إيهاب صالح الصفوة تبتهج ب (الأمير) وتودع (العقرب) ! * بدأت سماء المريخ تضيئ وتجمعت غيومه وأمطرت لؤلؤاً برازيلياً ابتداءاً بصانع الألعاب ماتيوس كوتيلو اليساري المهاري الذي تابعنا عدة لقطات من مهاراته واهدافه واقتباسات مصورة من فيديوهات مبارياته مع ناديه فيلانوفا البرازيلي ، بالطبع لا يمكن ان يحكم النادي على لاعب بالفيديوهات فالطبيعي ان يكون هناك كشافين معينين يتابعون اللاعبين ومستوياتهم واداءهم بدقة وهو ما لا يتأتى للمريخ ولا للاندية في السودان والتي تعتمد اما على المدرب في انتقاء محترفيها او السماسرة الذين ينشطون في مواسم التسجيلات ودائما ما يورطون الاندية في صفقات مشبوهة او مضروبة او معطوبة تعود عليهم وبالاً بالشكاوى ان ابعدوهم بدون مخالصات او بسحب الاموال بلا مردود ان اضطروا لابقائهم في الكشوفات الى حين انتهاء المدة ، لذلك كان يجب ان يرتفع تيرمومتر الحذر الى اعلى درجاته ويضرب النادي اخماساً في اسداساً قبل ان يستجلب ويوقع ويدفع ويراهن ، الفيديوهات ومشاهدة لقطات للنجوم المحترفين تمنح الجماهير اشارات وتجعلهم يشاهدون لمحات من الوافدين الجدد طريقة الاستلام والتمرير والتسديد والتهديف ولعب الضربات الثابتة والعكسيات والبنية الجسمانية وغيرها . * وصل ماتيوس ذو التسعة وعشرين عاماً فجراً وأجرى الكشف الطبي تمهيداً للتعاقد مع نادي المريخ بترشيح مباشر من المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو الذي سيتحمل نتائج الاختيار لاحقاً بعد ان سلمه مجلس المريخ الملف بكامل الأريحية وبدون تحديد لسقف الطموحات وان كانت رسالة عدم الشطح واجبة مهما كان الاختلاف ما بين سقف حازم المحدد وسقف اب جيبين المفتوح وهو الذي لا يبخل ولا يمسك ولكن بالطبع لا يمكن ان يصل به الحال وسط كل هذه المشاكل لدفع مبالغ خرافية او كارثية في وقت ضيق كهذا ووسط ظروف انعدام الفرص للاختبارات او حتى الاختيارات من واقع الفرصة المحدودة للمريخ في قيد اللاعبين وارسالهم مع زملائهم للمعسكر الاعدادي الذي يصب مباشرةً في اولى مباريات المريخ بالابطال الافريقية ، آمنت الجماهير الحمراء ان هذا هو المخرج الوحيد ، الانتظار لاكتمال عقد البرازيليين ومحاولات ايجاد وتجهيز البديل في حال حدوث أي طارئ ، وتبتهل القاعدة الجماهيرية الحمراء ان يكتمل كل ذلك في وقته المتاح وتتم التعاقدات والاضافات وتبتهل اكثر ان تكون المستويات اعلى مما سبق وفي صالح المريخ الذي يقارع اقوى اندية افريقيا في مجموعته النارية . * في الوقت الذي استقبل المريخ فيه النجم البرازيلي صانع الالعاب ماتيوس وبث شيئاً من التعامل المتميز مع قائد فريقه امير كمال وبقيادة الرئيس ايمن اب جيبين الذي اعاده لكشوفات الفريق معدداً محاسن ما قام به امير من رضوخ لحاجة الفريق بعد اصابته السابقة واخلاء خانته بكل الرضا للاستفادة منها ومن ثم عودته ليواصل قيادة زملائه في الفترة المقبلة ، وامير لا زال لديه ما يقدمه للفريق وهو لاعب ملتزم وقائد حقيقي كان لابد من تواجده هذه الفترة والحديث عن امير فنياً بالتاكيد سيقيمه المدرب وستقيمه جاهزية اللاعب للعودة للتشكيلة لكن تواجده حتى من ناحية القيادة للاعبين مطلوب قبيل المغادرة لمعسكر مصر ومن ثم مباراة تونس ، بينما اعلن النادي كل الحزن رحيل نجم الهجوم بكري المدينة واخلاء خانته بعد شد وجذب كان لبكري الاثر الكبير فيه بتعنت غريب واختلاق مشكلة من العدم ولم يراع بكري الحال الذي كان عليه مؤخراً وتوقفه المتواصل ومطالبته التي اتت بلا سند ولا اثبات ورفضه كل محاولات العودة بالرغم من توقفه الطويل عن اللعب ، مارس مجلس المريخ سياسة الحزم التي يطالب بها الصفوة وفي نفس الوقت كان القرار حزيناً بعض الشيئ من واقع التاريخ المشرف والكبير لبكري في المريخ وهو المهاجم الهداف المرعب الذي مزق شباك الاندية التي قابلها المريخ افريقياً وعربياً ومحلياً وستبقى اهدافه خالدة تدل على زهاء فترته ونضارة وعنفوان لدغاته لخصوم المريخ وكل ما بذله من جهد وعرق لأجل الزعيم ، شكراً بكري المدينة شكراً يا عقرب شكراً يا ابن ديم المشايخة الجميلة وان خلت خانتك في المريخ فان مكانك يظل في القلب والخاطر والتاريخ . * ما أجمل ان يقف رئيس النادي اب جيبين بنفسه في عودة القائد امير كمال وهذه وحدها تمثل رسالة انضباطية سلوكية للاعبي المريخ ان من يقدم السبت يجد الاحد ومن يجعل نفسه في خدمة الزعيم وحاجته لا يجد الا كل الرضا والوفاء والتقدير ، وموقف الرئيس ايمن المبارك الشديد والحاسم بالنسبة للاعبين عماد الصيني وبكري المدينة يمثل بقية الرسالة ذاتها ، وليكن بداية عهد احترافي للاعبين ان قدروا انفسهم والنادي الذي يحتويهم . * المريخ يجتهد لاستقدام محترفين وتأهيل لاعبيه المصابين وتنظيم صفوفه بينما يتساقط ابرز نجومه في المنتخب الوطني بالاصابات ( كالعادة ) . * الحديث عن شطب النجم ضياء الدين والسماني الصاوي حديث مضحك ، منذ متى يتم شطب النجوم الاساسايين عند انخفاض مستوياتهم او ابتعادهم بسبب اصابة او مشكلة ما ؟ السماني الصاوي المتسبب في اربعة اهداف للمريخ في مجموعات ابطال افريقيا العام الماضي من اجمالي خمسة اهداف احرزها المريخ في المجموعات ، السماني الذي يجيد التسديد والتمرير بمهارة وصاحب الامكانيات الكبيرة يجب ان يعود وبقوة ، هي رسالة للسيد ايمن المبارك ان يتابع موضوع اللاعب ونجده في مقدمة المغادرين لمعسكر مصر بمشيئة الله . آخر التداعيات * أهم لاعب يحتاجه المريخ في هذه الفترة هو المهاجم الهداف والأهم منه بمراحل لاعب الطرف الأيمن ، وهو الخبر الذي ننتظره بلهفة !
