د. مزمل ابوالقاسم قبل أن يعود من حيث أتى !! * نتفق مع من يرون أن البرازيلي ريكاردو لم يحسن إدارة جزيئيات مهمة في مباريات المريخ الأخيرة في مرحلة دور المجموعات لدوري الأبطال، لكن إسناد كل إخفاقات الفريق للمدرب وحده أمر لا يقبله عقل ولا يسنده منطق . * كما إن معالجة كل مشاكل الفريق بطرد المدرب والتعاقد مع غيره عقب كل إخفاق سلوك غير سوي، يشبه النهج الذي كان يستخدمه بعض الأطباء قديماً، عندما كانوا يصرفون حبوب ( السلفا ) لكل المرضى، بغض النظر عن هوية المرض ! * النظر لمحصلة المريخ النهائية من مشاركته الحالية لا يمكن أن يتم من دون اصطحاب عوامل مؤثرة، وظروف محددة كان لها تأثير مباشرة على المشاركة، فالمريخ الفريق الوحيد من بين فرق المجموعة الرابعة الذي ظل متجولاً ليلعب كل مرحلة في دولة، حيث أدى مباراة التمهيدي في بحر دار الإثيوبية، ومباراة الدور الأول في الأبيض ) ومباريات دور المجموعات الثلاث في بنغازي الليبية، وهو الوحيد في مجموعته الذي لعب خارج بلاده وبعيداً عن أنصاره، أي أنه افتقر إلى ميزة أساسية توافرت لمنافسيه الثلاثة في المجموعة ( الأرض والجمهور ) . * المريخ افتقر إلى الاستقرار الإداري والفني لسنوات خلت دوناً عن منافسيه الثلاثة، وقد دخل المرحلة الحالية مصنفاً في المستوى الرابع عند الكاف، وعندما ظهرت نتيجة القرعة خشي عليه كثيرون من التعرض لهزائم ثقيلة سيما وأن اثنين من منافسيه ( الترجي وبلوزداد ) يعيشان أوقاتاً ذهبية بهيمنة تامة على المسابقات المحلية ووفرة في النجوم المتميزين وجهازين فنيين متميزين ومستقرين . * المدرب ريكاردو نفسه حديث عهد بالفريق، إذ تولى المهمة قبل انطلاقة مرحلة دور المجموعات بفترة وجيزة، ووجد نفسه مطالباً بضم لاعبين جدد وإشراكهم إفريقياً قبل أن يظهروا مع الفريق في أي مباراة الى المستوى المحلي . * من الإنصاف أن نذكر إيجابياته أولاً، ومنها تجويده للناحية الدفاعية، حيث ظهر الفريق منضبطاً ومتماسكاً في شقه الدفاعي، ولم تهتز شباكه سوى ثلاث مرات فقط ( منها هدفان أمام الترجي بخطئين فرديين من الحارس محمد مصطفى والمدافع حمزة داؤود ) . * مع ريكاردو ارتفعت قدرة المريخ على مجاراة خصومه بدنياً، كما تحسنت قدرته على نقل الكرة ومرحلتها بالأرض، وقد ظهر التحسن في ارتفاع عدد تمريرات الفريق إلى أكثر من أربعمائة تمريرة في كل مباراة ( 427 تمريرة أمام الترجي ) ، مع ارتفاع ملموس في نسبة السيطرة على الكرة، وتشير الإحصائيات إلى أن المريخ نال نسبة 48% مقابل 52% الترجي في المباراة الأخيرة . * في المقابل لن نظلم ريكاردو إذا رصدنا سلبياته وأخذنا عليه إهماله التام للاعبين متميزين ( التكت ووجدي وفاتاو وكيمبالي والسماني وجوزيف قونقا مثالاً ) ، علاوةً على سوء اختياراته للاعبين الأجانب ( بالتحديد ماتزينهو البطيء وباولو سيرجيو الطاعن في السن ) ، وتمسكه باستمرارهم في الملعب حتى عندما يكونون في غاية السوء . * إصرار ريكاردو على التعاقد مع أربعة لاعبين من البرازيل وحدها كان أمراً غريباً لوجود خيارات مفتوحة