحجج الواهية التي تذرع بها نادي الهلال واللاعب عماد الصيني تقريباً، إذ ادعيا أن عقد التمديد الذي وقعه تيري لم يكن سارياً بسبب حرمان المريخ من الانتقالات وقتها، وادعيا أن الاتحاد السوداني لم يعتمد العقد، وهي ذات الحجة المثيرة للسخرية التي رددها معتصم عبد السلام؛ رئيس لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد السوداني عندما اتخذ قراراً مضحكاً قضى فيه بإلغاء عقد الصيني مع المريخ بادعاء أن النادي لم يعتمده لدى لجنة أوضاع اللاعبين. * دحضت المحكمة تلك الحجة الواهية بحديثها عن أن العقد الخاص بتيري تم إبرامه في النموذج المُعد من قبل الاتحاد السوداني نفسه، وأنه يحمل خاتم الاتحاد، وبالتالي لم يعد هناك أي مسوغ يدعو للحديث عن عدم اعتماد العقد بواسطة الاتحاد. * انطبقت على الاتحاد السوداني قاعدة (من سعى إلى نقض ما تم على يديه فسعيه مردود عليه). * نقضت كاس ما ذكره معتصم عبد السلام عن عدم اعتماد العقد بواسطة لجنتهم، وذكرت أن الفقرة الثانية من المادة 42 باللائحة المحلية تنطبق على العقود الإضافية والخاصة التي لا يتم توقيعها على النموذج الصادر من الاتحاد، خلافاً لعقد المريخ مع تيري. * الحديث نفسه ينطبق على العقد الذي وقعه عماد الصيني مع المريخ، لأنه تم على النموذج الذي أعده الاتحاد ووضع خاتمه عليه. * لم تفلح كل الدعاوى التي رددها تيري وفاركو في إنقاذهما من العقوبة الصارمة، والحال نفسه سينطبق على الهلال والصيني، لجهة أن موقف النادي المصري ولاعبه سيف تيري كان أفضل من موقف الهلال والصيني، لأنه حصل على موافقة الاتحاد السوداني على إرسال البطاقة الدولية للاعب، ومع ذلك نال خبطةً قويةً على رأسه مع تيري؛ الذي سخرت كاس ضمنياً من مزاعمه المتعلقة بعدم شرعية عقده مع المريخ! * قالت له ببساطة كيف توقع عقداً للاحتراف وتتقاضى بموجبه 250 الف دولار ثم تتحدث عن أنه غير ملزم لك، ثم تنتهكه وتوقع غيره؟ * منطق بسيط وحجة قوية، ستواجه الهلال والصيني في محكمة كاس؛ حال وصول القضية إليها، إذ لم ينفع الهلال وقتها حديثه المعيب عن تعرضه للخداع من قبل اللاعب وعدم معرفته بوجود عقد سارٍ للصيني مع المريخ! * لو التزم جانب القانون وخاطب نادي المريخ كتابةً لإخطاره برغبته في (التفاوض) مع الصيني لعلم منه أن اللاعب متعاقد وأن عقده سارٍ وملزم، ولما تورط في كارثة تحريض لاعب محترف على انتهاك العقد. * قضيتان متشابهتان ومصيرهما واحد، حال التزام الاتحاد السوداني بالقانون واحترامه للقرارات الصادرة من أكثر محكمة تحكيم رياضي في العالم أجمع. آخر الحقائق * نتوقع من الدكتور معتصم جعفر أن يوجه مجلسه بسرعة تكوين غرفة فض النزاعات المنصوص عليها في لائحة أوضاع اللاعبين باتحاده. * ونتوقع منه أن يوجه اللجنة القانونية بمراجعة التضارب المُخل بين لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين بالاتحاد السوداني ولائحة الفيفا. * هناك مواد ملزمة على المستوى الوطني ينبغي على الاتحاد السوداني أن يوردها كما هي من دون أي تعديل في اللائحة الوطنية. * من ضمنها المادتين 17 و18 بتفرعاتها من لائحة الفيفا. * نتوقع من اتحاد معتصم أن لا يتبع مسار اتحاد شداد ولا يقلده في ازدرائه للقرارات الصادرة من كاس. * الاتحادات المحترمة لا تتجاهل القرارات الصادرة من المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الفيفا وكاس. * وجه الفيفا الاتحاد السوداني بعدم التدخل في شئون الأعضاء، وألزمه بعدم تكوين لجان التطبيع، ومع ذلك استمر الاتحاد في تكوين تلك اللجان، ليعزز بها بدعة خالف بها اتحاد شداد النظام الأساسي للاتحاد السوداني عشرات المرات. * سيحصل المريخ على 775 ألف دولار من تيري وفاركو، وستصل مطالبته للهلال والصيني مائة مليار جنيه (بالقديم)! * ردد فاركو نفس الكلام الفارغ الذي صدر من معتصم عبد السلام في جلسة السماع الخاصة بالقضية. * ذلك يعني وجود تنسيق تام بين الاتحاد السوداني والنادي المصري. * سقطة تاريخية أن يقف الاتحاد السوداني مع ناد أجنبي ضد ناد سوداني، وأن يساعد الأجنبي على انتزاع أفضل مهاجم مريخي.. وكأن المريخ ناد إسرائيلي! * فضيحة ستبقى للتاريخ. * آخر خبر: لن ينجو الهلال من العقوبة وسيكون مصير الصيني نفس مصير تيري.