توفي الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن بمستشفى الشرطة أمس الأول، نتيجة لمضاعفات مرض القلب، وكان الزبير متهما في قضية بيع خط هيثرو ضمن آخرين، ووقف أمام النيابة حتى آخر جلسه الأسبوع الماضي. وبدأ السؤال حول هل يستطيع امينها العام المكلف توحيدها ؟ ماهو المطلوب منه لتحقيق وحدتها ؟ وهل سيقبل الشباب بالقيادات القديمة التي اقصتهم في الماضي ؟
معارضو كرتي بعد اعتقال الأمين العام للحركة الزبير أحمد الحسن وقيادات اخرى، تم تكليف علي كرتي، ووجد الأمر معارضة شرسة من داخل الحركة الإسلامية، ورأت تيارات شبابية أن كرتي ليس الشخص المناسب لقيادتها في هذه المرحلة، مشيرين إلى انه من المجموعة القيادية القديمة التي اوصلت البلاد إلى هذه المرحلة . وكان شباب الحركة يطالبون بضرورة اشراكهم في القيادة لأنهم يمثلون نسبة كبيرة من الحركة، وقالوا إن كرتي وغيره لم يتركوا لهم الفرصة لمخاطبة الشباب الذين ثاروا في ديسمبر لأنهم يعرفون لغتهم واحتياجاتهم، لكن قيادات الإسلاميين فضلت استخدام لغة مستفزة كانت بمثابة وضع الحطب على النار . الشاب الإسلامي النعمان عبد الحليم رأي في تصريح ل(السوداني) انه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول تكليف كرتي برئاسة الحركة الإسلامية، لكن يجب النظر إلى انه تولى المهمة بعد اعتقال قياداتها، ولا احد يقبل أن يعرض نفسه للاعتقال . عبد الحليم شدد على أن المرحلة القادمة تتطلب تجاوز القيادات القديمة، مع تأكيد انهم جاهدوا من اجل الفكرة وظلوا مراجع لها، واضاف : من لا يتجدد يتبدد، وطبيعة الحياة والسنة الكونية التجديد .
وقال "شرعنا في تكوين تيار عريض ويحدث فيه تداعٍ للجماعات الإسلامية والرموز المجتمعية وغيرها سيكونون تحت هذا التيار، ويهدف إلى حفظ التراب ويؤسس لقيمة الإسلام كمنهج حياة"، مؤكدا انه سيتم تجاوز الحركة الإسلامية بمفهومها القديم . وأوضح أن هذا التيار بمعزل عن النظام القديم أو الرموز الإسلامية السابقة التي حكمت البلاد، وأن يكون الإسلام شرطا لعضويته، وأن يتفق معهم في وحدة وتراب البلاد، وان يكون الدستور إسلاميا، ورفض العلمانية منهجا وفكرا وسلوكا، وقال "بدأت الخطوات بإفطارات الإسلاميين، وستتوالى اللقاءات" .
اختفاء كرتي الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية علي كرتي ظل مختفيا منذ فترة، واول ظهور له كان عبر تسجيل صوتي نفى خلاله مغادرته لتركيا، ودعا اعضاء الحركة والإسلاميين إلى الخروج على الحكومة الانتقالية ورفض سياساتها الاقتصادية التي ادت إلى تجويع الشعب واذلاله، تسجيل آخر اشار فيه إلى أن الخرطوم ظلت تشهد حالات من النهب والسلب وانتشار حالات الانفلات الامني ووصلت الولايات وتمددت عبر الصراع القبلي الذي ادى إلى وفاة الآلاف، وقال إن السودان اصبح مكشوف الظهر وطمع فيه الطامعون .
انتقادات واسعة صوبتها قيادات إسلامية نحو علي كرتي، معتبرين أن كرتي بهذه التسجيلات يريد الرجوع إلى العمل السري، وتساءلوا هل هو موجود في كهف ولا يستطيع أن يسجل صورة وصوتا؟ مشيرين إلى أن مثل هذا الخطاب تجاوزته الحركة لأنه خطاب تعبوي داخلي وانه استثنى ملايين من اعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول، واعتبروه عودة للوراء ولن يمضي بالحركة إلى الأمام . النعمان عبد الحليم قال ل(السوداني) إن السوشيال ميديا هي ادوات الساعة، مشيرا إلى انها كانت من اسباب سقوط الحكومة السابقة، وقال "لا يمكن أن تُتاح له فرصة عبر الاذاعة أو التلفزيون ليخاطب الحركة الإسلامية، لذلك لجأ للتسجيل الصوتي"، واضاف :السياسة تدار بالسر والجهر، لكن لا بد من المراجعات والمحافظة على رموز الحركة والدفاع عنها في كل مكان" .
