يبدو أن الموجة الرابعة لجائحة كوفيد 19 أخذت في التطور من حيث الانتشار، جعل السلطات الصحية في البلاد تكثيف الاحترازات، التي من شأنها وقف تمدد الجائحة والحد من خطورتها. وحرصت لجنة الطوارئ الصحية على استعراض الموقف الصحي حيال ذلك في منبر وكالة السودان للأنباء أمس الأربعاء. حيث قال وزير الصحة المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم، إن الموجة الرابعة من وباء كوفيد-19 لا تزال عنيفة من حيث الاحصائيات وانشغال الأسِرة بمراكز العزل، مؤكداً أنها وجدت النظام الصحي بوضع أفضل من ناحية عدد الأسِرة والتدريب للكوادر الصحية والتعامل مع الحالات، كما قطعت الوزارة شوطاً في التطعيم. وأشار وزير الصحة المكلف في منبر وكالة السودان للأنباء أمس الأربعاء، إلى أنه تم البدء عبر مظلة اللجنة القومية للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة، في تدخلات كثيرة لزيادة التطعيمات وايصال اللقاحات لجميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يحتاج إلى إمكانيات عالية للوصول للمستهدفين بالتطعيم حيث تم تطعيم 4.2٪ منهم حتى الآن، ووصف د.هيثم الحملة الثالثة للتطعيم بلقاح (كوفيد-19) بالناجحة، حيث وصل عدد المستفيدين إلى 800000 مُستفيد خلال ستة أيام وهو مؤشر إيجابي لفعالية الأدوار التشاركية التي تمت، وأشار إلى تنظيم حملات قادمة مماثلة فضلاً عن الاتجاه للالزامية الذكية للتطعيم. وأشار ممثل الإدارة العليا لمراكز العزل بالخرطوم، د. الطاهر عبدالرحمن، إلى أن حالات الاصابة بالفيروس في الموجة الرابعة في العام 2022 في ارتفاع وأن نسبة الأسرة المشغولة تبلغ 85٪ وأن معدلات الحالات المؤكدة قد ارتفعت بنسبة 17٪ ، كما ارتفع معدل الوفيات إلى 28٪ مع انخفاض معدل التعافي إلى 5٪، مبيناً انخفاض الأسِرة الشاغرة . ولفت د.الطاهر إلى عدد من التحديات تتمثل في التمويل لمراكز العزل والتوسعة في التغطية بإنشاء وصيانة المراكز ومعداتها وتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية. بدوره دعا عضو مجلس السيادة الانتقالي، رئيس لجنة الطوارئ الصحية، د. عبد الباقي عبدالقادر كافة قطاعات المجتمع بالالتزام بالاحترازات الصحية والتباعد الاجتماعي، وأخذ لقاحات كورونا، مشيراً إلى أنها آمنة ومدروسة ومثبتة عالمياً، وأن التطعيم المتاح هو الأفضل. وأكد أن كل الأجهزة المختصة تعمل بشكل متكافئ على رفعة شأن الشعب السوداني حتى العبور بالبلاد إلى بر الأمان،. وقال إن الصحة في البلاد على المحك، ويجب علينا التعديل في سلوكياتنا للعبور إلى بر الأمان. كما شدد على ضرورة مساعدة الجهات المختصة في انجاح عملها، بالالتزام بالاحترازات الصحية،لجهة أن الاحصائيات حول جائحة كورونا الآن مخيفة وخطيرة. وأشاد بالحملة الثالثة لمكافحة جائحة كورونا، ووصفها بأنها نجحت نجاحاً غير مسبوق، وأضاف: ينبغي تكرارها شهرياً. كما دعا عبدالباقي الأجهزة الإعلامية، بتكثيف الوعي بنشر المعلومة الصحيحة ومحاربة الاشاعات،وأئمة المساجد بتقليل خطب الجمعة وعدم التطويل في الصلاة. بينما قال وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري، إن قرار تمديد عطلة الفترة الأولى للعام الدراسي من السابع من فبراير وحتى الحادي والعشرين منه جاء نسبةً للزيادة في حالات الاصابة بفيروس كورونا وخوفاً على صحة الأبناء وأسرهم. وأكد أن التمديد يشمل كافة المدارس بالخرطوم الحكومية منها والخاصة، مشيراً إلى أنه صدر قرار آخر من إدارة التعليم الأجنبي بالبلاد يشمل المدارس الأجنبية أيضا بهذا القرار، داعياً كل مديري المدارس للالتزام بهذا القرار. وأشار الحوري إلى أن شهادتي الأساس والثانوي في موعدها، 22 مايو شهادة الأساس و11 يونيو 2022 الشهادة الثانوية، موضحاً أنه تم اختيار هذه التواريخ بعد مراعاة الظروف التي تمر بها البلاد، مطمئناً الجميع بأن هناك متسعاً من الوقت، وأردف قائلاً : "عندما وضعنا الامتحانات راعينا كل الظروف التي تحيط بالبلاد، ويمكن أن نضطر إلى تشغيل المدارس يوم السبت، وأن من أولوياتنا الصحة". وشدد الحوري على ضرورة تكاتف كافة قطاعات المجتمع بكل مكوناتها السياسية والثقافية والاجتماعية على محاربة هذا الوباء الذي يؤثر على كافة مناحي الحياة، باستخدام كافة الامكانيات للحد من الاصابات بالتطعيم والتزام الاحترازات الصحية بالقدر الذي يمكن حماية المجتمع السوداني. ومن جانبه نادى وزير الثقافة والاعلام المكلف جراهام عبد القادر، جميع فئات المجتمع المدني للتكاتف وتكثيف الجهود للتغلب على الوباء، وقال إننا أمام خطر يؤثر على التعليم والتنمية والاقتصاد أيضاً، مؤكداً أن البلاد قادرة على تجاوزه ودرئه. تقرير مريم حسن