كشف هاشم بن عوف وزير النقل والبنية التحتية السابق عن محاولات ضغط تقوم بها بكين على الخرطوم، للتراجع عن اتفاقها مع أبوظبي لإنشاء ميناء جديد في السودان في منطقة أبو عمامة، على بعد 200 كلم شمالي ميناء بورتسودان. ونقل موقع "فينانسيال بوست" عن بن عوف أن الحكومة الصينية تعمل في الوقت الحالي على إبعاد الحكومة السودانية عن القبول بهذا المشروع الإماراتي الذي يضر بمصالح بكين في السودان، وسيشكل ضربة قوية لخطتها الاستثمارية في شرق أفريقيا.
وأورد الموقع عن منشور لهاشم ابن عوف وزير النقل والبنية التحتية السوداني السابق، الذي كشف أن بكين تدفع بشكل خفي لعدم تنفيذ المشروع، بل وتحاول خلق عقبات أمامه، وتبذل جهداً لإرغام الحكومة السودانية على عدم القبول ببناء أبوظبي لهذا المشروع. وفي الشهر الماضي، أعلن جبريل إبراهيم وزير المالية، عن توقيع مذكرة تفاهم مع الإمارات لإنشاء ميناء في منطقة أبو عمامة، على ساحل البحر الأحمر. ووفق بيانات الاتفاق، فإن الصفقة ستبلغ 6 مليارات دولار بتنفيذ مشترك بين مجموعة "دال جروب" السودانية وموانئ أبو ظبي. كما سيحتوي الميناء على منطقة تجارة حرة ومطار دولي وأيضاً منطقة صناعية.
إلى جانب ذلك، يتضمن الاتفاق استثمارات في مجال الزراعة بقيمة 1.6 مليار دولار، عبر مشروعات سيتم تنفيذها شمالي السودان على مساحة 4 ملايين فدان لزراعة الكثير من المحاصيل، بالإضافة إلى إقامة طريق سريع لربط الميناء بداخل السودان، بتكلفة تبلغ 450 مليون دولار.
ونوه الموقع إلى أهمية هذا المشروع الهائل الذي قد يحرك الاقتصاد السوداني، ويمنحه ميناء هاماً سيسمح بدفع الاستيراد والتصدير بعيداً عن ميناء بورت سودان المتهالك.
وأشار الموقع إلى أن هذا الاستثمار الذي يعد أول استثمار أجنبي من نوعه منذ رحيل عمر البشير، قد يعطي دفعة قوية للبلاد وسط الأزمات التي تعيشها في الفترة الماضية، وتفاقم الوضع الاقتصادي.
لكن المشروع الهام قد لا يتحقق جراء العراقيل الصينية، وفق الموقع، الذي شدد على أن المشروع الجديد، الذي من المفترض أن يكون مثل ميناء جبل علي في دبي، سيكون منافساً لميناء بورت سودان، ولكن أيضاً لميناء حيدوب، الذي بنته الصين واستثمرت فيه 140 مليون دولار من أجل تصدير الثروة الحيوانية من السودان، إلى الأسواق الآسيوية وأن يكون منفذاً للتصدير للدول الحبيسة في أفريقيا.
ولفت الموقع إلى أن ميناء حيدوب هو أيضاً عنصر هام في مبادرة الحزام والطريق الصينية، لذلك فإن بناء ميناء ضخم منافس من قبل أبوظبي سيوجه ضربة قوية لتلك الخطة.