د . مزمل أبو القاسم طفرة فنية وعقم هجومي * لا نستطيع أن نلوم البرازيلي ريكاردو على التعادل الذي خرج به المريخ أمس، إلا في جزئية محددة، تتعلق بعيب قديم فيه، يتعلق بعدم قدرته على إدارة المدربين بالكفاءة المطلوبة، وتلكؤه في إنعاش فريقه بالتبديلات، كما حدث في مباراة الترجي، ومثلما حدث في لقاء الأمس. * ريكاردو لا يستبدل أياً من لاعبيه ولا يلجأ إلى دكته إلا بعد الدقيقة 75.. بغض النظر عن النتيجة، وعن أداء لاعبيه. * أمس وضح لكل متابعي المباراة أن خط هجوم المريخ المكون من البرازيلي باولو سيرجيو والواعد الجزولي نوح لن يستطيع التسجيل، وأن فرصة الفرقة الحمراء في تحريك النتيجة مرتبطة بنجاح أحد لاعبي خط الوسط في التسجيل، وذاك ما كاد يدركه رمضان عجب في خواتيم المباراة. * كثيرون (ونحن منهم) لاموا المدرب البرازيلي على عدم إشراكه الجزولي في وقت أكبر خلال مباراة الترجي، وفي لقاء الأمس دفع به ريكاردو منذ البداية، لكنه خذله خذلاناً مبيناً وكان في أسوأ حالاته، أما البرازيلي باولو سيرجيو فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد في إخفاقه، وقد زاد عليه هذه المرة إهداره فرصةً في مواجهة المرمى المفتوح من عكسية مازن المتقنة في الحصة الأولى للقاء. * صوت اللوم الوحيد الذي يمكن توجيهه لريكاردو في مباراة الزمالك يتعلق بعدم منحه فرصة المشاركة للكنغولي إريك كيمبالي، حتى بعد أن وضح سوء أداء الجزولي وعجز البرازيلي باولو سيرجيو عن التسجيل، ولو فعل وأشرك الكنغولي الكنغولي في إضافة جديد مفيد للفريق في خط المقدمة الأحمر (لعداهو العيب) تماماً. * في المجمل كان المريخ جيداً في لقاء الأمس، بل كان أفضل من الزمالك والأقرب للفوز، ما عدا أجزاء بسيطة من الحصة الثانية، عندما أفلح البرتغالي فيريرا مدرب الزمالك في تنشيط جبهته اليمنى بإدخال عمر جابر بجانب أحمد سيد زيزو، قبل أن يفطن ريكو لتلك الثغرة ويقفلها بإدخال رمضان للعب أمام مازن محمدين. * إحصائيات المباراة تؤكد أفضلية المريخ على الزمالك في كل شيء. * مالت نسبة السيطرة على الكرة للفرقة الحمراء، وسجلت 54 % للمريخ مقابل 46 % للزمالك.. كذلك تفوق المريخ بالعدد الكلي للتسديدات بواحد وعشرين تسديدة مقابل 13 للزمالك. * اللافت أكثر في إحصائيات المباراة تفوق المريخ في عدد التمريرات على الزمالك، حيث نقل الكرة 388 مرة وكانت الصحيحة منها 301، بنسبة دقة تفوق 77 % ، بينما بلغ عدد تمريرات الزمالك 325 وكانت الصحيحة منها 229، بنسبة دقة سبعين في المائة، وذلك ملمح جديد غاب عن أداء المريخ أمام فرق الشمال الإفريقي لسنوات طويلة. * وغاب عنه حتى في مباراتي الدور الأول أمام الأهلي الليبي. * حدثت الطفرة في ما يتصل بالقدرة على تناقل الكرات بطريقة صحيح بتوليفة ضمت أربعة لاعبين أساسين لم يكملوا شهراً مع الزعيم، وبفريق يلعب خارج بلاده، وفي أجواء غير معتادة لدى لاعبيه بسبب خروج إستاد المريخ عن دائرة الخدمة منذ سنوات. * محصلة مباراتي المريخ أمام الترجي والزمالك قد لا تكون مرضيةً لجماهيره من ناحية النقاط، لكنها أكثر من معقولة بمقاييس الأداء والظروف التي عاشها نادي المريخ على مدار أكثر من خمس سنوات، عانى فيها النادي دماراً يصعب وصفه، ويستحيل جبره في شهور معدودة. * وكما يقولون (العافية درجات). * لم يحصد المريخ الفوز الذي كان يصبو إليه، لكنه أثبت أنه يتحسن، ويتطور وأنه بدأ في التعافي بحمد الله. * مطلوب من مجلس الإدارة الجديد أن يواصل جهده الكبير وسعيه المحمود لتقوية الفريق في فترات الانتقالات المقبلة، سيما في خط المقدمة بأدائه الهزيل، وأرقامه التهديفية المتواضعة حتى على المستوى المحلي، حيث اقتصر عدد أهداف المريخ في 17 مباراة دورية على 27 هدفاً فحسب، وتلك محصلة متواضعة نجزم أنها لم يتحدث للمريخ منذ وقت طويل. * الأرقام التهديفية تدل على أن المريخ الحالي فريق منزوع الأنياب. * قبل العناية بخط المقدمة (الصايم عن التهديف) نتوقع من المجلس أن يهتم بالملف الأهم الذي نغص منام كل المريخاب، ويتعلق بإستاد الزعيم الذي يحتاج عملاً ضخماً وسريعاً ومتقناً، كي يعود سيرته الأولى، ويعود المريخ فيه مارداً لا يشق به غبار. * تذكروا أن النسخة المقبلة من دوري الأبطال ستنطلق بعد أقل من نصف عام من الآن! آخر الحقائق * على الجزولي نوح أن يراجع نفسه ويجتهد لتحسين أدائه ويتخلى عن الأنانية القبيحة التي تشوب أداءه. * الملمح الأوفر سلبيةً في أدائه بالأمس أن الجزولي كان سيئاً حتى من الناحية البدنية، علاوةً على الدروشة الشديدة التي تعامل بها مع الكرات التي وصلته داخل منطقة جزاء الزمالك. * أما باولو سيرجيو فنطالب ريكاردو أن يعفينا من عناء مشاهدته في اللقاء المقبل أمام شباب بلوزداد. * لاعب بطيء، متواضع المهارات، ضعيف التركيز أمام المرمى، وحساسيته التهديفية صفرية. * حتى التاج يعقوب ظهر مهتزاً في لقاء الأمس، وأكثر من التمريرات الخاطئة. * نجومية المباراة احتكرها نجم المحور البرازيلي سيرجيو روفائيل والكولومبي برايان مع صِمَام أمن الدفاع الأحمر مصطفى كرشوم ولاعب الطرف الأيمن أليكس دا سيلفا. * نتمنى مشاهدة الكنغولي إريك كيمبالي في المباراة المقبلة أمام بلوزداد.. لعل وعسى! * على لاعبي المريخ أن يخوضوا لقاءاتهم المقبلة بجرأة وشجاعة لأنهم لا يمتلكون ما يخشون فقدانه. * عليهم أن يلعبوا بطريقة (يا غِرق يا جيت حازمها). * أمس استيقظ مسئولو الزمالك من أحلام اليقظة التي صورت لهم أنهم يستطيعون حصد ست نقاط من المريخ. * التعافي لا يتم بين يوم وليلة. * آخر خبر: التخلص من آثار حقبة الدمار الشامل يحتاج وقتاً والمريخ يتطور مافي ذلك شك.
