رباعية تاريخية في شباك المريخ.. الهلال يتوج بطلاً لدوري النخبة السوداني    ريال مدريد وأندية أخرى تطالب "فيفا" بمونديال للأندية كل عامين    الهلال يذلّ المريخ ويحسم اللقب    بأمر من ترامب.. أميركا تنسحب من منظمة اليونسكو    "المشتركة" تثير الرعب وسط المدنيين وترفض مغادرة الخرطوم وبورتسودان    السودان: من الفشل البنيوي إلى الوصاية الدولية -عار النخب ودرس السيادة المهدورة    اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: تساوت (الكتوف) وقل (المعروف)    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    الخلية الأمنية بسنار تُحبط محاولة تهريب أسلحة وتفكك شبكة إجرامية    نتنياهو: حرب غزة لن تتوقف    السودان..الجيش يكشف تفاصيل مثيرة في معركة ال3 ساعات    مناوي يهنئ القوات المسلحة وأبطال الفاشر على "الانتصار العظيم" ضد مليشيا الجنجويد    لا أحد يستطيع أن يلومنا على كراهية آل دقلو..!    علم الدين هاشم يكتب" قبل القمة.. حسبة معقدة ولائحة مفقودة!    ترمب يلوّح بتوجيه ضربة جديدة إلى منشآت إيران النووية "إذا لزم الأمر"    تنويه مهمّ لسكان الخرطوم    الطاهر ساتي يكتب: أكثر إفصاحاً ..!!    المريخ والهلال وجها لوجه في لقاء حسم اللقب    هلال اللهب والغضب… الديربي ما فيهو لعب، انتصار وذهب!    مواجهة قمة تاريخية في ختام النسخة 28 من الدوري السوداني الممتاز بملعب الدامر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (السوداني دا)    "لموت مستدام".. طرح تابوت قابل للتحلل خلال 45 يوما (صور)    كلام كميل يمحوه جبريل    انهيار تاريخي للجنيه السوداني وارتفاع جنوني للأسعار    المريخ يتلقى ضربة موجعة ويفقد خدمات مايسترو الوسط في مباراة القمة    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    حظر خدمة الإتصال الصوتي والمرئي ل "واتساب" تثير جدلاً في السودان    شاهد بالصور.. "يفرهد بكرة بستاني النضير".. السلطانة هدى عربي تواصل خطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة ساحرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تقتحم حفل الفنان أحمد فتح الله بالقاهرة وتنهار بالبكاء والبندول يتعاطف ويتفاعل معها ويقبل يدها    الكشف عن بشرى سارة في منطقة الصالحة    السودان.. تقرير يكشف عن تحديات بشأن سوق أمدرمان    د.ابراهيم الصديق علي يكتب: *تقييد اتصال الواتساب: قضية أمن أم اتصالات؟*    شاهد بالصورة والفيديو.. ظهور "خواجات" بإحدى الطرق السفرية بالسودان في طريقهم إلى الخرطوم وساخرون: (الخواجات رجعوا وجنقو مصر لسه)    مصر تخصص قطاراً لنقل السودانيين العائدين طوعاً إلى أرض الوطن    قرار مثير في السودان بشأن تطبيق واتساب    شاهد بالفيديو.. الطفل الذي تعرض للإعتداء من الفنانة إنصاف مدني يظهر مع والده ويكشف حقيقة الواقعة وملكة الدلوكة ترد: (ما بتوروني جبر الخواطر ولا بتوروني الحنيه ولا منتظره زول يلفت نظري)    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    الإستخبارات الأوكرانية تستعد لمعركة في أفريقيا    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    لجنة أمن ولاية الخرطوم تؤكد دعمها للخطة التفصيلية لضبط الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم    بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى    المباحث الجنائية تضبط عربة بوكس تويوتا وسلاح ناري وتلقي القبض على المتهم    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    الأزرق… وين ضحكتك؟! و كيف روّضتك؟    