وأقل كلفة من الناحية المادية للأجانب من دول عديدة، وبوجود خيارات أخرى لمحترفين أفارقة قدمها له المجلس نفسه، وقد دفع ريكاردو ثمن تلك الخطوة اتهاماً مبرراً بموالاة مواطنيه على حساب لاعبين مميزين في الفريق . * ريكاردو نفسه لن يستطيع أن يدافع عن نفسه بنهج مقنع في مواجهة دمغه بالانحياز لبني جلدته، لأنه ظل يشركهم بغض النظر عن جاهزيتهم الفنية والبدنية ويرفض استبدالهم حتى ولو انخفض مردودهم ( كما حدث لماتزينهو وباولو سيرجيو في المباراتين الأخيرتين ) . * أكبر نقاط ضعف ريكاردو تتمثل في تركيزه على مجموعة محدودة من اللاعبين وإهماله للبقية، علاوةً على تأخره المزعج في إجراء التبديلات وفشله في إنعاش فريقه في شوط المدربين، ومن ينظر للتبديلين المتأخرين اللذين أجراهما في مباراة الترجي الثانية سيتوهم للحظة أن المريخ كان متقدماً على خصمه وأن مدربه كان يستهدف استهلاك الوقت للمحافظة على الفوز ! * كان المريخ متأخراً بهدف وعاجزاً عن تشكيل أي خطورة على مرمى الترجي ومع ذلك لم يتحرك ريكاردو لإنعاشه إلا بتبديل وحيد تم في الدقيقة ( 66 ) بدخول التش في مكان مازن محمدين، مع تحويل بخيت خميس إلى ظهير أيسر، وبعدها ظل متجمداً على الخط ولم يجرِ أي تبديل جديد إلا عندما شارفت المباراة على نهايتها بإدخال عمار طيفور في مكان الجزولي نوح، ورمضان في مكان برايان مع عدم الاستفادة من تبديلين آخرين .. (رمضان شارك قبل دقيقتين فقط من نهاية الزمن الرسمي للمباراة ) .. فهل هو ساحر كي يقلب النتيجة دقيقتين؟ * مع ذلك نرفض إقالة ريكاردو، ونطالب بمنحه وقتاً كافياً كي يعالج مشاكله ويراجع أخطاءه ويحسن نهجه في إدارة المباريات .. لعل وعسى ! آخر الحقائق * عليه أن يراجع نفسه ويحسن مردوده ويكف عن موالاة مواطنيه . * وعليه أن يكف عن استهلاك عدد محدود من اللاعبين بوجود نجوم متميزين لم يمنح نفسه ولم يمنحهم أي فرصة لإثبات وجودهم . * ترك ريكاردو اثنين من اللاعبين المتخصصين في خانة الارتكاز بالخرطوم (ضياء وسليمان زكريا ) وأعاد إليهما الثالث (محمد الرشيد ) ، ثم أشرك المدافع بخيت خميس في الارتكاز أمام الترجي . * ترك اسكندر في الخرطوم ثم شكا من قلة عدد المهاجمين في دوري الأبطال ! * رفض منح الغاني فاتاو والجنوب سوداني جوزيف قونقا أي فرصة للمشاركة، وكان طبيعياً أن يتهم بتعمد إهمالهما لأنه لم يأت بهما ! * على مجلس المريخ عدم مجاراته في طلبه القاضي بخوض مباريات الدوري من دون الدوليين . * عليه أن يطلب التأجيل طالما أن اللائحة تمنحه ذلك الحق بغياب تسعة من الدوليين . * المريخ متخلف عن الهلال بنقطتين في الدوري ووضعه لا يحتمل أي عثرة جديدة . * غادر المريخ دوري الأبطال ولم يتبق له من موسمه الحالي سوى لقب الممتاز والمغامرة بفقدانه ليست مقبولة . * معظم من يريد ريكاردو إشراكهم في مباراتين دوريتين مهمتين تعرضوا لإهمال شديد منه حتى فقدوا حساسية المباريات التنافسية . * آخر خبر : عليه أن يصحح أخطاءه ويراجع نفسه ويوسع خياراته قبل أن يذهب من حيث أتى مع من أحضرهم من البرازيل ! .