*وعده بضمان نزاهة الانتخابات.. *وقال إننا لا يمكن أن نتقرب إلى الله بالتزوير… ولا يمكن أن نكذب على الناس.. *وهذا كلام جميل ؛ وليته (يتنزل)…. ثم (ينداح).. *فلا يتقرب مسؤول إلى الله… بأي شيء يغضب الله… باسم شعارات دين الله.. *فالنظام كلٌّ متكامل… وما يفعله البعض محسوب على الكل.. *وإن سكت الكل على فساد البعض – مثلاً – وُصم الكل هذا بفساد (بعضه).. *وُصم به أمام الله… والملائكة… والناس أجمعين.. *وما ذاك إلا لسبب بسيط… بيد أنه عظيم ؛ وهو أن المفسدين لا يختارون أنفسهم.. *وإن اُبعدوا ليس بمقدورهم التمنُّع عن الإبعاد.. *وكذلك الذين يكذبون منهم ؛ وفي ظنهم أنهم إنما يتقربون بذلك إلى الله… ربما.. *والمرجعية التي يستأنسون بها (إن الحرب خدعة).. *ولكن هل الشعب عدو في ساحة حرب فيضحى الكذب عليه – من ثم – حلالاً؟!.. *المهم إن الرئيس وعد بضمان نزاهة الانتخابات.. *وربط هذا الوعد بالسماء ليصير وعداً لله قبل أن يكون للشعب… أو قوى المعارضة.. *وهو وعد مطمئن بما أن الله سيكون عليه رقيبا.. *ورقابة الله أهم من رقابة رقباء صناديق الاقتراع… وإن (باتت) لليالٍ ثلاث.. *ولكن من يقنع المنافسين ؟…سيما المنشقين عن الوطني؟!.. *فهؤلاء يرددون بلسان الحال (دافننو سوا)… و(أبو القدح يعرف أين يعض رفيقه).. *وكاتب هذه السطور يذكر عبارة قالها الترابي يوماً.. *قال (أيما انتخابات جرت في هذا العهد شابها التزوير)… وكان ذلك بعد المفاصلة.. *ولكن وعد البشير ينبي بعهد جديد… إن صدق كلام الترابي.. *فإن قال لك أحدهم (أُشهد) الله فقد (أَشهد) على نفسه الله وصار الله عليه (شهيدا).. *وهو قول عظيم ؛ ترتجف له الجبال… وتضطرب البحار.. *والبشير يعي ذلك تماماً ولاشك… وكذلك (إخوانه) الذين انسلخوا من حزبه.. *سواء جماعة غازي… أو جماعة المؤتمر الشعبي.. *ورغم ذلك نقول : ماذا يضير الوطني إن تنازل عن يومين من أيام التصويت؟!.. *فليكن يوماً واحداً حتى تطمئن قلوب هؤلاء.. *والتحجج ببعد المسافات يبدو مضحكاً مع قدرة الوطني على أن (يطوي المسافات).. *فإن لم يقبل بذلك فلا يفرض على الآخرين القبول بالوعد.. *وأعني الوعد الرئاسي بعدم (التقرب إلى الله بالتزوير)… أو (الكذب على الناس).. *فما في الضمائر يعلمه الله… والناس عليها بالظاهر.. *وأغلب الظن أن المؤتمر الوطني سوف (يمشيِّ كلمته) عبر أكثريته البرلمانية.. *وربما (يمشيِّ) الآخرون كلمتهم أيضاً… وينسحبون.. *وفي هذه الحالة لا داعي للانتخابات أصلاً… سيما إن كان الانسحاب جماعياً.. *وذلك توفيراً لمالٍ البلاد أولى به… في ظروفها هذه..