عاجل..اندلاع حريق جديد في مصر    المباحث الجنائية المركزية ولاية الخرطوم تكشف غموض جريمة مقتل مواطن ونهب هاتفه بالحارة 60 وتوقف المتهم    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    ((مختار القلع يعطر أماسي الوطن بالدرر الغوالي)) – غنى للعودة وتحرير مدني وغنى لاحفاد مهيرة – الدوحة الوعد الآتي (كتب/ يعقوب حاج أدم)    أم درمان.. سيولة أمنية وحوادث عنف بواسطة عصابات    تدشين حملة التطعيم ضد الكوليرا بمحلية سنار    هبة المهندس مذيعة من زمن الندى صبر على الابتلاء وعزة في المحن    المباحث الجنائية بولاية الخرطوم تضبط متهمين إثنين يقودان دراجة نارية وبحوزتهما أسلحة نارية    بشرط واحد".. فوائد مذهلة للقهوة السوداء    بالفيديو.. شاهد لحظات قطع "الرحط" بين عريس سوداني وعروسته.. تعرف على تفاصيل العادة السودانية القديمة!!!    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم في حياة كاتب يرجو المعذرة
نشر في كوش نيوز يوم 04 - 03 - 2019

وفيلم عن (العالم عام مليون) والفيلم خيال علمي.. فيه المرأة التي بلغت العام الثلاثمائة من عمرها (وهي بعالم يومئذ صغيرة السن) تقول لصاحبها عند اقتراب موتها
: اشتهي يوماً إضافياً واحداً
.. و
والفيلم يرسم (الروح) عندهم.. والله والآخرة كيف هي عندهم ( والدين) عندهم
وفي الطريق.. الشاب يكتب على ظهر الركشة
: عطر فمك بالصلاة على النبي
وصورة جيفارا فوق الجملة المكتوبة والناس تصورهم لجيفارا (الذي كان نموذجاً فذاً للقسوة وشهوة القتل وعبادة الذات.. الجملة والصورة أشياء ترسم (الدين) عندنا)
وترسم ما وصل إليه الإعلام (في الغرب والشرق) وهو يعيد صياغة عقولنا
وكتاب في يدنا وفيه
: الشيخ الغزالي في الخمسينات يلقى شباباً من المغاربة في الحرم المكي.. ويسألهم.. ويفهم أنهم جاءوا (للاعتكاف) في الحرم النبوي
والشيخ المثقف كان يعرف أن المجاهد عبد الكريم الخطابي كان يذيق الأسبان المواجع في الساقية الحمراء يومئذ.. يقاتل في سبيل الله
والغزالي يهز رأسه في دهشة وهو يقول
: ما رأيت تولياً من الزحف أبدع من هذا!!
ومقدمة لصحيح أحمد بن حنبل ترسم نوعاً من التولي من الزحف وتقدم تفسيراً لما ظللنا نرفضه (ونحن نرفض أن يظن أحد أنه مسلم ما دام يقدم حكمه على حكم الله)
ومقدمة صحيح أحمد بن حنبل التي يكتبها الناشر المثقف جاء فيها أن (قضاة على سيماهم أثر السجود مخبتين وهم أهل صلاة وزكاة و.. و.. حتى إذا جلس أحدهم على كرسي المحكمة تحول إلى إنجليزي لا يعرف من القانون إلا ما جاء في كتب هيجنز.. وادلر.. وسموكنج
يطبقها بدقة.. وينسون دين الله تماماً وهم على يقين من أنهم مسلمون!!)
والشواهد ترسم الصورة
صورة إعادة تشكيل العقل المسلم/ في الحرب الصليبية الجديدة.. التي سلاحها الأعظم هو أن المسلم لا يشعر بأنه يقاتل ويدمر ويمزق (وكل أحد ينظر إليك في دهشة إن قلت إننا الآن في وسط حرب صليبية كاملة)
وكتاب في مكتبتنا.. مُنع من النشر لأننا.. في مقدمته نطلق حكاية حقيقية عن بعض الشخصيات
وفي الكتاب.. أحدهم في بخت الرضا أيام الإنجليز يمشي مرتدياً كل الزي الإنجليزي.. حتى القبعة والكدوس في الفم
وإنجليزي هناك ينظر إليه ثم يقول في احتقار عنيف
: مهما فعلت .. فلن تصبح إنجليزياً
ويدهشك أن الرجل لم يشنق نفسه!!
