القضية الفلسطينية، هى أكبر التحديات التى واجهت منطقة الشرق الأوسط منذ وعد بلفور. وعد من لا يملك الحق إلى من لا يستحقون وعدًا من وزير خارجية بريطانيا فى 1917 آرثر بلفور إلى روتشيلد أحد مؤسسى الحركة الصهيونية، وعدًا بتأسيس وطن لليهود على أرض فلسطين، وتعاقبت السنين بعد أن اختلق الاحتلال البريطانى نزاعًا على دولة فلسطين، واختلق احتلالًا جديدًا وهو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومع المقاومة الفلسطينية لهذا الاحتلال وممارسات التمييز التى تتم على أرض فلسطين وسياسات الاستيطان والتوسع الإسرائيلي على حساب الأراضى الفلسطينية.. تحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق، خاصة من الدول الكبرى التى ساندت معنويًا وماديًا سياسيات الاحتلال الإسرائيلي.. وفى الوقت نفسه تواجه بقوة وحزم الاحتلال الروسي لأوكرانيا فى معايير مزدوجة فاضحة لهذه الدول.. ومع تأزم الأوضاع يوما بعد الآخر، وخاصة أن السبب الوحيد لتأزم هذه الأوضاع هو السياسات الإسرائيلية المجحفة للحقوق العربية والفلسطينية تنفجر المقاومة كل فترة لتضع القضية الفلسطينية فى بؤرة الأحداث– وهى التى لم تغب عنها– وأخيرًا ما قامت به جماعات المقاومة الفلسطينية من عملية أطلقت عليها (طوفان الأقصى)؛ بهدف واضح للغاية هو الاحتجاج على السياسيات الإسرائيلية التى تستنزف الأراضى الفلسطينية بعمليات الاستيطان ليأتى الرد الإسرائيلي كعادتها مخالفًا لكافة الأعراف الإنسانية من دعوة لإخلاء غزة وعمليات قصف تشمل المدنيين والأطفال والرضع، وحصار شامل لقطاع غزة، ومنع الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية لأهل القطاع، بل ودعوة صريحة – مرفوضة – لتهجير أهالى غزة مرة إلى مصر ومرة أخرى إلى الجنوب ودفع هؤلاء الأهالى دفعًا بكل الأشكال العسكرية والمعنوية إلى الهروب من غزة إلى الحدود مع مصر.. وجاء اجتماع السيد الرئيس المهم مع مجلس الأمن القومى بمصر أوائل هذا الأسبوع ليضع النقاط على الحروف للجميع.. وجاءت قرارات المجلس واضحة وهى: أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته، والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.. واستعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام، ومواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتوجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.. جاءت هذه القرارات بعد العديد من الاتصالات التى تلقاها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي من مختلف قادة العالم، وبعد التواصل مع مختلف الأطراف المعنيين.. أعتقد ان هذه القرارات هى خارطة طريق واضحة المعالم لجميع الأطراف للخروج من منطقة الاختيارات الصعبة للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. أيمن شعيب – بوابة الأهرام اليوم