توحيد الإسلاميين مراقبون اشاروا إلى انه بعد تكليف كرتي اصبحت الحركة الإسلامية اكثر توحدا رغم الخناق المفروض عليها، لكن آخرين قالوا إن التوحيد جاء نتيجة للظروف التي مرت بها وخاصة بعد سقوط حزب المؤتمر الوطني المحلول الذي كان ذراعها السياسي ودخول قادته إلى السجن وهروب بعضهم إلى خارج السودان. واعتبروا أن الإفطار الرمضاني الذي نظمة شباب الإسلاميين كان اكبر دليل على توحدها، مشيرين إلى أن الشباب اصحاب مبادرات ومواكبون لمتطلبات المرحلة، مؤكدين أن الحركة الإسلامية سيقودها الشباب في الفترة القادمة، مدللين على ذلك باستجابة قياداتها للبرامج التي اطلقها الشباب في الفترة الماضية .
المفكر الإسلامي حسن مكي اكد في حديثه ل(السوداني) أن الحركة الإسلامية مرت بظروف منذ قحت الاولى في عهد نميري وكانت تحتسب، وقال الآن بدأت تصحو وتتوحد وبدأت بإفطار الشباب، مشيرا إلى انهم لم يلجأوا إلى العنف رغم محاولة فض لقائهم في المناسبة الدينية، واذا كان تم صفعهم على خدهم الايمن فقد اعطوهم الايسر لإيمانهم أن هذه مطلوبات المرحلة، وقال "المطلوب الآن البر في السجن وخارجه، مشيرا إلى أن التقاءهم في تشييع امينها العام أمس الاول الزبير أحمد الحسن اظهر تمسكهم ووحدتهم .
مكي قال "مطلوب من علي كرتي أن يكون واعيا ومنفتحا، وان يضم كفه إلى بقية الأكف، مشيرا إلى انه يرأس جزءا من تيار الحركة الإسلامية، واوضح أن المطلوب الآن من شباب الإسلاميين المراجعات وليس البكاء والحسرة، لافتا إلى انه لا يوجد ما يحرك الشعب السوداني الا الخطاب الديني، وطالب بالخروج من المماحكات القديمة والتفكير في التعمير ومعاش الناس، واضاف : إن المطلوب من التيارات الإسلامية التكامل والوصول إلى برنامج اقتصادي سريع . ويذهب مكي في حديثه ل(السواني) إلى أن شيخ الزبير رحمة الله عليه كان احد البنائين في تاريخ الحركة الإسلامية، لكن بناءه لن يظهر لانه جاء في فترة رائد الحركة الإسلامية الترابي الذي ما يزال يتربع على الخطاب الإسلامي المحلي والإقليمي، والامر الثاني كانت مهمته غير محددة وكان عليه تحديد هل هو جمعية خيرية ام انه مع الحكومة . ملوك المرحلة القيادي الإسلامي د.اسامة توفيق اوضح ل(السوداني) ان (من يخلف؟) حديث سابق لأوانه، وقال "في الماضي كان يجب أن يكون المنصب لغازي صلاح الدين بدلا عن الزبير أحمد الحسن"، واضاف : "تم تعديل اللائحة وانسحب غازي" . توفيق اكد أن الحركة الإسلامية بشكلها الحالي مرفوضة من بعض التيارات الإسلامية، واضاف :انهم ملوك المرحلة في التاريخ وبدأوا بإسم الاخوان المسلمين ثم جبهة الميثاق الإسلامي، الاتجاه الإسلامي، الجبهة الإسلامية القومية، الحركة الإسلامية"، وقال "نحن الآن مع وجود جديد وهو التيار الإسلامي العريض، تكون الغلبة فيه للشباب .