عبدالعزيز المازري عضوية الهلال... العدالة أولًا **العضوية بالصف ولا بالقروبات والأصحاب؟** ملف العضوية في نادي الهلال ليس إجراءً إداريًا عابرًا، بل هو **بوابة العدالة، ومفتاح الشرعية، ونقطة البداية لأي عملية ديمقراطية حقيقية** داخل الكيان. لذلك، فإن ما حدث مؤخرًا لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، لأنه يطرح أسئلة أكبر من مجرد بيان. أصدر مجلس الإدارة بيانًا دعا فيه الجماهير لتجديد واكتساب العضوية، لكن **الخطأ الأول** – سواء كان مقصودًا أو نتيجة اجتهاد ضعيف – تمثّل في تجاهل واقع السودان الحالي؛ حيث إن غالبية العضوية خارج البلاد، نازحة أو بعيدة عن العاصمة، بل إن بعض أعضاء المجلس أنفسهم خارج السودان. فكيف يُطلب الحضور دون بدائل واضحة؟ البيان لم يُحدّد مكانًا عمليًا، ولا آلية بديلة، ولا خطة مرنة، فكان طبيعيًا أن تتجه الجماهير إلى ملعب النادي ومقر الهلال. **لكن الصدمة** أن أعضاء معروفين بالاسم والتاريخ حضروا أكثر من مرة ولم يجدوا أحدًا؛ لا مكتب عضوية، لا مسؤول، ولا حتى لافتة اعتذار. ثم جاءت المفارقة الأكبر... **ظهرت عضويات جديدة، وتجديدات، وإيصالات سداد عبر القروبات ووسائل التواصل**، بتاريخ اليوم نفسه، وكأن العضوية تُدار بالهاتف لا بالمكتب، وبالعلاقات لا بالإجراءات. وهنا يصبح السؤال مشروعًا: هل العضوية تُكتسب بالصف والانتظار؟ أم بالقروبات والأصحاب؟ إما أن تكون العضوية حقًا متاحًا للجميع بشفافية كاملة، أو لا تكون. أما أن يُغلق الباب أمام من حضر، ويُفتح الشباك لمن يعرف الطريق المختصر، فذلك ما لا يليق باسم الهلال ولا بتاريخه. نحن نقدّر مجلس الإدارة وندرك حجم التحديات، لكن **العبث بملف العضوية يخصم كثيرًا من رصيد أي مجلس**، لأنه ملف حساس لا يحتمل الغموض، ولا يجوز أن يُستغل لاستجلاب عضوية انتخابية، أو تفصيلها على مقاس أشخاص، أو إعادة تدوير أسماء عبر إيصالات "ميديا". لا يهمنا من يترشح؛ السوباط أو العليقي أو الكاردينال أو غيرهم. **ما يهمنا هو الطريق، لا الواصل**. الهلال ليس حكرًا على أحد، وليس جسرًا لعودة أحد عبر عضوية مُسيّسة. الهلال أكبر من الخلافات، وأكبر من محترفي الاستقطاب الذين يقتاتون على إشعال النيران من تحت الطاولة. وإن كان هناك خلاف، فليُحل بالعقل والحكمة، لا بالتحريض والهمس. **تعالوا بالباب... فالهلال بيت الجميع، ولا يُدار بالشبهات.** **إضافة ضرورية:** في ظل ظروف السودان الحالية، يصبح من غير المنطقي حصر تجديد العضوية في الحضور الشخصي. التجديد يمكن – ويجب – أن يكون إلكترونيًا، كحل عادل ومرن يضمن مشاركة أوسع، بينما يظل اكتساب العضوية الجديدة بالحضور حفاظًا على الضبط. وإذا كانت الانتخابات نفسها مهددة بضعف الحضور، فإن تجاهل البدائل الإلكترونية لا يخدم الهلال ولا عدالة المنافسة. **كلمات حرة:** * العضوية عنوان العدالة... وأي خلل فيها ينسف الثقة من الأساس. * الشفافية لا تُضعف المجالس، بل **تحميها من الشكوك**. * الهلال لا يخاف من الصندوق، بل من الطريق الملتوي إليه. * الإيصال الذي لا يعرفه الجميع... مشكلة لا إنجاز. * الصف الطويل أكرم من القروب المغلق. **كلمة حرة أخيرة:** المرونة لا تعني الفوضى، والقوة لا تعني الإقصاء، والهلال لا يُدار بالأصدقاء... بل **بالعدل والوضوح**.