دشن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمس أول عملية لتوليد الكهرباء من سد النهضة، بحضور كبار المسؤولين بينهم رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين، والرئيس السابق ملاتو تشومي. وأكد أبي أحمد أهمية سد النهضة في توليد الكهرباء لتحقيق التنمية. وهنأ كلاً من مصر والسودان قائلاً: إن عملية التدشين اليوم هي هدية لجميع شعوبنا، مضيفاً (سيأتي خير كثير عليكم). وقال أبي أحمد بحسب صحيفة الحراك السياسي، نشكر مصر والسودان على الضغوطات والامتحان الصعب الذي وضعونا فيه لبناء هذا السد.. وها نحن ننجز اليوم أول طاقة كهربائية من سد النهضة. ودعا آبي أحمد، الغرب ودولاً أخرى إلى عدم تسييس قضايا المياه والعمل معاً لإنجاح هذه المشاريع في إنتاج الطاقة، مضيفاً: نخطط لتصدير الطاقة إلى أوروبا عبر مصر من خلال البحر الأحمر. وأضاف : بدأنا ربط محطات لتوصيل الطاقة الكهربائية مع السودان ونسعى للربط مع مصر وإرسالها إلى أوروبا.
وأفاد رئيس الوزراء الإثيوبي: (نريد أن يفهم العالم كله كما ترون، أن هذه المياه تذهب إلى السودان ومصر لتوليد الطاقة)، مؤكداً أن بلاده لا تريد تجويع وإغراق شعبي مصر والسودان ونحن سعداء بذلك. وشدد على أن إثيوبيا لا تريد أن تؤذي أحداً، وأن أكبر حلم لبلاده هو توفير كهرباء ل60% من سكان البلاد. من جابنه قال الخبير في مجال الموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي إنه رغم قيام رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد بالافتتاح الرسمي وتشغيل توربين في سد النهضة ،إلا أنه لم يشاهد أي صورة أو فيديو تؤكد خروج مياه نتيجة التشغيل إلى حوض التجميع والتى يجب أن تظهر على شكل نافورة. وأضاف شراقي افتتح رئيس الوزراء الاثيوبي تشغيل توربين في سد النهضة من توربينين يمثلان المرحلة الأولى التي كان مقررًا لها 44 شهراً من وضع حجر الأساس 2011، مشيرا إلى أن قدرة كل توربين 375 ميجاوات في حالة التشغيل الكامل بعمود مائي ارتفاعه 80 متراً من أعلى مستوى للبحيرة 640 إلى أقل مستوى لتشغيل التوربينين 560 متراً فوق سطح البحر، وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن المستوى حالياً للبحيرة حوالي575 متر بعمود مائي حوالي 15 متر فقط مما يجعل توليد الكهرباء في حدود 100 ميجاوات فقط، وهذه كمية ضعيفة للغاية، وسوف يقل العمود المائي تدريجيًا إلى أن تتوقف التوربينات، ولهذا السبب سوف تعمل ربما عدة ساعات أسبوعيًا. وأكد شراقي أن التشغيل سوف يحول المياه التي تمر من أعلى الممر الأوسط إلى أنفاق التوربينين مما يجعله يجف خلال عدة أيام، بعدها ممكن تعلية الممر الأوسط عدة أمتار لكي يحقق تخزيناً ثالثاً متواضعاً ولكن سوف تروج له الحكومة الإثيوبية أيضا بإتمامه ،كما حدث في التخزين الثاني الذي لم يتعد الثلاثة مليارات متر مكعب. وقال (في حالة التشغيل سوف يأتي للسودان ومصر خلال الشهور القليلة القادمة كل مياه التخزين الثاني الذي حدث الموسم الماضي، على أن عوضه إثيوبيا في الفترة من 1 – 20 يوليو القادم للوصول بإجمالي التخزين إلى حوالي 10 مليارات متر مكعب. وشدد شراقي أن التشغيل المحدود لأحد التوربينين لن يضر مصر أو السودان مائيًا ولن ينفع إثيوبيا مائياً أو كهربياً، ولكنه يحقق الهدف الإثيوبي وهو الاحتفال بالتشغيل حتى لو كان لإنارة لمبة واحدة، لرفع الحالة المعنوية بعد تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتحسين صورة الحكومة الإثيوبية ،خاصة أبي أحمد بعد الحرب الأهلية مع جبهة تحرير شعب التيجراي. وأعاد شراقي التأكيد على أن التشغيل الحالي لن يضر مصر أو السودان مائياً ولن ينفع إثيوبيا مائيا أو كهربياً، وأن التشغيل سوف يؤدي إلى تجفيف الممر الأوسط كنت وأن التشغيل سوف يفرغ مياه التخزين الثاني بأكمله للسودان ومصر، واعتبر أن التشغيل سوف يزيد من التوتر بين الأطراف الثلاثة لكونه دون اتفاق.