يس علي يس أكتر من عادي..!! في العادة أدرك أن الفوارق شاسعة بين الهلال وأندية شرق ووسط أفريقيا، لذلك لا أحفل كثيراً بالنتائج التي يحققها الهلال في مواجهة أنديتها، مهما كانت كبيرة، لمصلحة الهلال، ولكن ما يدهشني هو أن يسقط الهلال في فخ التعادل مثلاً، أو يتقبل الهزيمة، فلك يعني أن هنالك خلل ما في مكان ما، أو أن نيزك في طريقه إلى الأرض، فتلك الأندية حصد منها المريخ "بي حالتو دي" الكأس أكثر من مرة، وهذا المريخ مازال يلهث لتقليص الفارق الشاسع بينه والهلال في الدوري الممتاز، لذلك من حقي "كهلالابي وكدة" أن لا أحفل بالتعادل الذي ظفر به الشباب التنزاني أمس أمام الهلال، لأنه الهلال وكفى..!! كان من الممكن للأزرق أن يظفر بفوز كبير خارج الديار، وأن يعيد الكنغولي أبينغي مدرب الأزرق ذكيات المدرب الداهية ميشو، الذي أدخل ثقافة الفوز خارج الأرض عندما بدأها أمام الاتحاد الليبي وتمكن محمد أحمد بشير "بشة" كابتن الهلال وهدافه من حسم تلك المواجهة بليبيا وبعدها لم يعد في عرف الهلال ما يعرف بالخوج بنتيجة إيججابية خارج الأرض إلا الفوز فقط، وأدخل الهلال الكبير تلك الثقافة وانتقلت عدواها إلى الأندية " الأقل نمواً" وعلى رأسها فريق "حاكو حاكو" المعروف للجميع ..!! في مباراة الملعب المالي بباماكو والتي خسرها الهلال بثنائية كان الصربي الداهية يربط ليله بنهاره، يدرس الخصوم، ولا تجده إلا وهو في حالة استغراق تام، لأنه يفكر دائماً في التغلب على خصومه، ويعرف أفريقيا واللاعب الأفريقي، لذلك تجده ينقل خبراته باستمرار للاعبين، ويزرع فيهم الثقة، ويمنحهم الدافع للانتصار بغض النظر عن المكان والزمان، ولعل الهلال يحفظ له زراعة الثقافة هذه في الكرة السودانية عموماً واعتمادها على الانتصار داخل الأرض فقط، والتخندق خارجها بحثاً عن التعادل أو الخسارة بهدف وحيد..!! فلوران أبيينغي نجح أمس في شوط المدربين، واستطاع أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه في شوط اللعب الاول، بالعودة إلى التعادل، ووضع في جيبه هدفاً اعتبارياً يمكن له أن يخدمه في لقاء الإياب بالخرطوم، وهو ما يقودنا إلى حتمية أننا سنواجه خصماً ليس لديه ما يخسره في الخرطوم، وانه يتعلق بالفرصة الأخيرة وصولاً إلى المجموعات، وبالتالي سنواجه الشباب جريحاً، وسيحاول مدرب الهلال الأسبق نصر الدين النابي أن يحافظ على كبريائه أمام جماهير الهلال بإحراج الأزرق في المواجهة، ولكن الهلال لها،ولاعبيه على قدر التحدي..!! أجمل ما في مباراة الأمس أن الغربال عاد للتسجيل من جديد، واستعاد ذاكرته القديمة، ولم يكن ذلك وليد الصدفة أبداً، ولكن لأن فلوران أعفى الغربال من مهمة الصناعة والتوهان خارج منطقة الجزاء بحثاً عن الكرة، ووفر عليه هذا العناء ليضعه متاحا في انتظا أباع الفرص وتحويلها إل هدف، ولو استم الوضع على هذا المنوال فإن الغربال سيسجل هدفاً أو هدفين في كل مباراة، وسيتوج هدافاً للبطولة رغم أنف المتربصين..!! الغربال لي أي زول..!! وبالمقابل خسر هلال الساحل أمام بيراميدز المصري بعد مباراة قدم فيها البحارة مدوداً كبيراً، وتنتظره مواجهة أخرى على ذات الملعب، نأمل خلالها أن ينجح الساحلي في قلب الطاولة، وتحقيق الانتصار..!! الخسارة بهدفين يصعب تعويضها، ولكننا نحتفظ بالأمل في الحصول على نتيجة تحفظ ماء وجه هلال الساحل الرائع..!! ليس بالإمكان أفضل مما كان..!! وموعدنا الإياب، في ليبيا والجوهرة والقاهرة..!! اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً…!! أقم صلاتك تستقم حياتك..!! صلّ قبل أن يصلى عليك..!! ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!