لكن الدهشة هي ما لا يخطر لك
وبعض ما لا يخطر لك هو أنك
/ ولعل عمرك خمسون أو سبعون سنة/ لا تنتبه إلى شيء غريب
شيء هو أن (الأمر.. دين) وأن الحرب هي تبديل الدين في النفوس (الحرب لا تأمرك بعدم الصلاة أو الحج .. بل الحرب تتسلل إليك حتى ترتدي (روحك) ما ارتداه صاحب بخت الرضا هذا
وأنت لسنوات طويلة لا تنتبه إلى أن الإسلام يفصل للمرأة ملابسها بحيث لا يبدو منها إلا الوجه والكفان
والرجل في الإسلام لا يضيره أن يرتدي أبسط الملابس
لكن ما هو في الحياة الآن
: حياتك أنت المسلم.. هو أن الرجل يرتدي ما يغطي منه كل شيء (البنطلون والقميص والحذاء.. و.. و)
ولا يبدو إلا الوجه والكفان
بينما المرأة في كثير من العالم المسلم لا ترتدي إلا (نصف متر من القماش)
والمدهش هو أن روحك تشربت بحيث إنك لا تلاحظ شيئاً غريباً.. روحك التي تحمل الإسلام هي التي نجحوا في أن يجعلوها تمشي عارية
(2)
الشواهد إذن (مشاهد الفهم الغريب للإسلام وحكاية الغزالي والفهم الغريب.. وحكاية مقدمة صحيح أحمد بن حنبل والفهم الغريب.. ومشهد صاحب الركشة والفهم الغريب في و.. و والذين هم نماذج للآخرين كلهم) الشواهد هذه ترسم ما وصلنا إليه من الهزيمة.. الهزيمة..
والهزيم هذه قديمة لأن الحرب قديمة.. وعدم شعورنا بالهزيمة.. مشهد صغير يفضحه.. ومنذ خمسين سنة كان المسرح الذي يرسم الفهم الغريب هذا .. يرسم ما هو أغرب
المسرح يرسم (الاستسلام) عندنا لهذا.. ويرسم ما هو أعمق من الاستسلام.. أعمق من الاستسلام نعم
فكلمة (استسلام) تعني الشعور بالغرابة وتعني نوعاً من الرفض وتعني العجز و.. و
والمسرح يكشف ما هو أبشع بشاعة من الاستسلام
وفي مسرحية مصرية.. قاطع الطريق يقطع الطريق على مسافرين
والمسافرون ينظرون إلى جلبابه وعمامته في سخرية.. (ود بلد يعني ويقطع علينا الطريق؟).. ويقررون القتال بحكم أن (ود البلد عندهم هو شيء محتقر عادة بينما الغريب مبجل مهاب) (هل لاحظت أن صفة بلدي للبضائع تعني أنها حقيرة)؟
وقاطع الطريق الساخر يقول: انتظروا.. انتظروا
ويخلع جلبابه ويرتدي زي جندي فرنسي (خواجة بالطبع) ويقول لهم
: الآن سوف تعطونني دون قتال
وأعطوه..!!
(3)
وسبك العقول (عقولنا) السبك الذي يصنعه الإنجليز.. سلاحاً للحرب.. حرب الإسلام بالذات سبك شواهده لا تنتهي
وأغرب ما فيها هو أنها حرب الضحية فيها/ الذي هو نحن/ ضحية (تقاتل) للاحتفاظ بالذل هذا
لأنه عندها هو .. العلم كله والعظمة كلها و.. ولأنها لا تريد أن تكون (بلدي)
صديد الغرب هو ما يرسم حياتنا
وقصة الفتاة ذات الثلاثمائة عام نسردها .. ومعها كل الملايين من البشر يومئذ لأنها تشير إلى الشيء الحقيقي.. إشارة إلى أن
الشعور بأن (الحياة فقط) هي ما عندهم في الغرب
بينما الموت عندنا هو الحياة.. (ما نريده هو أن الموت ليس هو النهاية)..
ونمشي في الطريق
وفي يومنا المزدحم.. وعند بائع الصحف يلتف شباب حولنا للجدال.. عن الغرب والإسلام والديمقراطية والثقافة
ومدهش أن صحيفة الانتباهة في الصباح ذاته كانت تقدم الإجابة
وعووضة شفاه الله صباح الإثنين يكتب ملاحظته عن ملوك ورؤساء كل منهم كان في (عافيته) وهو حاكم فلما فقد الحكم.. انهدم
والرجل يقول (ماذا) ثم ينسى أن يقول (لماذا)
والغرب.. حياته وأدبه ومجتمعه وكل ما فيه هو شيء.. توجزه إشارات
إشارات
توجزه الآن.. وقبل الآن
: توجز الفزع الهائل من الموت والفراغ الهائل عند كل من ليس عنده دين (والفراغ الهائل في الدين ما لم يكن حقيقياً)
وقوة التعبير عندهم (التعبير عن هذا) تنتج أروع الأعمال الأدبية
وكتب ما يجعلها من بين ملايين الكتب/ تتفرد بالشهرة هو أنها رسمت الفراغ هذا بدقة
ومن قرأوا (دوريان جراي).. وبعد أصياف.. (جمع صيف) كثيرة.. وغيرها من الكتابات القوية يجدون أنها تدور حول رجال (صاحب اوسكار وايلد كان فناناً) كل منهم يبيع نفسه للشيطان حتى يظل يعيش طويلاً
وصاحب روايات جراي يعيش ألف عام وهو شاب لكن لوحة رسمها لنفسه في شبابه /وحفظها في مخزن/ كانت هي ما ترتسم عليه التجاعيد وكل ما تفعله السنوات بالإنسان الحي
و..
