مايجعل خيوط التاريخ تتشابك بين وزيرة الخارجية بالأخص وفصول التراجيديا التي يعايش دفعة الكوادر الوسيطة قسوة آلام مخاضها اليوم يمكن وصفه بمعجزات التاريخ من حيث تشابه الشخوص والأحداث فالسيدة الدبلوماسية آنذاك قد وقع عليها معول الإستبداد الظلامي نتاج اعتباط حركة السياسة القميئة والذي سحل فيه شرف العقل والجدارة كانت تداعياتها لها مابعدها فلم تعد أوجاعها وأنينها مقتصرة على جغرافيا النفس البشرية في شخصيتها الكريمة بل تجاوزت ذلك باوجاع طاعون أليم في كل الجغرافيا الماثلة أمامنا ..مما يجعلنا نستدعي التاريخ كفلسفة في روح وجسد السيدة الوزيرة إنها تكررت كتجربة الآن عبر فعل تاريخي وتقمص الشباب والشابات في دفعة الكوادر الوسيطة نفس الحدث التاريخي الأليم مع مقارنة فلسفية مدهشة حد الإغراق يجعل من التاريخ وعبر جدليته التي لا تهدأ بين القائلين بأن خط تطوره خطي صاعدا إلى الأمام لايكرر أحداثه الجسام وبين المفكرين الفلاسفة الذين يقولون أن خط تطوره العام دائري ويتسم بالتعاقب والتكرار في الحوادث التاريخية وكنتيجة يمكننا الوقوف في نفس الزمان والمكان كلحظة تاريخية عتيقة ولحظة تاريخية تماثلها في الحاضر تبرز أوجه المقارنة العميقة على أرض وميدان وبراديم الفلسفة الخاصة بالتاريخ في موجهها شديد الضخامة هيجل انتهاءا بتعقيداتها السياسية الشاقة عند هنتنجتون وفوكاياما في نهاية التاريخ والإنسان الأخير، تتجسد هذه الصورة في اقنومها المتشكل وكأنها انعكاس للتاريخ العام ضمن جينات معرفية فرعية استيلادية مازالت تواصل وتمثل الحبل السري لروح هيجل الديالكتية. إن ايرادي لهؤلاء المفكرين والهيغلية التاريخية لم يكن محض صدفة ولا عملية عشوائية بل تم التركيز على هذه الزمرة (الكوادر الوسيطة الكفاءات ) بالذات من باب إبراز الجوانب التي ترتكز على حركة التاريخ في الفعل السياسي في ذاكرة الوزيرة الدبلوماسية في بواكير عمرها الزمني ووقعه عليها وذات الصيرورة الاستبدادية الظلامية الذي رمى بثقل معوله وأدواته على صميم الإنسان فيها مناط العقل وجوهر الفضيلة حيث تعرضت الكوادر الوسيطة لذات المؤثر والفعل. .أن ذكر هذه الواقعة مسألة هامة لانها تتيح لنا الإطلاع على حالة الفلسفة في ميدانها النظري وحالة تطور الدولة _الأمة في الواقع التطبيقي وتحريرنا للظاهريات التي استمدت منها ديسمبر الثورة لحظتها التاريخية الفارقة، وأنه لاحساس شديد الروعة أن يرى المرء مثل هذه الشخصية في جغرافيتها التي يستدعيها من الماضي وفق صورة تاريخية في لحظة تجسيد استجماع العاطفة والتي مثلت مركز و لب حركة التنوير البريطاني ليرى صيرورة الفضيلة وهي مرتكز التنوير البريطاني وعموده الآخر متوجا إياها في ذات المكان والزمان وزيرة بعد أن اناخ شعبها العظيم عنها معول الظلام الذى جثم عليها ثلاثة عقود كل ذلك وأنا ممتطيا صهوة جوادي الفلسفي اجوب شوارع المدينة لأتعرف عليها بذات سماتها وتجسيدها في تلك اللحظة الفارقة في التاريخ عند ابتدارها عتبات الدبلوماسية، في ذات لحظات الحاضر تتسلل الخيوط السرية لحركة وفلسفة التاريخ في نفس مسار الروح الواحدة والجسد الواحد بيد أن الأثر والفعل الظلامي للاستبداد والاعتباط كان في محطتها التاريخية ابتداءاً بينما كان لهؤلاء الشباب الكفاءات اختتاما بنفس درجة الفعل وأثره الظلامي حالك السواد فهي عاصرت البدايات وهم عاصروا النهايات في حقبة واحدة فكان فعله واحدا طفلا وكهلا. .ومن تجليات القدر التاريخي مقدمها وزيرة على ذات الصرح الذي سحلت فيه وايضا وقوف الكوادر الوسيطة على ميدان نفس الصرح ينظرون إلى تجربتهم الحاضرة متجددة في وعي ذاكرة وزيرتهم كحدث تاريخي ماضي توجها اليوم ملكة في ذات الصرح وحدثه المشهود، واستحصر هنا عبارة هيجل للفيلسوف غوته ((لقد تلقت طبيعتي الداخلية غذائها وقوتها منك لتقاوم التجريد لينطلق مجراها من صورتك وكأنها منارة توجهها)) استرسالا في عقد موازنة بين الفعل الفلسفي بظلاميته حين لحظة تاريخية محددة رسمها الفعل الاعتباطي اللاعقلاني عندهم في الماضي عند افتتاح صرحهم السلطوي تجاهك وبين هؤلاء الشباب الذين كان الفعل فيهم في زمن اسدال الستار عن هذا الصرح السلطوي نقول فلسفيا :انه لمن الصدف النادرة أن يعيش كلينا في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية مزرية مماثلة ضمن مسار التاريخ في حركته الجدلية وبينما كانت سيميائه استبدادية فإن الجوهر الآن منطلقاته حرية. إن المسار الفلسفي الذي رسمه لك التاريخ ليس كما رسمه هيجل وكوندرسيه. .وحيث يرى هردر انه لايتساوى في التاريخ لحظتان كما لا تتساوى لدى الصوفي ومضتان بمعنى أن مسار التاريخ تقدمي وان كل مرحلة تعلو على سابقتها. .بينما الهيغلية التاريخية لفلسفة التاريخ تعيد فيها كلمات هيجل تجربتك بكل فيوضها العقلية والعاطفية في ذاكرة الحدث التاريخي المادي بكل مايحمله من معنى في ذاكرة الدبلوماسية وقتذاك وتتكرر نفس مأساة التاريخ بنفس الأدوات والمفاهيم والمعاول لدى هؤلاء الشباب والشابات مما يضعهم في تجسيد كامل لذاكرتك التاريخية وفعلها الظلامي فيك. .وهذا ما نعتهم التاريخ به الآن كصورة فلسفية استدعوها من حلولك في روحهم وجسدهم وهنا مايربط من وشائج بينك وبينهم مقولة التعاقب الدوري للتاريخ في أحداثه الفلسفية. . ولكن هم ينشدون الجزيئية المكملة لفلسفة هيجل التاريخية التي تصل خط التاريخ كنقطة إبتداء وتنتهي بأن للتاريخ موجات دافعة إلى الأمام كل موجة تعلو سابقاتها لها أسسها العلمية والطبيعية المرتكزة أساسا على الحرية والوعي لكن تلك الحرية وذلك الوعي اللذان يتجهان ليحققا غاية التاريخ. عثمان الجعفري ……