تسبب تفشي فيروس كورونا في زيادة الاهتمام بتنظيف وتطهير وتعقيم المنزل والمفروشات والأدوات الشخصية التي يستخدمها أفراد الأسرة، للحماية من العدوى. ولأننا نقضي أكثر من ثلث حياتنا في السرير دون أن ننتبه لما قد تخبئه مفروشاتنا من مخاطر، فقد شدد الخبراء على ضرورة التأكد من نظافة الفراش والأغطية والملاءات والوسائد بشكل منتظم.
وحذر عالم الأحياء الدقيقة بجامعة نيويورك، فيليب تيرنو من أن "خلايا الجلد الميتة المنتشرة على السرير ليلا تجذب ملايين الكائنات الدقيقة لتتغذى عليها، وتشكل تهديدا حقيقيا لصحة الإنسان".
كما كشفت دراسة أجرتها إحدى أشهر شركات المراتب أن "الملاءات التي تركت دون تغيير لمدة أسبوع واحد احتوت على 24 ألف ضعف البكتيريا المتراكمة على مقبض باب الحمام"، وفقا لموقع ريد بوك للعناية بالصحة.
لكن لحسن الحظ توجد طريقة لتلافي هذا كله بالمواظبة على غسل الملاءات والأغطية على درجة حرارة عالية مرة في الأسبوع على الأقل، وغسل الوسائد 4 مرات، والمراتب مرتين سنويا على الأقل أيضا، وذلك لقتل الكثير من البكتيريا والفطريات، وتنظيف البقع وآثار الزيوت، بحسب الخبراء، فلا شيء أفضل من الخلود إلى نوم صحي بين أغطية وملاءات نظيفة وآمنة.
أظهرت تجارب أجراها د. تيرنو، ونشرتها صحيفة بيزنس إنسايدر الأميركية، أن "أغطية السرير تُعد بيئة مثالية للجراثيم"، ففي الوسائد وحدها يمكن العثور على 16 نوعا منها، بالإضافة إلى ما يطرحه الجسم من عرق يصل إلى 26 جالونا (98 لترا) كل عام، وما ينتجه من إفرازات مختلفة أثناء النوم، إلى جانب ما تنقله الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح وعث الغبار (كائنات مجهرية تتغذى على الجلد الميت) وغيرها. ويزداد الأمر سوءا إذا كان النائم مصابا بخدوش أو جروح.
ووفقا لموقع ساينس إنسايدر، فإن "أجسامنا تفرز حوالي 15 مليون خلية جلد ميتة تتراكم على الملاءات ليتغذى عليها عث الغبار الذي ينشط ويتكاثر إلى مئات الآلاف من العناكب كلما تأخر غسل الفرش أو تغييره، مما قد يسبب احمرار العين وحكة وسيلان الأنف وأعراضا أخرى شبيهة بالإنفلونزا".
كما كشفت دراسة أخرى أن أغطية الوسادات غير المغسولة قد تحتوي خلال أسبوع على 39 ضعف البكتيريا الموجودة على أوعية طعام الحيوانات المنزلية، و17 ألف ضعف البكتيريا الموجودة على مقعد المرحاض. كما يمكن أن تتسبب الفُرُش المتسخة بآثار الزيوت والكريمات ومستحضرات التجميل في سد مسام البشرة والإصابة بالإكزيما وحب الشباب.
كما ينبه المتخصص في الأمراض الجلدية الدكتور رامان مادان إلى أن "المرضى، ومن ينامون عراة، ومن يذهبون للفراش دون استحمام بعد التمرين أو البقاء بالخارج وقتا طويلا"، يلوثون ملاءاتهم أكثر. تقول الخبيرة في النظافة الصحية ليزا آكيرلي لصحيفة ديلي ميل البريطانية إن "عدم غسل الفرش أسبوعيا قد يعرضنا لخطر الفيروسات والتهابات الرئتين والمسالك البولية".
وتنصح بالتخلص من الغبار المتجمّع على السرير، وتنظيف الغرفة وتحت السرير جيدا، مع غسل الوسائد بانتظام، بالإضافة إلى غسل الفراش مرة أسبوعيا في درجة حرارة أعلى من 60 درجة مئوية، لأن أي درجة أقل من ذلك لن تفي بالغرض المتمثل في تطهير الأغطية.
كما تنصح بالاستحمام قبل النوم قدر الإمكان وغسل ملابس النوم كل ثلاثة أيام على الأقل. وعند وجود حيوان أليف تعود الصعود إلى السرير، فيُخصص له غطاء لينام عليه، وغسله مرة أسبوعيا، مع الاحتفاظ ببعض المناديل المضادة للبكتيريا لمعالجة أي انسكابات.
أما المتخصصة في البيئة والعلوم الصحية المهنية مارلين روبيرتس، فتنصح بتجنب تناول الطعام في الفراش كي لا تتسخ الأغطية بالبقايا وتصبح هدفا للبكتيريا، وتوصي بإزالة البقع من الفُرُش قبل غسلها، وعدم خلطها مع بقية الملابس الأخرى كإجراء احترازي من انتقال أية عدوى.
ولتجنب مخاطر عث الغبار الذي يختلط بهواء المنزل ويعلق بأنسجة الفرش مسببا الحساسية والحكة والسعال والاحتقان، ينصح الخبراء بعدم ترتيب الفراش قبل فتح النوافذ ودخول أشعة الشمس إلى الغرفة، ووضع الأغطية والوسائد في الشمس لتحسين رائحتها وإزالة عث الغبار منها.
يوصي موقع كونسمر ريبورتس بقلب المرتبة "مرتين في السنة" وتدويرها من الرأس إلى القدم لضمان استوائها، واغتنام هذه الفرصة لتنظيفها عبر الخطوات التالية: 1- تجريد المرتبة من الملاءات والأغطية، ثم تنظيف سطحها بالمكنسة الكهربائية، مع التركيز على الثنيات والشقوق، حيث تتجمع البقايا والغبار وبقية الأشياء الضارة. 2- تنظيف البقع بمحلول بسيط مكون من ملعقة صغيرة من منظف الأطباق في كوب ماء دافئ. 3- إزالة الروائح الكريهة برش مسحوق صودا الخبيز (Baking Soda) على المرتبة وتركه لمدة 24 ساعة في حال التنظيف لأول مرة، ثم الاكتفاء بساعة واحدة في المرات التالية، لضمان الحصول على أفضل النتائج. 4- يفضل وضع المرتبة بالقرب من النافذة، لتعمل أشعة الشمس كقوة تعقيم إضافية. 5- شفط صودا الخبيز بالمكنسة الكهربائية، وتلبيس المرتبة غطاء أو كسوة واقية لامتصاص الرطوبة والحفاظ على حالة المرتبة ورائحتها، ولحماية إضافية تضمن نوما جيدا.