لن نسمي خروج الملايين في كافة بقاع الوطن من بورتسودان حتى الفاشر وسنار ودنقلا احتفالا بثورة ديسمبر المجيدة فلم يحن زمن الاحتفال بعد ، فهذا الخروج هو امتداد لتلك الثورة التي لم تتوقف منذ اشتعال شرارة انطلاقتها وظلت وستظل مستعرة حتى يحقق شباب هذا الوطن أمانيه في دولة مدنية ديمقراطية ترفرف فيها رايات السلام العادل والحرية المقننة والعدالة الحقيقية نحن لا نحتفل بثورة ديسمبر المجيدة ولكن فليحتفل بها امثال جبريل والبرهان وكباشي فهم يحتفلون على رفات جثث لم تتعفن بالمشارح بل تعفن قبلها قلب وضمير (اللجنة الامنية الانقلابية) واتباعهم من الجنجويد و كتائب الظل وبقايا الامن ولم تأكل الفئران تلك الجثث (وهم يحتفلون) بل اكلت دودة السلطة قلوبهم وهم يتأمرون علي مستقبل الوطن متناسين امر الله بإكرام الميت لانهم طوال الفترة الماضية كانوا يرتجفون من فعلتهم الشنيعة ويخافون النظر حتى الى وجوه هؤلاء الشباب الشجعان الذين فتحوا صدورهم للرصاص دون خوف او وجل وتسهر مضاجعهم صورهم المعلقة علي كل الجداريات والمطبوعة في قلب كل وطني غيور فيفر النوم من اعيونهم رغم تجرعهم (الكؤوس) وتقف على ابوابهم الترسانات لحمايتهم. ولا يعتقدوا بان احتفالهم الكذوب بثورة صنعها هؤلاء الأبطال بأرواحهم الغالية سيمسح من التاريخ مجاهداتهم الخالدة فهم محفورون في وجدان ذلك التاريخ بتضحياتهم العظيمة متناسين دفنهم بهذه الطريقة التي تخلو من كل ادبيات الشعب السوداني دينيا واجتماعيا وان رقصهم فوق هذه الأجساد الطاهرة سيعيد اليهم الامان فالأجسام فانية ولكن الارواح تظل باقية وهؤلاء هم من فتحو ابواب السودان الجديد وسنظل علي دربهم حتي اللحاق بهم او نحقق امانيهم في وطن الحرية والسلام والعدالة نحن لا نحتفل بل نجتر في هذا اليوم الاغر ذكرياتهم العزيزة ومواقفهم النبيلة ونخرج في كل بقاع الوطن لنذكر اللجنة الأمنية بان هؤلاء الشهداء هم اكرم منا جميعا وان ارواحهم خالدة معنا فلن نرضي حتى ان يهين احدهم اجسادهم الطاهرة وسنصنع يوما نصب تذكاري عظيم لهم نسطر فيه اسماءهم جميعا اكراما لمواقفهم الخالدة في حب هذا التراب الذي يجب ان يحتضنهم ويكرمهم بدل الاحتفال . سنعيد تذكير اللجنة الأمنية والفلول في هذا اليوم الخالد بانه من المخزي ان تعلن (دولة محترمة) بلا حياء او خجل عن (ثلاثة ألف جثة) مجهولة الهوية مكدسة في مشارحها وكأننا نعيش في عصر الغابة وامر (تجهيل) هويتهم امر في منتهي السخف والاستخفاف بعقل الشعب السوداني ونحن نعلم جميعا من هم ومن قتلهم وجعلهم مجهولي الهوية كذبا … فهم خالدون. المجد والخلود للشهداء في عليائهم. والغزي والعار لقتلتهم. والتاريخ لايرحم. والثورة ستظل مستمرة