كانت قوى الحرية والتغير ( الوفاق الوطني ) واحدة من أهم الركائز التي شيدت عليها قصور المؤامرة والفشل عندما حاول قائد الجيش بناء أحلامه من الرمال . فهى جزء لايتجزأ من الأزمة الآنية التي تعاني منها البلاد ، التي بدأت محنتها بالأزمات الإقتصادية والسياسية ومن بعدها خيمت الأزمة الأمنية الغائرة التي تشهدها عدد من الولايات والتي تجعل السودان على حافة الهاوية . فالذين كانوا جزء من صناعة الأزمة ، وخططوا لها دعموا مؤامرتها واكلوا موائدها وخاطبوا جمعها و(ملمها ) الكيزاني ، يجب ان لاينسوا إنهم من صنعوا لنا هذا الواقع المرير الذي نعيشه الآن الواقع الذي بدأ بانقلاب وإنتهى بالخراب في كل مناحي الحياة وجوانبها والغريب أنه وبالرغم من أن قوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني) كانت واحدة من ادوات الهدم ثلاثي الأبعاد ( سياسي واقتصادي وأمني ) وعملت لصالح الانقلاب الا أنها تطرح نفسها الآن كمنقذ ، فمجموعة التوافق الوطني تعلم ان ليس لديها الحل لكنها تطل عبر نافذة ( شوفوني ) ، لتكشف بلا حياء عن تشكيل لجنة للاتصال السياسي بقيادة رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وعدد من اللجان الأخرى . وقالت قحت ( جناح مناوي ) أن لجنة الإتصال السياسي التي يرأسها مناوي من عضوية رؤساء التنظيمات المكونة للتوافق الوطني، ومن مهامها التواصل مع كل المكونات السياسية بما فيها مجموعة المجلس المركزي للوصول إلى اتفاق لإخراج البلاد من أزمتها والتوافق على صيغة دستورية جديدة ، وتشكيل لجنة للتعامل مع أزمة إقليم النيل الأزرق ، تخيلوا لجنة لإخراج البلاد من ازمتها يقودها مني اركو مناوي . وازمة البلاد لن تحلها المبادرات الوهمية التي يطرحها كل حزب او حركة مسلحة كتقليد سياسي أعمى من باب المساهمة في الحلول السطحية التي لاتتجاوز الحبر والورق ، الحلول السياسية لهذه الازمات تحتاج الي نوايا صادقة يترجمها قرار التخلي عن المصالح الشخصية و( الكنكشه) في المناصب ، تلك النوايا قطعاً لا توجد ولا تتوفر الآن عند العسكر او الحركات المسلحة فجميعهم تشبثوا بمناصبهم وركلوا الوطن ومصلحته العامة فهذه اللجنة السياسية من مجموعة الوفاق الوطني التي تبحث عن الحل لمصلحة الوطن يجب ان تتخذ قرارا واضحا تعلن فيه إنسحابها اولاً عن دعم الإنقلاب ومساندة العسكر الذين تسببوا في هذه الكوارث والأزمات والإقرار بكل ماترتب عليه، ومن بعدها البحث عن المجلس المركزي والتوافق على صيغة دستورية جديدة او قديمة ، فالحوار من اهم مقومات نجاحه الإتفاق على المبادئ الاساسية فما يؤمن به المجلس المركزي لاتؤمن به مجموعة الوفاق الوطني هذه المجموعة التي لاتستطيع أن تدين الإنقلاب ولا تمتلك هذه الشجاعة فكيف لها ان تصل الي حلول تخرج بها البلاد من أزمتها فالانقلاب أكبر الازمات لهذا ان هذه اللجنة (خربانة من مناوي ). كفوا عن هذه المسرحيات السياسية الجوفاء فجراح الوطن لاتحتمل هذا العبث ، فإن كانت تهمكم صِدقاً مصلحة الوطن وتهمكم الأرواح التي راحت ضحية الصراعات في دارفور والنيل الازرق وكسلا والخرطوم وغيرها من المدن أعلنوا عن موقف واحد لإسقاط هذا الإنقلاب …ولن تفعلوا . طيف أخير: ولا تجعلني أُشفق على وطني، اجعلني عزيز وطن دائمًا وابداً