وعووضة حديثه يعيد إلينا حكاية كاتبة مصرية قالت:
عجوز في الطريق في لندن.. كانت تمشي أمامي ولما تعثرت وسقطت مددت يدي إليها أساعدها
قالت: وفوجئت بأبشع نظرة تنطلق من عيونها تلطم وجهي بالنيران
فالمساعدة في مثل هذا السقوط.. تعني العجز.. والعجز يعني الموت
و..
(4)
معذرة
فنحن اليوم نسترسل: ونطيل الحديث نماذج.. نماذج تمهيداً لرسم الصورة الحقيقية للدمل الصديدي الذي زرعه الغرب فينا.. ليوهمنا أن الإسلام هو هذا..
الإسلام في ذاته وفي خطواته
ونجد علبة للبذور (بذور أشجار) والدعاية على ظهرها تقول
: اجعل البذرة في حفرة.. واجعل التراب فوقها واسكب عليها الماء.. ثم.. ابعد وجهك بسرعة
الدعاية تعني أن الشجرة سوف تنبت كأنها شيء يقفز في لحظة
والناس يريدون نتائج المشروعات
بالأسلوب هذا.. في الإسلام وإلا فهو مرفوض والدولة عليها أن تنجح بالأسلوب هذا وإلا…
والناس لا يقبلون الحقائق التي تقول إن
المشروعات تنبت ببطء وإن
المشروعات يمنعها الغرب والحرب.. وإن
كل شيء في العالم الآن له صلة بكل شيء (حتى لا يقول أحد.. ما صلة أزماتنا بالغرب أو بشيء في العالم).. وأن.. وأن
والجدال يقول إن جذور الأشياء شيء لا نريده الآن
ما نريده هو الثمار فقط.. هكذا يقول الغلاط
وكأن الثمار تنبت في الهواء
وأن
ونحن نحدث عن الجذور حتى نصل إلى الحقائق التي تنبت الثمار
: وعامل محطة الوقود يقول لنا
: جبتو لينا عساكر؟
الفهم عند العامل هذا وعند الشباب الذين يجادلوننا بعد ساعة هو فهم ما يصنعه هو (السبك) الجديد لعقولنا
فالعقول عندنا ما يعلق بالمسامير على جدرانها هو أن (عسكري.. يعني غباء)
وما يعلق بالمسامير عندنا هو
: إسلام أو ديمقراطية
ثم فهم للإسلام لا يعرفه الإسلام
وتصور للديمقراطية هو أبعد ما يكون عن الحرية
(فهم يرسمه الولع بجيفارا) عند صاحب الركشة
ثم فهم عندنا لكل شيء.. بالأسلوب ذاته
و(تسقط بس) شعار شديد الغباء
فالشعار هذا الذي يصبح شهادة ضد أهله هو شهادة أن أصحابه/ الذين هم آلاف/ يقولون للناس الملايين..
: سلموا إلينا حياتكم.. ومصيركم.. (دون شرح.. ودون سؤال)
واتبعونا مثل الأغنام
هل رأيت الراعي يلتفت إلى الأغنام ليشرح لها لماذا يقودها
وبالمناسبة: الشعار هذا يجري تصميمه في بلد اعتاد أهله على ذل غريب
حاشية:
السادة الذين يدمنون كلمة (ما فاهمين)
الحديث هذا كله ليس أكثر من رسم (للطبلة) التي تتدلى من باب عقولنا
والتي علقتها الحرب الحرب ضد الإسلام
والتي تنتج كل ما يجري الآن .. حتى الجوع والإفلاس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.