أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلّحة عبد الفتاح البرهان، قرارات، تمّ بموجبها ترقية كلّ من نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق الركن منور عثمان نقد .وأعفى البرهان، قائد القوات البرية الفريق الركن عصام محمد حسن كرار وإحالته للتقاعد بالمعاش، وتمّت ترقية اللواء الركن أحمد عمر شنان لرتبة الفريق وإحالته للتقاعد بالمعاش. قابل الشارع السوداني اعفاء الفريق الركن منور عثمان نقد نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة بكثير من الحسرة والوجع، ولم يكن الجانب المدني اقل حسرة على تقاعد هذا الرجل من الجانب العسكري .. الرجل كان يمثل (حلقة وصل) بين المكون المدني والمكون العسكري في السلطة السودانية او في القيادة العليا للجيش.. كما كان يمثل الفريق منور حالة للضابط (المدني) في الجيش السوداني.. هذا ليس تقليلاً من الاخرين في الجيش السوداني لأن كثيراً منهم في القوات المسلحة يحملون نفس الجينات. لا اعرف الفريق منور ولم اقابله يوماً فسرية العمل العسكري تجعل هنالك حواجز بين العسكر والاعلام – لكن ما نقل لي عن هذا الرجل من رجال القوات المسلحة نفسهم يجعلني اقول هل (التميز) سبب من اسباب التقاعد للمعاش في الجيش؟ ان نخسر رجلاً بهذا الوعي في الجيش.. فذلك خسارة للمدنيين قبل العسكريين. شاهدت مخاطبات للفريق الركن منور وهو يتحدث بشهامة (ضابط الجيش) واخلاقه... كان يتحدث الفريق ركن منور في تلك المخاطبات عن الديمقراطية والحرية والانتقال السلس للسطة بصورة لا يحسنها حتى المدنيين .. كان يفعل ذلك بلسان (ضابط) يقدم (الضبط والربط) على كل شيء دون ان يحدث بذلك تشويهاً للديمقراطية او الحرية. ليس هنالك خلاف بين الديمقراطية والربط او بين الحرية والضبط .. من يروج لعدم التوافق بين هذه الامور لا يعرف كيف تبنى الدول الحديثة. تحسرت مرتين لاقالة الفريق ركن منور .. مرة لأنه يمثل (العسكر) بين المدنيين ومرة لأنه يمثل (المدنيين) بين العسكر. هل الوسطية والجمع بين العسكر والمدنيين بهذا الود في الجيش امر غير مقبول؟ لقد كان الفريق ركن منور من منارات الجيش التى يحتفى ويفتخر بها المدنيون. في الجيش (الاضواء) قد تعيد (الضابط) الى غياهب (الظلام). الفريق ركن منور يجب ان يرشحه المدنيون لمنصب وزاري (مدني).. سوف يشرف منور المنصب كما يجب. (2) وأعفى البرهان، قائد القوات البرية الفريق الركن عصام محمد حسن كرار وإحالته للتقاعد بالمعاش وهو من الشخصيات التى تجد (القبول) من الشارع السوداني... وهو احد حالات البعد (الانساني) في الجيش. في الجيش كرار مرجعية (انسانية) قبل ان يكون مرجعية (عسكرية). القوات المسلحة تطبق فعلاً مقولة (ومن الحب ما قتل) لأن كل ما يجد القبول والحب من الشارع يكون مصيره التقاعد للمعاش. قوانين الجيش ولوائحه ربما يكون هذا طبعها.. لكن لا اعرف كيف يتم تعويض مثل هذه الخبرات؟ .. وكيف يحال للتقاعد للمعاش بين ليلة وضحاها (ضابط) خدم الجيش اكثر من ربع قرن؟ (3) شملت القرارات ترقية اللواء الركن رشاد عبدالحميد إسماعيل وتعيينه قائدًا للقوات البرية، واللواء الركن عبد المحمود حماد حسين عجمي، واللواء الركن نصر الدين عبدالقيوم أحمد علي، واللواء الركن مبارك كوتي كجور كمتور وتعيينه مفتشًا عامًا للقوات المسلحة. وقرّر البرهان، إعادة تشكيل رئاسة هيئة الأركان، حيث بات الفريق أوّل ركن محمد عثمان الحسين الحسن رئيساً لهيئة الأركان، الفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان خليل نائباً لرئيس هيئة الأركان للإمداد، الفريق مهندس ركن خالد عابدين محمد أحمد الشامي نائبًا لرئيس هيئة الأركان للعمليات، الفريق الركن عباس حسن عباس الداروتي نائبًا لرئيس هيئة الأركان للإدارة، الفريق الركن عبدالمحمود حماد حسين عجمي نائباً لرئيس هيئة الأركان للتدريب. الذي اثلج صدورنا ان بين هذه الاسماء التى تم تعيينها وترقيتها.. منور وكرار اخر.. الجيش السوداني قادر على ان يعطي في كل حين .. وبطنه بطرانة .. يمضى رجل ويأتي منهم الف رجل. لا تعقر حواء الجيش السوداني ابداً. ما يجب ان نقوله للتاريخ ان الفريق أوّل ركن محمد عثمان الحسين الحسن يمثل (قلعة) للثبات والرسوخ وهو ماركة للضباط السوداني كما تتصور مخيلة الشارع السوداني. الضابط كما يكون في الافلام السينمائية التى تقدم (الضباط) بصورة تحكي عن الشجاعة والشهامة والوطنية. دائماً نقول ان القتال من اجل الحرية والسلام والعدل .. لا يقل قيمة عن القتال من اجل الارض والعرض. (4) بغم / سوف تشرق شمس (المدنية) قريباً.. وهي شمس لا تنقص من (العسكرية) في شيء ولا تخصم منها. وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
