نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو في حوار حصري لبي بي سي مع الاعلامي محمد محمد عثمان قال : الاجراءات التي قام بها المكون العسكري في أكتوبر الماضي فشلت تماماً لأسباب لن أفصح عنها الآن . ليس هناك اعتراف اوضح من هذا – لا اظن ان يكون هناك عند التوم هجو وبرطم والجاكومي وعسكوري وجبريل كلام اخر بعد هذا الكلام. سيد الزبدة اعترف. تصريح حميدتي هذا يحسب له – مثلما انتقدنا حميدتي كثيراً – يجب ان نشيد به على هذا الاعتراف .. هذه شجاعة تحسب له ، وان كنا نتمنى ان يؤكدها بذكر الاسباب التى ادت لفشل الانقلاب. هكذا هي النهايات لو كنتم تعترفون. في الوسط الاعلامي من الصعب الاشادة بحميدتي ، هذا امر قد لا يقبله الثوّار حتى ولو جاء في هذا السياق. نحن لا يخيفنا في ذلك شيء .. كثيرون ظلوا يهاجمون وينتقدون حميدتي عندما يصدر منه شيء ايجابي مثل هذا التصريح ، يرفضون منه ذلك ويستنكرونه عليه ، رغم انهم يصمتون في التجاوزات التى تحدث من حميدتي وفي التشدد الذي يكون. يرفضون (الايجابي) ويسكتون على (السلبي). يقبلون بالقتل والموت والقمع والرصاص والغاز المسيل بالدموع ويرفضون مثل هذه التصريحات الايجابية. يجب الاستفادة من هذا التصريح ، في الاتجاه الذي يخدم الثورة. ماذا تنتظرون اكثر من ان يعترف لكم خصمكم بفشله؟ اذا لم يتم استغلال هذا الاعتراف بالصورة الامثل ، فذلك يبقى ضعف في القوة المعارضة والقوة الثورية. انجزوا واستفيدوا من زمنكم ..ما يمكن ان ينجز في سنة يمكن ان ينجز في شهر اذا عرفنا كيف نستفيد من مثل هذه التصريحات؟ هذا التصريح يهزم الفلول وكل الانقلابيين.. ويؤكد ان (الشعب) هو الصاح. من الصعب ان تجد في هذا الزمن (خصماً) يعترف لك بفشلهم ..وبسوء قراراتهم في ظل السباق السياسي الذي تشهده البلاد. (2) قال حميدتي ايضاً في حوار بي بي سي : الأوضاع الاقتصادية والأمنية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل الاجراءات. حميدتي يقول ذلك رغم ان الاوضاع الاقتصادية والامنية في يد العسكر. اذا فشل العسكر (امنياً) كيف ينجحون (اقتصادياً) في امور لا ناقة ولا جمل لهم فيها؟ وقال حميدتي : زاهد في السلطة ولن أترشح لمنصب ولكن! بدلاً من السخرية من هذا التصريح يجب ان ندفع حميدتي الى (تفعيل) هذا التصريح. على حميدتي ان يؤكد ذلك (عملياً). لا نريد من حميدتي ان يكون مثل البشير الذي كان يقول بعد أي انتخابات (صورية) ينتخب فيها انه لن يترشح في الانتخابات القادمة حتى اكمل في الحكم قرابة الثلاثين عاماً. قال حميدتي : المكون العسكري جاد في قضية الانسحاب من العملية السياسية والتفرغ للمهام الأمنية. ان كنتم حقاً تخشون على هذا الوطن وتخافون عليه .. طبقوا هذا الكلام وانسحبوا من السلطة. الوطن لم يعد يحتمل. وقال حميدتي : لا مانع في دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار تشكيل جيش قومي ومهني. الهاجس الاول الذي يقلق الجميع هو عدم دمج قوات الدعم السريع في الجيش .. اذا انجزت الحكومة هذا الامر سوف ننسى لها كل الاخطاء والكوارث التى وقعت فيها. كفروا عن ذنبوكم بهذا الدمج .. حتى تأتي الحكومة الجديدة ولا تجد امامها معوقات. قال حميدتي : اتصالاتنا ما زالت مستمرة مع قوى الحرية والتغيير وخلافاتنا معهم حول كيفية إدارة البلاد. في هذا الامر نقول لحميدتي انتم ليس اهل اختصاص في تحديد الكيفية التى تحكم بها البلاد.. هذا الامر يجب ان يكون بعيداً عن (الجيش). تحديد (الجيش) للكيفية التى تدار بها البلاد هي المنقصة التى سوف تعيدنا الى الازمة متى ما خرجنا منها. (3) بغم / اذا اعترف لك خصمك بفشله لا تنكر عليه ذلك وتغالطه على نجاحه. يجب الاخذ بهذا الاعتراف حتى ولو كان مجرد (تمويه) وتكتيك سياسي ..فليكن كذلك طالما فيه اعتراف بالفشل والخطأ. ما يدفع القوى السياسية لإنكار مثل هذه التصريحات هي افتقادها للثقة .. ليس افتقاداً للثقة في (خصومهم) فقط .. وإنما افتقاد للثقة في (انفسهم) ايضاً. وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).